الكاستروية وثورة أمريكا الوسطى

تامر خرمه
2021 / 9 / 12 - 10:12     


ترجمة تامر خرمه
مراجعة فيكتوريوس بيان شمس



في الجدالات المتعلقة بالوضع الكوبي الراهن، يدّعي قطاع الأغلبية من اليسار (المدافعين عن النظام الكاستروي الحالي وسياساته) أن المعضلة الرئيسية هي “عزلة” البلاد. هذا صحيح جزئيا فيما يتعلق بالحصار الإمبريالي التجاري والمالي الأمريكي. ومع ذلك، فهم يخفون حقيقة أن سياسة فيدل كاسترو نفسه تجاه الصيرورات الثورية في أمريكا الوسطى، والتي بدأت في نيكاراغوا عام 1979، هي التي أدت منطقيا إلى مزيد من العزلة السياسية.



بقلم أليخاندرو إيتوربي – 31 تموز 2021


العديد من المقالات المنشورة على هذا الموقع تشير إلى الكيفية التي قامت بها القيادة في ظل فيديل كاسترو (حركة 26 تموز) بقيادة الثورة التي أطاحت بدكتاتورية فولجنسيو باتيستا عام 1959، وكيف أنها بعد توليها السلطة تجاوزت برنامجها الديمقراطي الأصلي، وبدأت في بناء أول دولة عمالية بأمريكا اللاتينية تماما في “الفناء الخلفي” للإمبريالية الأمريكية، محولة قادتها إلى أبطال لملايين المناضلين في كافة أنحاء العالم[i]. لقد ذكرنا سابقا أن الثورة الكوبية حققت انتصارات كبرى للعمال والجماهير الكوبية، لاسيما في مجالات التعليم والصحة ومكافحة الجوع.

في الوقت الذي نثني فيه على هذه الإنجازات العظيمة للثورة، من الضرورة أيضا الإشارة إلى أن القيادة الكوبية قامت ببناء دولة عمال بيروقراطية، دون ديمقراطية حقيقية للعمال والجماهير، على غرار النموذج الستاليني. العمال الكوبيون لم يسيطرون أبدا على الحكومة الكوبية، ولا على بيروقراطية الحزب الشيوعي الكوبي (إرث حركة “26 تموز”).

علاوة على ذلك، لطالما اعتقدت قيادة كاسترو أنه من الممكن بناء “الاشتراكية في بلد واحد”، مثلما كانت الستالينية تروج منذ أواخر العشرينيات، عوضا عن بناء الثورة الاشتراكية الأممية التي اقترحتها الماركسية منذ نشوئها. واتساقا مع هذا الموقف، دمجت الكاستروية في الستينيات بالأجهزة الستالينية الدولية، متمركزة على يد البيروقراطية السوفييتية آنذاك، كما بدأت بالدفاع عن جوهر سياساتها.

ومع ذلك، فقد فعلت هذا في السنوات الأولى بطريقة متناقضة، حيث شجعت على “تصدير” الثورة عبر تدريب الكوادر وتقديم الدعم المادي للعديد من منظمات حرب العصابات في أمريكا اللاتينية التي ظهرت خلال تلك السنوات ملهمة الثورة الكوبية. هذا المسار لم تشاركه بيروقراطية موسكو، ولهذا السبب في العديد من البلدان كانت هناك انشقاقات في الأحزاب الشيوعية، أو ظهور منظمات مستقلة عنها لتعزيز نضال حرب العصابات. على سبيل المثال، كان هذا هو الحال في السلفادور، حيث انفصل أمينها العام، كايتانو كاربيو، عن الحزب لتأسيس قوات التحرير الشعبية عام 1970. تشي غيفارا نفسه مضى بالترويج لـ “حرب العصابات المركزة” في بوليفيا، وقد تم اغتياله عام 1967.

على مدى عدة عقود، جادل تيارنا ضد استراتيجية تطبيق نظرية التركيز على حرب العصابات في أمريكيا اللاتينية بأكملها، من المكسيك إلى الأرجنتين، بصرف النظر عن الظروف الاقتصادية، والخصائص الجغرافية والاجتماعية لكل بلد[ii].

على أية حال، بعيدا عن تلك الجدالات وعن انتقاداتنا، كانت تلك سنوات لاتزال فيها القيادة الكوبية تحاول (وإن كان بمنهجية خاطئة) الترويج لتوسيع الصيرورات الثورية، خاصة في أمريكا اللاتينية.



