تونس قُبيْل 25 جويلية: -سفينتهم تغرق وهم لا يدركون-‏


حزب الكادحين
2021 / 9 / 11 - 18:28     

‏ قبل ثلاثة أيّام فقط من 25 جويلية ‏‏2021، وهو اليوم الذي خرجت فيه ‏جماهير التونسيين والتونسيات منتفضة ‏على حركة النهضة وحلفائها واتّخذ فيه ‏رئيس الدّولة قرارات إغلاق مقرّ البرلمان ‏وتجميد عمل النواب ورفع الحصانة ‏عنهم، قال الرّفيق فريد العليبي متوجّها ‏بالخطاب إلى تلك الزّمرة الحاكمة في ‏البرلمان وفي القصبة "إنّ سفينتكم تغرق ‏وأنتم لا تدركون"، وكان ذلك خلال ‏مناظرة تلفزيّة مع أحد عناصر تلك ‏الزّمرة، النّائب سيف مخلوف.‏
‏ كانت تلك العبارة تنمّ عن عمق تحليل ‏للمشهد السّياسي والصّراعات الدّائرة في ‏صلبه والتي كان متوقّعا ان يؤدّي تطوّر ‏تلك الصّراعات في لحظة من لحظاته إلى ‏ما وقع يوم 25 جويلية 2021 من خلال ‏هبّة الجماهير الغاضبة في عديد المناطق ‏من البلاد التي استهدفت حركة النهضة ‏وحلفائها في الحكم مطالبة بحلّ البرلمان ‏والحكومة ومهاجمة مقرّات الرّجعية ‏الدّينيّة في عدد من المدن، هذا من جهة، ‏ومن جهة أخرى من خلال القرارات التي ‏أعلنها رئيس الدّولة في نفس اللّيلة والتي ‏استقبلها الشعب بالارتياح والفرحة فخرج ‏إلى الشوارع معبّرا عن ابتهاجه بتلك ‏القرارات وعن أمله في تغيير المشهد ‏السّياسي وفتح طريق الأمل نحو تحقيق ‏بعض مطالبه.‏
‏ نعم، لقد كانت سفينة الرّجعيّة الدّينيّة ‏تغرق وسط أمواج من الاحتجاجات ‏الشعبيّة التي لا تكاد تمرّ بعض الأسابيع ‏حتّى تندلع في جهات وقطاعات مختلفة ‏مرتقية أحيانا إلى مستوى الانتفاضات ‏الاجتماعيّة والتي لم تكن تلك الرّجعية ‏بقادرة على مجابهتها بغير استعمال ‏العنف الرّجعي من خلال القمع البوليسي ‏والمحاكمات غير العادلة وهو ما يدلّل ‏على إفلاس هذه المنظومة الحاكمة ‏اعتمادا على القمع والمخاتلة والوعود ‏الزّائفة والدّعم الخارجي. وفي نفس الوقت ‏كان الصّراع بين هذه الرّجعيّة الحاكمة ‏في القصبة وباردو من جهة وبين رئيس ‏الدّولة من جهة أخرى يتأجّج مع مرور ‏الوقت، وهو ما كان ينذر بأنّ الوقت الذي ‏سينفجر فيه الوضع آت لا محالة، ولئن ‏يئس البعض وعمد البعض الآخر إلى ‏السّخرية من تصريحات الرّئيس، فإنّ ‏مساء 25 جويلية فاجأ هؤلاء وصدم ‏المشكّكين في وجود صراع من أصله. ‏
---------------------------------------
جريدة طريق الثّــورة