اضافة الى مقالتي عن برنامج (خطى) مع سليم شاكر الامامي: من الذي دمّر الجيش العراقي والمسؤول عن هزائمه


علاء الدين الظاهر
2021 / 9 / 19 - 19:11     

بعد نجاح انقلاب 8 شباط 1963، كوفئ منذر الوندواي الذي قصف سرب الميغ 19 ودمره في قاعدة الرشيد الجوية بترقيته من نقيب الى عقيد واصبح قائدا لما يعرف بالحرس القومي. اما محمد حسين المهداوي الذي اعدم ضباطا شيوعيين من دون محاكمة او إذن من احد فتمت ترقيته من رائد الى عقيد.
بعد انقلاب 17 تموز اصبحت الدرجة الحزبية هي الاهم وشمل هذا الجيش. بدأ عندها تخريب المؤسسة العسكرية وفُقد بذلك التسلسل والضبط العسكري. لم يكن من الغريب ان يصبح نائب ضابط مسؤولا حزبيا عن آمره برتبة مقدم. هذا الضابط اصبح يخشى من هو تحت قيادته خوفا من ان يكتب عنه جنديا او عريفا تقريرا يؤدي به الى السجن او الاعدام.
في عام 1970 اصبح اللواء ركن عبدالجبار شنشل رئيسا لأركان الجيش واُجبر على الانتساب للحزب. في عام 1973 كانت درجته الحزبية (نصير). بمعنىً أخر، اي حزبي عسكري بدرجة (نصير اول) ومن يعلوه بدرجة (عضو، عضو فرقة، عضو شعبة، عضو فرع او عضو قيادة قطرية) كان يستطيع ان يرعبه. اهانة عبدالجبار شنشل لم تتوقف عند هذا الحد. عندما مُنح الهارب من الخدمة العسكرية صدام حسين التكريتي رتبة فريق اول ركن، مُنح بأثر رجعي وبأسبوعين قبل ترقية شنشل الى نفس الرتبة كي يصبح صدام التكريتي اقدم منه في الرتبة وعلى شنشل تأدية التحية له. استمرت هذه الاهانة عندما اصبح عدنان خيرالله طلفاح وزيرا للدفاع وكان شنشل برتبة عقيد عندما تخرج عدنان طلفاح من الكلية العسكرية. صدام التكريتي كان يشير اليه في الندوات المتلفزة بـ (جبار شنشل) دون اشارة لرتبته او منصبه او اي احترام لعمره.
يصف سليم شاكر الامامي عبدالجبار شنشل بأنه الاب الثاني للجيش العراقي بعد جعفر العسكري. كان شنشل ضابط ركن جيد حسب اقرانه لكنه كان ضعيف الشخصية ويعرف انه لا يصلح للقيادة ولم يرغب بها. ذكر لي عبدالكريم فرحان انه وبعض زملائه من الضباط كان يضحكون عليه حين يتصلون به هاتفيا ليهنؤه بتعيينه قائد فرقة فيرد عليهم (لا) بمد حرف الالف. بعد فشل محاولة عبدالرزاق الانقلابية الثانية في 30 حزيران 1966 عُزل قائد الفرقة الرابعة يونس عطار باشي الذي شارك في المحاولة. عندها عُين شنشل خلفا له ثم اصبح بداية عام 1968 معاونا لرئيس اركان الجيش. قرر انقلابيو 17 تموز الاحتفاظ به للاسباب اعلاه وهو وافق على بقائه في المنصب رغم ان حردان التكريتي تخرج من الكلية العسكرية بعده بـ 8 اعوام وحماد شهاب بـ 5 اعوام. كلاهما شغلا منصب رئيس اركان الجيش ووزير الدفاع على التوالي.
يذكر الامامي بأن شنشل اعطاه افضل نصيحة عسكرية وهي ان (تدرس جغرافية المنطقة إذا لم تكن تعرف شيئا عن العدو). هذا امر غريب. يجب على الضابط ان يعرف جغرافية المنطقة سواء كان يعرف عن تموضع قوات العدو شيئا ام لا. هذه المعلومات تتيح للضابط قدرة التحرك والمناورة كما تتيح له معرفة مناطق تحرك ومناورة العدو. هذه من اساسيات قيادة المعارك. رغم اني مدني لكني قمت بتصوير هضبة الجولان من اقرب نقطة على الحدود الاردنية وعلى صوري تفاصيل الخدود الارضية ومزارع العدو الاسرائيلي تحت الهضبة وكذلك نهر اليرموك وبحيرة طبرية. لم يكن دافعي عسكريا بل الفضول عن تلك المنطقة التي فقدت في حرب حزيران.
ايضا وقع سليم شاكر الامامي في فخ الاستهانة بالعدو الاسرائيلي عندما قال انه من خلال خبرته في معارك الجولان ان الجندي الاسرائيلي لا يعرف قيادة الدبابات. مثل هذه الاستهانات جلبت علينا الكوارث منذ عام 1967 وحتى الآن وكان على الامامي ان يتجنبها تماما. اذا كان الجندي الاسرائيلي لا يستطيع ان يقود دبابة ووصل الى ابواب دمشق وكان الطريق مفتوحا له ليصل الى القاهرة فماذا كان سيفعل بنا لو كان يجيد قيادة الدبابات؟ لست من الذين يبالغون بقوة الجيش الاسرائيلي لكن لا يجب الاستهانة به. التحليل الصحيح لأي ضابط سيكون انه ربما بسبب المفاجئة التي بدأت بها الحرب لم تكن اسرائيل تتوقعها سلّمت اسرائيل بعض الجنود دبابات لا يجيدون قيادتها خصوصا وإن معظم جنود وضباط اسرائيل هم من الاحتياط كانوا يؤدون في العادة مهن مدنية وتم استدعائهم بسرعة. هكذا يتم قراءة سلوك غير صحيح لإستخدام بعض الدبابات الاسرائيلية في المعارك التي شارك بها الامامي.