ثورة نيكاراغوا


ومع ذلك، هذه المسافة بين القيادة الكوبية والجهاز الستاليني المركزي كانت تطوى، وخلال السبعينيات قبلت الستالينية بشكل كامل بسياسة التعايش السلمي مع الإمبريالية، والتي روجت لها موسكو. هذه السياسة كانت لها كلفة باهظة عندما اندلعت صيرورة ثورية كبرى في أمريكا الوسطى عام 1979.

في نيكاراغوا، اتبع النضال ضد دكتاتورية أناستاسيو سوموزا مسارا شبيها للغاية بمسار كوبا قبل 20 عاما. كانت هناك منظمة سياسية عسكرية، الجبهة الساندينية للتحرير الوطني، والتي كانت تقاتل ضد نظام سوموزا منذ عدة سنوات. التمردات الشعبية (بطليعة شبابية) اندلعت في عدة مدن بالبلاد. القوات الساندينية، التي تعززت بشكل متزايد عبر دمج هؤلاء المقاتلين الجدد، استولت على العديد من تلك المدن، وتقدمت في العاصمة ماناغوا. في 19 تموز دخلت المدينة، وهزمت الحرس الوطني، وأطاحت بسوموزا، واستولت على السلطة.

التيار الموريني (نسبة للمفكر الماركسي الأرجنتيني “نهويل مورينو”)، الذي كان متحدا أمميا خلال تلك السنوات في الفصيل البلشفي، دعم تلك الثورة بحماس، الأمر لم يقتصر على التصريحات وإحياء التقليد الأممي المبدئي المنسي. في حزب العمال الإشتراكي الكولومبي شجع على تشكيل لواء سيمون بوليفار، والذي ذهب للقتال في نيكاراغوا كجزء من جبهة التحرير الوطني الساندينية. هذه المشاركة بالنضال تم الاعتراف بها من قبل شعب نيكاراغوا والجبهة نفسها عندما دخلت قوات العاصمة ماناغوا[iii].



نيكاراغوا لم تصبح “كوبا جديدة”


كما سبق وأن قلنا، كان الوضع في نيكاراغوا شبيها للغاية لنظيره في كوبا عام 1959: بعد هزيمة الحرس الوطني واجهت جبهة التحرير الوطني الساندينية إمكانية اتباع “المسار الكوبي”، لمصادرة كل أملاك البرجوازية النيكاراغوية، والمضي في بناء دولة عمال جديدة، أو اتباع المسار الذي سلكته جبهة التحرير الوطني الجزائرية عام 1962، وإعادة بناء الدولة البرجوازية.

القيادة الساندينية سافرت إلى كوبا للقاء فيديل كاسترو (الذي اعترفت به كزعيم لها)، للتشاور معه بشأن الطريق الذي ينبغي أن تسلكه. إجابة فيديل كانت واضحة للغاية: “لا ينبغي لنيكاراغوا أن تصبح كوبا جديدة”[iv].

هذا يعني: “لا تقوموا بما قمنا به، ابقوا في حقل الرأسمالية وأعيدوا بناء الدولة البرجوازية”.

بتوجيهات فيديل، قامت جبهة التحرير الوطني الساندينية بتشكيل حكومة إعادة الإعمار الوطني. مع قطاعات برجوازية غير سوموسية (كفيوليتا تشامورو وألفونسو روبيلو)، وكان من أولويات الحكومة العسكرية احترام الملكية الخاصة للبرجوازية غير السوموسية. وهكذا، تخلت جبهة التحرير الوطني الساندينية، بتوجيه من فيديل كاسترو، عن إمكانية تحرير شعب نيكاراغوا من الفقر والجوع والاستغلال كما حدث في كوبا.

لواء سيمون بوليفار حافظ على التزامه ببرنامج الثورة الاشتراكية: طالب بانفصال جبهة التحرير الوطني عن البرجوازية، وتطبيق برنامج الانتقال إلى الاشتراكية، وتوسيع الثورة لتشمل أمريكا الوسطى بأكملها. إلى جانب هذا شارك اللواء وعزز الصيرورة الموضوعية التي كانت الجماهير تطورها على أرض الواقع: مصادرة أراضي البرجوازية غير السوموسية (وليس فقط السوموسية)، وتشكيل النقابات في المدن. بسبب هذه السياسة قامت جبهة التحرير وحكومة إعادة الإعمار الوطني باعتقال أعضاء لواء سيمون بوليفار، ونفيهم من نيكاراغوا، وتسليمهم إلى الشرطة البنمية، والتي قامت بتعذيبهم.

