حوار مع منير كريم و عبد الحسين و صباح عن الحكومات و الحقوق و القوانين


مازن كم الماز
2021 / 9 / 28 - 23:53     

يتساءل العزيز منير كريم مدافعًا عن الحكومات الليبرالية بالخاصة ، كيف إذا كانت بهذا السوء ، كيف نمت و تطورت هذه الحضارة … تساؤل مهم فعلًا ، بالفعل ، لكنه لا يحل شيئًا للأسف ، لو عشنا أيام الإمبراطورية الرومانية هل كان علينا لو عشنا يومها أن نقلدها و نتبنى قوانينها ، إذا عشنا أيام المغول هل كان المطلوب أو الحل حسب قول إسلاميينا أن نتبنى عقيدة المغول و نظامهم السياسي و العسكري ، و ماذا و ماذا عن قادة ناجحين كهتلر و ستالين و نابليون الخ الخ … هل يعتقد منير أن الغرب وصل لما وصل إليه بفضل حكوماته ، كل ذلك التاريخ الطويل من الثورات الفكرية و السياسية و الاقتصادية و الأخلاقية و الجنسية و الفنية الخ الخ ، جوردانو برونو و لوثر و روسو و دي توكفيل و ألبرت أينشتاين و إعلان الثورة الفرنسية حقوق الإنسان الخ الخ هل كان كل ذلك من فعل و تخطيط حكوماته … يفهم من كلام منير أنك تعيش في الغرب ، أقترح عليك أن تستوقف الناس في الشوارع و تقول لهم أن حكوماتهم هي التي منحتهم حقوقهم و هي التي تحميها ، استمع إلى جوابهم و حدثنا عما سيقولوه لك ، شخصيًا أستبعد أن تسمع غربيًا واحدًا يقول أن حكومته هي التي تمنحه حقوقه و تحميها … و رغم أنك لا تعرفني ، لا تعرف ماذا أفعل و أين و كيف أعيش فإنك و على طريقة الفنان الجميل محمد هنيدي "جتكو القرف مليتو البلد" ، تخاطبني أنا و كل أناركيي العالم ، إذا كنت قد فهمت كلامك بشكل صحيح ، أن نغادر الغرب الذي فهمت أنك تعتبره بلدك الخاص بك ، إلى بلادنا و خاصة بلدان الفوضى … أنا لا أعرفك لكن يفهم من كلامك أنك تعتبر نفسك غربي من أصحاب البيت و أنك تملك الحق في أن تتحدث باسم الغرب و أهله لتطردني و معي كل الأناركيين ، ربما لأنك تدفع ضرائب عالية لبلدك أو ما تعتبره بلدك ، ربما لأنك اخذت جنسية تلك البلاد منذ بعض الوقت أو لأسباب أخرى أعجز عن معرفتها … أولًا أو ربما ثانيًا لعلك تعرف إذا كنت تقرأ ما أكتبه و أترجمه أني لا أعتبر نفسي فردًا من جماعة أو شعب أو أمة و أني لست مسؤولًا إلا عما أفعله و أؤمن به أنا فقط ، لذلك لا يمكنني أن أجيبك و لا رغبة لي في أن أجيب نيابة عن كل من تريد منهم أن يغادروا بلدك حتى من غيري من الأناركيين … لهؤلاء الناس لسان يستطيعون أن يستخدموه في الرد عليك إن شاؤوا … فهمت أيضًا أنك تعتقد في نفسك الكثير من القدرة و الثقة التي تمنحك الحق في الحكم على الآخرين الشيء الذي أصبحت أتحاشاه كثيرًا ، تلك الأحكام القاطعة و السهلة تجعلني أشعر بغصة في حلقي و تذكرني فقط بفتوى الخميني ضد سلمان رشدي و بحكم محكمة التفتيش ضد جوردانو برونو ، يا ترى إذا لم يرحل الأناركيين أو أولئك الذين تريدهم خارج بلدك ماذا كنت لتفعل لتتخلص منهم هذا طبعًا إن استطعت أن تطردهم من بلدك … بل ماذا كنت ستفعل بمن تسميهم أناركيين من أهل بلدك ذوي الشعور الشقراء و البشرة البيضاء و هم ولدوا لآباء غربيين ربما أكثر غربية منك و مني ، ماذا كنت ستفعل بنيتشه لو كنت قابلته و هو نصف أناركي نصف مجنون نصف مغامر و عاشق لا يعرف التردد للحياة و جنونها و عدو لكل الأخلاق و الحكومات مع أنه غربي من اب و ام غربيين ، هذا إذا افترضنا أن نيتشه كان سينصت لك أو سيحاورك أو سيسمح لك بطرده من بلادك رغم أن نيتشه لم يحمل جواز سفر بلده التي يبدو أنك تعتبرها بلدك أنت … الآن سآخذ كلامك على محمل الجد و سأحاول مناقشته من وجهة نظر لا تنتهي بقرارات طرد أو حرمان أو سجن و أعترف أني أفعل ذلك