لبنان بين قِمة اللواء فؤاد شهاب والرئيس جمال عبد الناصر وقِمة الجنرال ميشال عون وَعَبَد الفتاح السيسي


عصام محمد جميل مروة
2021 / 9 / 23 - 16:03     

شهر ايلول المشتهر في الأحداث واللقاءات المتكررة على كافة الأصعدة يأتي هذا العام واضعا الأزمة اللبنانية في قمة التضامن العربي والاقليمي والدولي حول كيفية إسترجاع دور لبنان المجيد . والمشع والساطع على الاقل منذ قمة اللواء فؤاد شهاب والرئيس جمال عبد الناصر وذلك ايام تحديد ركائز الوحدة بين مصر وسوريا في عام "1958" وما تلاها من تأثير سلبي على الساحة اللبنانية وكانت نتائجها مُدمرة الى الساعة . الضرورة هي إستدعتني وشدتني وجذبتني لنشر المقال مجدداً .
تعود اللبنانيون على إطلالة العهد الجديد لكل رئيس منتخب للجمهورية اللبنانية .ان تكون أولى الزيارات الى فرنسا وهذا ما شهدناه على مدى عقود طويلة منذ الاستقلال عام 1943 الى اليوم .لكن على ما اعتقد بإن السياسة الحالية في تأزماتها وتعقيداتها هي التي تحكمت في مصير الجمهورية اللبنانية وقصرها ومقر سكن الرئيس"القصر الجمهوري في بعبدا "توجه أولاً الى المملكة العربية السعودية وتلك خطوة جريئة وقد تحمل في خلفياتها إذعان ومعرفة حليف الرئيس المتفاهم معهُ في كنيسة مار ميخائيل "حزب الله اللبناني" الذي بدى في سنوات قديمة وطويلة على إِنَّهُ يستطيع تعطيل او تسهيل مهمات اعلى سلطة في الدولة.من الممكن ان يكون العماد عون قد تناقش مع القيادة السعودية عن مستقبل العلاقات بين البلدين من بعد زوابع الإتهامات الأعلامية بين البلدين وخصوصاً تبني قيادة حزب الله المشروع الإيراني في المنطقة العربية التي تعج بالحروب. في سوريا وفِي العراق وحتى في تركيا وليس آخراً تقدم حزب الله في مشاركة عسكرية كثيفة العدد الى جانب النظام السوري المتمثل في الرئيس بشار الأسد الذي يحظي بدعم إيراني ممييز.وها نحن اليوم امام ساعات قليلة على إقلاع الطائرة التي سوف تحمل وفداً لبنانياً رفيع المستوى الى جانب دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الدين الحريري .الى جمهورية مصر العربية.والغرابة في موضوع الخيار لتلك الدولتين اللتين تمثلان الإعتدال في الإقرار لدورهما ولموقعهما الجغرافي والإستراتيجي للدول العربية التي تتجاور ولها مصالح مشتركة .والتاريخ شاهد على التعاون الثنائي بين الدولتين منذ عهد عبد الناصر والملك فيصل في ما يخص القضايا العربية في لُب الصراع والنزاع مع دولة العدو الصهيونية إسرائيل ،ومن المهم النظر الى وجهة وتعاون الرئيس عون ودوره في هذه المرحلة الدقيقة مما تنعكس سلباً على لبنان والجوار الحرب السورية الداخلية. وتأثر لبنان في كل الأبعاد وتحملهِ اعباء إقتصادية ثقيلة يعجزُ عن تجاوزها وحيداً دون دعم عربي ودولى .وآخرها معضلة اللاجئين السوريين الذين شكلوا إرباكاً على الدولة اللبنانية مخافةً من التوطين، وهذا ما عاناه لبنان منذ الحوار على الحدود اللبنانية السورية عندما زار الرئيس جمال عبد الناصر سوريا.سنة 1958.حيث كانت بداية تبلور وإنشاء دولة الصهاينة مشاريع طرد الفلسطينيين الى لبنان مما شكل تحالف مع كثير من ابناء الشعب اللبناني في حضن الأهل الوافدين الى دولة حديثة التوسع وبداية بناء وتشييد المخيمات الفلسطينية على كامل الاراضي اللبنانية التي تحولت لاحقاً الى معسكرات تدريبية للفدائيين لتنفيذ هجمات على الحدود الفلسطينية اللبنانية المشتركة ضد الكيان الغاصب والمحتل الصهيوني .مما أدي الى شرخ واسع في المجتمع اللبناني بين المسيحي والمسلم؟ وعقد وحدة الدولتين ولم يُكتب لها الولادة إلا على الورق"الجمهورية العربية المتحدة"بين سوريا ومصر..كما إنها آلّت الى بداية تفكك في المشروع الداخلي للجمهورية اللبنانية التي لاقت معاونة ومساعدة من فرنسا من بعد إستقلالها.حتى الان بقى ويبقى لبنان ساحة واسعة من الصراعات العربية برغم الأخوة الوهمية التي يُطلقها من وقت الى اخر معظم قادة الدول العربية.وللبنان دور تأسيسي في جامعة الدول العربية ومن الأركان الأوائل مع مصر، وسوريا ،والسعودية، والعراق ،في وضع برنامج ووثيقة جامعة الدول العربية ،حيث كان ومازال مقرها القاهرة.إذاً الجنرال والعماد اللبناني ماذا لديه وماهي الملفات الغامضة التي سوف يتبادل الأراء بصددها مع جنرال او"مشير"ما خلفتهُ ثورة الربيع العربي في مصر عبد الفتاح السيسي.هل سوف يحمل الوفد اللبناني رؤية جديدة او توصيات من خلال حزب الله الذي يتعاون مع إيران "حتى النخاع"؟تبقي الأسئلة تدور وتلف مكانها في فراغ صداه يجعلنا قلقين عن الإسراع والتوهم والحكم في ما سوف تتمخض عنه جلسات الحوار بين الرئيسين بداية صباح الأثنين..
مما لا شك فيه ان الحرب الأعلامية التي يشنها دونالد ترامب الرئيس الامريكي المنتخب عن منع السفر للمسلمين الى الولايات المتحدة الامريكية ،ونقل السفارة الامريكية الى القدس ،وقضايا اخرى. تهم البلدين سوف ينظر اليها الرئيسين القادمين من مؤسسة العسكر والجيش ،برغم الفارق في فترات الزمن والحكم .قبل ان يقرر الرئيس العماد ميشال عون نقل وجهة نظر عامة عن التحالفات العربية الجديدة في مستقبل التعايش المشترك بين الدول والشعوب العربية التي تُشكل مزيجاً ونسيجاً للحضارات" الفينيقية والكنعانية والفرعونية "وما تلاها ؟اليهودية والمسيحية والإسلامية ؟إن رحلاته وسفراته اللاحقة الى كل من سوريا. وفرنسا. والفاتيكان.و الى مقر الأمم المتحدة ، وربما الولايات المتحدة الامريكية . المتوقعة .سوف يكون لها صدى مدوى في المدى المنظور..
عصام محمد جميل مروة ..