سياسة الحفاظ على الرأسمالية كان لها تداعياتها المباشرة: عندما روجت الإمبريالية الأمريكية لنضال مسلح ضد الحكومة الساندينية، عبر ما يدعى بالـ “كونتراس”، وجد الأمر قاعدة اجتماعية في أوساط الفلاحين والسكان الأصليين الذين حرمتهم الساندينية من الحصول على الأرض لأنها تحمي ملكية البرجوازية غير الساندينية.

في النهاية، بعد عدة سنوات من المفاوضات، خلال الثمانينيات، انتهى الأمر بالحكومة الساندينية إلى التوقيع على اتفاقيات اسكويبولاس، والتي قدمت فيها تنازلات هامة، من بينها انتخابات برجوازية “طبيعية”. في هذا الإطار، تمت هزيمتها انتخابيا عام 1990 على يد فيوليتا تشامورو. في 2007، عادت إلى السلطة عبر الانتخابات كحزب برجوازي “عادي”.

منذ ذلك الوقت، ومع رئاسة دانيال أورتيجا، تحول النظام السياسي إلى ديكتاتورية رأسمالية تقوم بقمع النضالات والمطالب الشعبية ضد الجوع والبؤس وغياب الديمقراطية بقسوة، كما حدث عام [v]2018.

حقيقة أن نظام الساندينيستا بغيض للغاية وصلت ليس فقط لدرجة أن العديد من أولئك الذين أيدوا ثورة 1979 انفصلوا عنها، بل وحتى المدافعين المتحمسين عن الكاستروية يرفضون الدفاع عنه.



خيانة أخرى: السلفادور


عام 1979، شجع انتصار الساندينيستا في نيكاراغوا على اندلاع انتفاضة ثورية كبرى في كافة أنحاء أمريكا الوسطى، بتأثير قوي في السلفادور، وخاصة في عاصمتها. ردة فعل البرجوازية السلفادورية والإمبريالية كانت عنيفة للغاية. عام 1980، ثبت انقلاب طغمة من الحكومات المدنية_ العسكرية، وتزايدت هجمات “فرق الموت” بشكل حاد. ومع سيطرة العصابات الفاشية على العاصمة، هرب الآلاف من المدينة وانضموا إلى التنظيمات المسلحة الفاعلة في الريف (أقواها كانت قوات التحرير الشعبية لكايتانو كاربيو)[vi]. كانت تلك بداية الحرب الأهلية في السلفادور.

في هذا السياق تم تشكيل جبهة “فارابوندو مارتي” للتحرير الوطني في تشرين الأول 1980، لتجمع تلك التنظيمات المسلحة. كانت الحرب الأهلية تنتشر بهجمات وهجمات مضادة من كلا الجانبين، لكن قوات جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني لم تحافظ على قدرتها فحسب، بل كانت تهدد النظام بشكل متزايد.

لكن قيادة كاسترو الكوبية وقيادة نيكاراغوا الساندينية كانتا تتحركان في اتجاه مختلف. لقد سبق وأن رأينا بالفعل أنهما حددتا أن “نيكاراغوا لن تكون كوبا جديدة”. وأضافتا إلى هذه السياسة أن “السلفادور لن تكون نيكاراغوا جديدة”. هذا يعني أن تدخلهما في الكفاح المسلح لم يكن يهدف إلى إسقاط النظام، بل إلى التوصل لاتفاق مع الحكومة على طاولة المفاوضات. مع وضع هذا الهدف في الاعتبار، استخدمتا كلا من نفوذهما السياسي ووزن المساعدة المادية والإقليمية التي قدمتاهما إلى جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني (رفاقهم كانوا يسافرون بشكل دائم إلى ماناغوا)، لفرض مواقعهما وكسب القادة والكوادر لصالحهما.