فقط بطلب من العزيزة صباح و ربما لرغبتي في أن تفهمني هي على نحو أفضل … بتعرف منير ، أنت المفروض عم تحكي عن الحرية و المفروض مو بس عم تستخدمها بل و عم تدافع عنها ، و مثل أعداء الحرية من اليسار و اليمين أنت تستخدم الحرية للقضاء على حرية الآخرين و مثل الإسلاميين ترى الحرية لك شخصيًا ، حتى هتلر و ستالين كانوا يدعمون حريتهم فقط في الكلام و الفعل و إخراس خصومهم و قتلهم … أنا بعترف أنه الحرية اللي عرفها البشر و مارسوها هي لليوم حرية سلبية فقط ، حرية التحرر من القهر و من الخرافات و الأوهام ، إنها بشكل من الأشكال العجز عن الإيمان ، حالة عدمية فقط ، الحرية مورست فعليًا في الأيام الأولى من الثورات أو في مهرجانات آلهة الخمر و الجنس و هي أقرب شي استطاع الإنسان أن يصل إليه ، حتى ما تسميه ديمقراطية في بلادك الغربية هذه الحرية مو بس بتعطي القوة لكل خصومها من اليسار لليمين بل هي أيضًا بنزعها القداسة عن العالم و إماتة كل يوتوبيا و بتمسكها بالعلم و الموقف الموضوعي من العالم عم تقوي مخالبنا كبشر لكن بنفس الوقت عم تكشف هشاشة وجودنا و عجزنا أمام كون محايد جدًا تجاه وجودنا و أنه وجودنا مثل تطورنا حدث بالصدفة و قد ينتهي بصدفة ما لن يمكننا الوقوف في وجهها و أننا متل الحيوانات التي نذبحها كل يوم لنملأ بطوننا بلحمها مهددين بالانقراض و أسوأ من هيك ، أننا عبيد بعضنا و عبيد أوهامنا و تفاهتنا و غباءنا الضروريين جدًا لنستمر بمتل هيك حياة و هكذا وجود … العلاقة المعقدة بين الشرق و الغرب هي اليوم آخر أوهامنا و خرافاتنا و هي عامل تخريب لكل مكسب استطاع قلة من المجانين و الحالمين و الخارجين على القانون أن يفرضوه علينا خاصة على جماهيرنا و نخبنا ، الشرق أعجب بدور الضحية و تحول إلى التسول و البكاء أما الغرب فإن أمثالك يحاولون أن يمنحوه إحساسًا مخادعًا بالتفوق و الاسترخاء بمجرد أن يتذكر بؤس البشر الذين يعيشون خارجه ، إحساس يحاول أمثالك أن يملؤوا به خواءه و يجعلوا منه وهمًا ، آخر اليوتوبيات التي تحاول تفادي مصير الله الذي قتلناه كما اعترف نيتشه باسمنا جميعًا … كل هذا في الحقيقة لا يعني شيئًا ، إننا نحاول أن نعطي قصورنا معنى تافهًا أقرب إلى اللامعنى و هذا فقط كي نحطم الملل و انعدام المعنى بلعبة عقلية تافهة دون أية فائدة أو جوائز … تصور غربك بلا شرقك ، تصور كم ستكون الحياة مملة و كم ستفتقد كلمة تقدم أي معنى و ما الذي يمكنك أن تفعله و تقوله يومها … و تصور الشرق بلا غرب ، كم سيصبح التخلف و هلاوس محمد بلا أي معنى بمجرد غياب ترهات الغزو الثقافي و الاستشراق و ما بعد الاستعمار ، إننا نستمتع بصحبة بعضنا على هذه الأرض بتبادل الاتهامات عن المسؤولية عن قصورنا و هشاشة كل ما نملكه و نفعله و هذا مفيد طبعًا على الصعيد السيكولوجي لكن دون أي معنى … أعترف منير أني لا أعرف لماذا أقول ما أقول ، لماذا أناقش شخصًا مثلك ، و أنا الذي مللت النقاش و لا رغبة لي في إقناعك بشيء أو الدفاع عن الأناركية أو عن أي شيء و لا حتى عن نفسي ، ماذا سيتغير في هذا العالم و ماذا سيعني ذلك لك أو لي أو لأي شيء في هذا العالم ، قد يكون تناول فنجان قهوة مع فتاة جميلة أو الاستماع لأغنية أو موسيقا أكثر متعة و أهمية ، الله يسامحك يا صباح على هذه الورطة … العزيز عبد الحسين ، القوانين هي القوانين ، منطقها واحد منذ وضع حمورابي أو من سبقه بقليل أول تلك القوانين حتى اليوم

المقال الذي أثار شهية الناقد منير و الاستاذة صباح و السيد سلمان بتعليقاتهم التي أتناولها هنا
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732647