مـــــا العمــــــــل ؟ افتتاحيّة العد65د من طـريـق الثّّــورة


حزب الكادحين
2021 / 9 / 11 - 17:43     

‏ مرّة أخرى يضرب الشّعب التونسي ‏موعدًا مع التّاريخ ويعلن للعالم أنّ الحياة ‏مقاومة وأنّ المقاومة حياة وأنّه لا يأس ‏مادام هناك قوًى حيّة ترفض أن تموت ‏وتنشر النّور وسط العتمة مهما طال زمانها ‏فهي زائلة لا محالة. يوم 25 جويلية، لم ‏يكن نهاره عاديّا ولم يمر ليله ككلّ اللّيالي، ‏فقد أجّجت نهاره القائظ حرارة احتجاجات ‏الجماهيرالشعبية التي هاجمت مقرّات حزب ‏النهضة وحلّ ليله بمظاهر الابتهاج والفرح ‏إثر قرارات غلق مقر البرلمان وتجريد ‏أعضائه من الحصانة وتجميد نشاطهم وحلّ ‏الحكومة، وهى التي اتّخذها رئيس الدّولة ‏استجابة للمطالب المرفوعة خلال ‏الاحتجاجات الشعبيّة، فلاحت بعد ظلمة ‏الأعوام العشرة بشائر فجر جديد حين ‏أزيحت الرّجعيّة الدّينيّة وحلفاؤها عن ‏السّلطة السياسيّة فشعر الشّعب بأنّه تخلّص ‏من كابوسها. ‏
‏ ولئن مثّل يوم 25 جويلية بداية ظرف ‏جديد في تونس تقوم على محاربة الفاسدين ‏والمضاربين وناهبي الثّروة وكلّ من أجرم ‏في حقّ الشعب والوطن فاستقبلها الشعب ‏بالتّرحاب واعتبرها الثّوريون خطوة ‏إيجابيّة في مسيرة الصّراع ضدّ القوى ‏الرّجعيّة تجعل الشعب طرفا رئيسيّا في ‏التناقض بينه وبين أعدائه وقد دعا ‏الثوريون إلى دعم تلك القرارات وتطويرها ‏في سبيل تحقيق المطالب التي رفعتها ‏انتفاضة 17 ديسمبر الشعبيّة، فإنّه، ‏وبالمقابل، اعتبرت الرّجعيّة الدينية تلك ‏الإجراءات انقلابا محاولةً تأليب أنصارها ‏ضدّ رئيس الدّولة لكنّها فشلت فعادت إلى ‏وكرها خائبة ولجأت إلى أسلوب المخاتلة ‏محاولة كسب ودّ بعض القوى العالمية ‏والإقليميّة تحت ذريعة ضرب قيس سعيد ‏المسار الديمقراطي وخرق الدّستور..‏
‏ وليس غريبا أن تتبنّى بعض الأطراف ‏الليبرالية واليساريّة الانتهازيّة نفس الموقف ‏تحت ذريعة احتمال العودة إلى الدكتاتورية ‏والاستبداد رافعة شعار الحريات ‏والديمقراطية لتبرّر هذا الموقف المعادي ‏للشعب. وقد عملت هذه الأطراف مجتمعة ‏على كسب مساندة القوى العالميّة عبر ‏التصريحات والبيانات وتنظيم بعض ‏التظاهرات من أجل محاصرة رئيس الدّولة ‏وإجباره على التّراجع عن قراراته. لكن ‏حسابات هذه القوى تسقط يوما بعد يوم في ‏المياه الرّاكدة ويغمرها الطين بينما تزداد ‏ثقة الكادحين بانّ تونس تسير نحو غد ‏أفضل، غير أنّ هذا الغد لا يمكن أن يأتي ‏إذا ما لم يهبّ الثوريون في كلّ مكان من ‏البلاد إلى شنّ كفاح مستمر ضدّ الرجعيين ‏والانتهازيين وداعميهم في الخارج وشحذ ‏همم الجماهير وتنظيمها من أجل تحقيق ‏الشّعب لسلطته على وطن مستقلّ فعليّا ينعم ‏فيه الكادحون والكادحات بثمار كدحهم.‏

لقد انكشف زيف ديمقراطية الرّجعيّة، فلننهض من أجل إرساء ديمقراطيّة الشّعب ‏‎!‎
---------------------------------------------------------------------------
جريدة طريق الثورة، العدد 65، جويلية-أوت 2021