لماذا ننتخب والحرامية تحوف ؟؟


علي عرمش شوكت
2021 / 9 / 28 - 20:23     

الانتخاب هي مطلب شعبي جماهيري قبل كل شيء .. لماذا ؟ . الجواب: لكي يأتي من يحكم مختاراً مسنوداً من قبل الناس. الامر الذي يلزمه بالمطلق لتحقيق مطالب ناخبيه.. هذه البديهية لها قواعد اخلاقية تسبق كونها قانونية وانسانية لتجسيد العدالة بين الجميع وهي معيار لمدى تجليات حرية الاختيار. وكذلك يمكن اعتبارها درساً في الثقافة الديمقراطية، وتجليات للارادة الواعية الكامنة لدى المواطنين. دون ذلك تنقلب المعادلة وتصبح لعبة سمجة وضحك على الذقون، واختلاس مقنن لمشيئة المواطنين.. فمن يعطي الحق لنفسه ويقدم على اجراء انتخابات على هذا الشكل المضلل الذي لن يفلت من الملاحقة القانونية اذا ما تفعلت العدالة..؟.
نواصل بالعودة الى سؤالنا : " لماذا ننتخب و " الحرامية تحوف " ، على حد تعبير الملولجست الراحل "عزيز علي" ولماذا لا نقاطع لمثل هذا النمط من الانتخابات المصادرة نتائجها سلفاً ؟، والتي تتحول فيها اصوات الناخبين الى سلعة مستعملة في سوق الحراج " الهرج " معروضة للمزايدات الرخيصة وفي نهاية المطاف تصبح ملكاً لمن يدفع اكثر..؟ . وللاسف يغدو من يبيع صوته كمن يجرد نفسه من قيمه الادمية ويتحول الى غير عاقل . لان القيّم الوطنية والانساني يعود التصرف بها اي نقل ملكيتها اومنحها الى الحق العام الوطني قبل الحق الشخصي، الذي في مثل هذه الاحوال لن يكون حقاً مطلقاً، وهي " الاصوات " تعد من الاملاك غير المنقولة للام الدولة، كونها معمدة دستورياً، ولا يجوز عرضها في سوق النخاسة، ولا يسمح لاي اجنبي الاستثمار بها، وذلك ما تلقى صيانتها على عاتق القضاء الوطني.
لماذا ننتخب وبنات وابناء شعبنا يتولاهم العوز في مستلزمات العيش الكريم وهم في ظل وطن اغنى من سواه على نطاق الاقليم، بل ويتعدى ذلك، علما انه يتقدم وبخطى سريعة نحو مزيد من التخلف، وبمسافة ادنى عن حتى بلدان جواره الفقيرة.. كيف ننتخب ومن اضنى البلد من الفاسدين، واوصله الى حافات اللاوجود، وربما بل من المؤكد الطشاش المنثور الى ما تسمى بالاقاليم الطائفية ما زال يحكم مستبداً وتخضع لارادته العملية الانتخابية تحديداً، ولم يتخل عن نهج المحاصصة الفاسد الفاشل..؟. لماذا ننتخب وقد تقسم البلد الى اقطاعيات صغيرة سيمثلها في البرلمان القادم حصراً ابن العشيرة التي تسكن في نطاق الدائرة الانتخابية حيث الطرق مقطوعة سلفاً على اي مواطن عراقي اخر..؟. كيف ننتخب واصحاب الرأي المسلح يكتمون اصوات رأي الاصلاح المسالم بسلاح كواتم الصوت..؟؟
هل من لديه عقل راجح يجوز له ان ينصح بالمشاركة في عملية انتخابية جنباً الى جنب مع من يتأبط له شراً ؟، بل ويعلن البعض من الغادرين وبكل وقاحة بانه في حال لم يحصل على الاصوات التي يتوقعها سيستخدم سلاحه لاسترجاع ما يسميه حقوقه اي رصيده من المقاعد البرلمانية التي حصل عليها فيما مضى من خلال التزوير والرشى وغير ذلك من هذا القبيل .؟ . واخيراً لماذا ننتخب والحرامية تحوف اي تسرق تحت جنح ظلام الليل. ؟؟؟