الى السِلاح هَل مِنْ مُبارِز -- جَمول تستجيب --


عصام محمد جميل مروة
2021 / 9 / 9 - 15:03     

تُطِلُ علينا مجدداً بعد مرور تسعة وثلاثين عاماً على إنطلاق وإندلاع نوعاً جديداً وجريئاً من المقاومة حينما إختار الشرفاء برغم الظروف الأصعب من الصعبة لكن القيادة العسكرية حينها كانت ثاقبة في استعادة نظرتها الثورية وإختراق كافة المناطق التي وقعت تحت الاجتياح الصهيوني عام 1982 وصولاً الى عاصمة البطولة والمقاومة بيروت . لكن الرفيقات والرفاق الذين تبرعوا في ابداعاتهم المميزة في ضرب مواقع وتجمع الجنود والضباط الصهاينة وعملاؤهم منعاً لتجاوز الاجتياح الذي كان ربما مطلباً جماعياً ضد القضية الفلسطينية وتصفيتها ، والمشروع الوطني الاصلاحي اللبناني.
كان البيان والخطاب الأول التاريخي الذي حضر لَهُ كل من الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق جورج حاوي مع رفيقهِ في اللجنة المركزية للحزب حسين حمدان . والأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي في لبنان الرفيق محسن إبراهيم .ومجموعة من نِخب اخري من المناضلين الشرفاء في الخندق ضد الطبقية والإمبريالية متبنين النهج الثوري.التي إعتادت عليه ساحات وميادين وشوارع بيروت.نعم لم تكن مفاجأة عندما دكت قوات جمول المتواضعة المعاقل والتجمعات للدبابات الصهيونية التي دخلت العاصمة بيروت،وكان الرفاق في المنطقة المحظورة والممنوعة من التجول التي اعلنتها قوات الاحتلال والمتعاونين معهم من العملاء.كانوا قد داهموا المراكز والمكاتب والأمكنة التي تجمعت فيها قوات المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.
لكن العوامل التي حذت وجعلت من جمول جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بكل اطيافها عندما كان البيان الصارخ والنداء والتحدي الذي لقيّ اصداءً في معظم المناطق اللبنانية التي دنستها قوات الجبان شارون،كان البيان صادر عن أُناس وطنيون ومناضلون لا يعترفوا إلا بالحرية وسوف يجعلونها هدفاً امام اعينهم مهما كلّف ذلك من شهداء ،وإعتقال،ونفيّ،وترهيب،
ايها اللبنانيون كانت الجملة الأولى للبيان تعكس إصفاءً وإصغاءً واثاراً ثورية لدي الشابات والشباب في كل ربوع الوطن تحت الإحتلال وفي المناطق التي لم يصلها الجزار وعصاباتهِ!؟
نعم كل لبنان عَلِم وسمِع بالبيان!؟وإنخرط كل مناضل في المشاركة وتصويب البندقية الى رؤوس وصدور الضباط والجنود المحتلين وكان رفاقنا قد أطلقوا الرصاص في المقاهي بعد تمثيلهم دور نادل في (مقهي الويمبي في الحمراء).ومنهم من كمن وربط الصواعق والفتائل البدائية وإنتظر ليالي بأكملها لإتمام العملية والتفجير لإنجاح التدبير الفردي والخطير من اجل الوطن وتحريرهِ.ومنهم من كان يسير على الأقدام من وادي الزينة في منطقة مفتوحة وطريق صعب وحساس لكثرة مرور المركبات الصهيونية المدججة بالجنود والسلاح .حيث كان الرفاق يتجهون الى العاصمة بيروت والى مدينة صيدا والى الجبل والبقاع الغربي مخترقين الحواجز الصهيونية وعملاؤهم .متخفيين بثياب نسوة ترتديها العجائز .هذه هي سمات جمول التي لن ننساها ولا نستطيع تجاوز التاريخ في السادس عشر من شهر أيلول من العام 1982 !؟عندما خرج وفُرض على الرمز الفلسطيني ابو عمار في الإبحار الى ما وراء الشواطئ اللبنانية مع اكثر من 12000 من المقاتلين من المنظمات الفدائية المتواجدة على ارض البطولة بيروت.مما عجل في الإنتقام من مخيمات صبرا وشاتيلا لتلك المجزرة الفظيعة التي نفذها مشبوهون من المرتزقة المتعاملين مع قوات شارون،رداً على إغتيال الرئيس المنتخب الشيخ بشير الجميل،،في وزارة الدفاع في الفياضية شرق بيروت وحراسة إسرائيلية طمعاً في إتفاق ثنائي مع لبنان .
