إذا أردت أن تمارس حريتك حتمًا ستدفع الثمن


فؤاد أحمد عايش
2021 / 9 / 18 - 12:12     

الحرية وما أدراك ما الحرية ، معظمنا يفهم المعنى الحقيقي للحرية بشكل خاطئ فالحرية هي ممارسة جميع نشاطاتك وحقوقك سواء السياسية أو الإجتماعية أو الإقتصادية أو الطبيعية وغيرها. بدون عائق ، فأصبحنا نجد أن هنالك عوائق كثيرة تظهر لنا عندما نفكر بمجرد تفكير عن المعنى الحقيقي للحرية.

لغاية الآن ما زالت قصة (روزا باركس) تراود ذهني عندما نطقت بالمعنى الحقيقي للحرية ، ما زالت هذه القصة تعانق قلبي و وجداني من شدة موقف روزا البطولي فهي تستحق بأن تكون عنوانًا شامخًا يكتب في سطور من ذهب ، لأنها من غيرت مجرى التاريخ بموقف شجاع وبطولي.

في الولايات المتحدة عام ١٩٥٥م ركبت الخياطة الشابة (روزا باركس) الحافلة لتعود إلى البيت ، وفي الحافلة وجدت مقعدًا فارغًا فجلست فيه ، وبعد قليل دخل راكب ووقف أمامها لتعطيه مكانها وذلك بموجب القانون الأمريكي في الخمسينيات الذي يلزم السود بالتخلي عن مقاعدهم للبيض في الأماكن العامة.

قررت (روزا) أن تتخذ موقفًا شجاعًا ، كان سببًا في رفع معاناة ملايين السود وهو ألا تقوم للرجل الأبيض وتخالف بذلك القانون ، فهاج البيض وتوقف سائق الحافلة الذي أجبرها أن تترك المقعد للرجل الأبيض ولكنها رفضت التحرك من مقعدها.
دقائق ووصلت الشرطة فقامت بإلقاء القبض عليها ، وقدمتها إلى المحكمة التي فرضت عليها غرامة مالية لكنها رفضت دفعها فتم إيداعها في السجن.
وهنا أعلن السود الإضراب عن ركوب الحافلات واستمر الإضراب ٣٨١ يومًا حتى صدر قرار المحكمة العليا في واشنطن عام ١٩٥٦م الذي حرم التمييز العنصري في الحافلات ، ثم صدر قانون الحريات المدنية عام ١٩٦٤م الذي حرم التمييز على أساس العرق.

إنها إمرأة واحدة بموقف واحد غيرت مجرى التاريخ. عندما توفيت (روزا) عام ٢٠٠٥م قال عنها الرئيس الأمريكي (كلينتون) : "من خلال العمل البسيط الذي قامت به عندما رفضت التخلي عن مقعدها فإنها بذلك علمتنا معنى الحرية".

هي لم تفعل شيء ، هي فقط قامت بممارسة حق من حقوقها ونطقت بالحرية والعدالة لكي تكون على مسمع الجميع.

- في أيامنا هذه
كم منا مارس حريته ودفع الثمن ؟؟
كم منا قام بعمل بطولي وشجاع وتم طمسه لعدة أسباب ؟؟
كم منا نهض وقال مثل (روزا) حي على الحرية ؟؟

الكثير من الأحرار في بلدي ، لكن هيهات أن يأتي الزمان بالمفهوم والمعنى الحقيقي ليكون لكل منا حريته الخاصة.

إلى أن يتعلم صاحب القرار (المعنى الحقيقي للحرية) سنكون حتمًا دفعنا الثمن.