تماشيا مع هذا التوجه، قامت جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني بتغيير برنامجها عام 1984، وأصبح الهدف “حكومة مؤقتة بمشاركة واسعة من القوى السياسية والاجتماعية”، بحيث “لا تتعارض الملكية الخاصة والاستثمار الأجنبي مع المصلحة الاجتماعية”. وقد ذهب هذا البرنامج إلى حد اقتراح إنشاء قوات مسلحة جديدة تنبثق من توحيد قوات حرب العصابات مع جهاز الإبادة الجماعية للنظام[vii].

تداعيات هذه السياسة كانت استسلام النضال البطولي للشعب السلفادوري في “مفاوضات السلام” التي استمرت حتى عام 1992. ولنكن واضحين: لم يكن هذا نتيجة هزيمة عسكرية. الهزيمة كانت نتيجة لاستسلام قيادة جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني للسياسات التي فرضتها عليها الكاستروية والساندينية.

كان سلفادور كايتانو كاربيو (القائد مارسيال)، أحد أبرز قادة جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، معارضا لهذا التحول، وخاصة لاستراتيجية “طاولة المفاوضات”. وفي انتقاده لاستراتيجية “طاولة المفاوضات” أعرب كاربيو بشكل صحيح عن أن المفاوضات يجب أن تكون أداة “مساعدة” في خدمة “النضال العسكري”. وفي هذا الإطار، دعا إلى عدم قبول شرط تسليم جبهة فارابوندو مارتي أسلحتها، واقترح عدم إعلان أية “هدنة”. لقد كان هذا الموقف هو الأكثر تقدما داخل الجبهة.

هذه المعارضة أطلقت العنان لحملة شرسة من الهجمات السياسية ضده (متقنعة بـ “الطائفية” أو “التعصب”)، وتزايدت عزلته داخل جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، وجبهة التحرير الشعبية نفسها. الحملة اتخذت قفزة عام 1983 بعد اغتيال ميليدا أنايا مونتيس (كوماندانت آنا ماريا من جبهة التحرير الشعبية) في ماناغوا يوم السادس من نيسان. في 9 نيسان سافر كاربيو إلى ماناغوا للمشاركة في جنازة آنا ماريا. وهناك تم “احتجازه”، في الواقع، من قبل الساندينيين. الذين وضعوه أمام خيار “الاعتراف بمسؤوليته” في الجريمة أو “إعلان براءته” حتى “يسافر إلى بلد آخر” ويغادر السلفادور ومنصبه كزعيم لجبهة التحرير الشعبية وجبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني[viii].

في مواجهة هذا الخيار المريع، اختار كاربيو الانتحار في 12 نيسان 1983، وقبل ذلك، كتب رسالة أخيرة إلى القيادة المركزية لجبهة التحرير الشعبية دافع فيها عن نفسه ضد هذه الاتهامات. وبعد وفاته حكم نظام العدالة السانديني ببراءته[ix].

بعض قطاعات جبهة التحرير الشعبية تنكر أن كاربيو قد انتحر. بدلا من ذلك، يؤكدون أن كاربيو قُتل أثناء احتجازه من قبل الساندينيين في ماناغوا. لا يمكننا معرفة الحقيقة ما لم يتم فتح أرشيفات الساندينيستا السرية. ومع ذلك هناك قضيتان لا جدال فيهما. أولا، أن القيادة الساندينية (المدعومة من قبل القيادة الكاستروية) تتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن وفاة كاربيو. ثانيا، كان موت كاربيو يعني إزالة عقبة أمام التنازلات التي قدمتها غالبية قيادة جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني إلى جانب قيادات الساندينيستا والكاستروية على طاولة المفاوضات بشأن حرب العصابات للشعب السلفادوري.

جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني تخلت عن النضال كي تصبح حزبا برجوازيا “طبيعيا”، ولم يطرأ أي تغيير على البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. بعد عدة هزائم انتخابية ضد اليمين البرجوازي التقليدي، فازت في انتخابات العام 2009 مع موريسيو فونيس. لقد حكم مع البرجوازية ومن أجلها وفقا لإرشادات صندوق النقد الدولي[x].

وقد حصلت جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، المنهكة بشدة، في الانتخابات الرئاسية للعام 2019 على 14.4٪ فقط من الأصوات.