المقاومة وجدت لتنتصر وسوف تبقي برغم الألغام الطائفية والمذهبية التي أدت الى إزاحة دورها منذ تصاعد وتفاعل المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان!؟
إن حزب عملاق من قامة الحزب الشيوعي اللبناني سوف يظل خادماً للشعب اللبناني مهما حاولت قوي الظلام والمذهبية الهيمنة والسيطرة على مكتسبات الوطن الذي من المفروض ان يكون لجميع ابنائهِ ومواطنيه وليس حكراً على الطوائف الكبرى!؟
إن الغياب والرحيل الذي جعل من إعلام الحزب المرئي والمسموع والمكتوب .ان يأخذ طابعاً حدادياً وحزيناً على رحيل قائداً ومناضلاً من نوع جورج البطل الذي عاصر الحزب منذ عهد الرفيق فرج الله الحلو.وتم تكليفه بالمهمات . عندما سافر ممثلاً ومندوباً للحزب الى مدن وعواصم أوروبية متنقلاً من المجر ،الى بلغاريا، ثم موسكو، لإيصال وجهة نظر الحزب السياسية آنذاك .ومع إطلالة السنوات الأولى لأعوام السبعينيات وبداية التلاحم مع قوات الثورة الفلسطينية التي كانت تتخذ من العرقوب مقراً جديداً لها لشن عمليات فدائية في فلسطين المحتلة ،كان من اهم الرفاق الذين عملوا ميدانياً من اجل تأمين وتهريب السلاح الى الرفاق في الجنوب اللبناني .جورج البطل شهيد ومحارب يعتز بهِ كل شيوعي ووطني برغم عملهِ خلف الكواليس..
كذلك الرفيق المناضل كمال البقاعي نائب الامين العام للحزب في هذه المرحلة الدقيقة.وللذين لا يعرفون عن الشهيد إلا قليلاً نقول للأجيال من الرفيقات والرفاق من الجيل الجديد والصاعد في التنظيم وخارجهِ للحزب بأن الرفيق كمال البقاعي كان من الأوائل الذين إستجابوا للمبارزة؟
ومن الذين خططوا لضرب الصهيوني والمتذلفين معهم ليلاً ونهاراً وسراً وإعلاناً،وكان صانع ومدبر الأمجاد والبطولات لكوادر الجبهة في البقاع الغربي ومناطق اخرى.وكان القائد الرفيق كمال يعرفهُ ويعرف كل المنخرطين في صفوف جمول جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لأهمية إقامتهِ تحت الإحتلال وتخفيه وتنظيمه العمليات النوعية التي أهلكت الصهاينة ..وبغل جمال ساطي شاهداً على ذلك ..إبتداءً من قري بحيرة القرعون وصولاً الى جسر الخردلي على ضفتي نهر الليطاني..
كما إن الحزب قد فقد واحدٌ من مثقفيه الشباب ومن إعلامييه الرفيق الاستاذ رضوان حمزة .الذي حاور وناقش وإستضاف في إذاعة صوت الشعب وعلى صفحات جريدة النداء الكثيرين من القادة لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وفي طليعتهم جورج حاوي .وكم من مرةً قرأ نصوصاً مختارةً للمنظرين للثورة الحمراء وأدباؤها حسين مروة.وحسن حمدان مهدي عامل .وخليل نعوس.وسهيل طويلة.واللائحة طويلة وطويلة جداً .واخرون!؟
الحزب الذي قدم الألف شهيد من الصعب نسيان وتجاوز فكره وخطه النيّر والحر والتقدمي من اجل رفع شعارات نُقدر ونثمن ونناضل في سبيلها :وطن حر وشعب سعيد:
وكنتُ اول مرة إلتقيت رضوان حمزة في مبني جريدة النداء الذي كان في الشارع المتفرع من كورنيش المزرعة في بناية الغندور .واتذكر بشاشة وجههِ التي كانت ترافقهِ دائماً بحيث ينبعث الأمل وروح العطاء للثورة .وكان ذلك في بداية المؤتمر الوطني الرابع للحزب الشيوعي اللبناني في ربيع العام 1979عندما إعتمد الحزب رسمياً وتبنيّ الكفاح المسلح الثوري .الى جانب العمل التنظيمي والديموقراطي في محاولات التغييّر للنظام الفئوي الطائفي؟!
ثمة ديمومةً مستمرةً مع نهج وخط الحزب والإصرار على نيّل كل المطالَب لتحقيق أهداف الطبقة العاملة في مجتمعنا اللبناني الذي يستحقهُ شعبنا البطل،،
وجمول وسامٌ على صدور كل الذين""ما بعرفن ما شايفن""منعدهن...صاروا عدد...
عصام محمد جميل مروة ..