بعض الاستنتاجات


كما رأينا، كان لتدخلات فيدل كاسترو في ثورات أمريكا الوسطى عواقب وخيمة: فقد منعت نيكاراغوا من أن تكون “كوبا جديدة” (أي دولة عمال جديدة في أمريكا اللاتينية)، وقد انتهى الأمر بانحطاط دراماتيكي لجبهة التحرير الوطني الساندينية في الديكتاتورية الرأسمالية الحالية. وقد حرمت السلفادور من أن تكون “نيكاراغوا جديدة”، وانتهى المطاف بجبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني كحزب مؤسسي عادي، بأزمة عميقة، بعد أن استغلته البرجوازية.

علاوة على ذلك، كانت قرارات كاسترو السياسية تعني أن الصيرورات الثورية للنضال ضد ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية في الثمانينيات (بالإضافة إلى تلك التي تطورت في الأرجنتين والبرازيل وتشيلي) لم تكن لها نقطة مرجعية لكيفية بناء دولة عمالية ديمقراطية. وقد ساعد هذا البرجوازية الوطنية والإمبريالية على احتواء تلك الصيرورات وإبقائها في إطار النظام الانتخابي البرجوازي (بمباركة كاسترو).

الصيرورة الثورية في أمريكا الوسطى (بل في أمريكا اللاتينية ككل) بمنظور اشتراكي كانت ستغرس كالسكين في أحشاء الإمبريالية، من خلال عشرات ملايين اللاتينيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة. وهكذا تلقت الإمبريالية الأمريكية مساعدة لا تقدر بثمن سمحت لها بالصمود في وجه العاصفة.

دولة العمال الكوبية نفسها عانت من عواقب سياسات الكاستروية الإجرامية؛ فعندما تمت استعادة الرأسمالية في الاتحاد السوفييتي السابق، عانت من عزلة عميقة في ظل غياب وجود دول عمال أخرى في أمريكا اللاتينية كان من الممكن أن ترتبط بها. في ذلك الوقت، ختم نظام كاسترو على استعادة الرأسمالية في كوبا، وهي حقيقة محّصناها في العديد من المقالات المنشورة على هذا الموقع.

لهذا، عندما نتحدث عن “عزلة” كوبا، فمن الضرورة، بالإضافة إلى الحصار الأمريكي الذي يجب إدانته ومكافحته، أن نأخذ في عين الاعتبار أن هذه كانت سياسة فيدل كاسترو تجاه صيرورة الثورة في أمريكا الوسطى، والتي بدأت في نيكاراغوا عام 1979، ما تسبب في عزلة سياسية مع عواقب أكثر خطورة.





[i] من بين مقالات أخرى أنظر:

https://litci.org/es/la-cuba-de-fidel-de-la-revolucion-a-la-restauracion/



[ii] حول هذه المسألة، إقرأ: “أطروحة عن حرب العصابات” لنهويل مورينو وأوجينيو جريكو وألبيرتو فرانشيسكي، بوينس آيرس (1986) على:

http://www.nahuelmoreno.org/tesis-sobre-el-guerrillerismo-1986.html



[iii] بين مقالات أخرى أنظر:

https://litci.org/es/una-leccion-de-internacionalismo-revolucionario-40-anos-de-la-revolucion-nicaraguense-y-la-brigada-simon-bolivar/



[iv] http://www.cuba.cu/gobierno/discursos/1979/esp/f260779e.html



[v] بين عدة مقالات قمنا بنشرها انظر:

https://litci.org/es/nicaragua-40-anos-la-revolucion-la-nueva-dictadura-se-aferra-al-poder/ and https://litci.org/es/sandinismo-ayer-hoy/



[vi] انظر ألفاريز ، ألبرتو مارتن. من حرب العصابات إلى حزب سياسي: جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني

[vii] https://elperiodicoes.wordpress.com/tag/el-cambio-de-programa-del-fmln-a-inicios-de-1984-tras-la-muerte-de-marcial/

[viii] في مقابلة مع قادة جبهة التحرير الشعبية ذكرت مارتا هارنيكر في “انتحار مارسيال، هل انتهى الأمر؟”. السلفادور، تموز 1994.

[ix] حول هذه الأحداث، اقرأ “نضال السلفادور وخيانة قيادة جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني” في البريد الدولي للعهد الثالث رقم 20، تشرين الأول 2018.

[x] https://litci.org/es/8-anos-del-fmln-acuerdos-con-la-burguesia-opresion-para-los-trabajadores/