حذاري ! غرّة سبتمبر : الأمومة الإجباريّة و التيقّظ الفاشيّ أصبحا قانونا في التكساس ، الولايات المتّحدة


شادي الشماوي
2021 / 9 / 8 - 14:11     

سنسارا تيلور ، جريدة " الثورة " عدد 715 ، 6 سبتمبر 2021
https://revcom.us/a/715/forced-motherhood-and-fascist-vigilantism-become-law-in-texas-en.html

في 1 سبتمبر 2021 ن دخل قانون بولاية التكساس حيّز التنفيذ وهو يجعل الآن جميع عمليّات الإجهاض بعد تقريبا ستّة أسابيع من الحمل فعلا غير قانونيّة . و هناك تقريبا ستّة ملايين من النساء في سنّ الحمل في التكساس اللواتي هنّ الآن محرومات من إمكانيّة وضع حدّ لحمل بشكل آمن و قانوني . و إلى حدّ الآن ن رفضت المحكمة العليا للولايات المتّحدة أن تبتّ في النداء الإستعجالي الذى وجّه إليها و بالتالى صار القانون ساري المفعول .
و لنسمّى الأشياء بمسمّياتها : إجبار المرأة على تنشأة طفل غير مرغوب فيه شكل من أشكال العبوديّة .
و هذا ليس حتّى أسأ شيء في ذلك . فالطريقة التي صيغ بها هذا القانون تخوّل لأيّ متزمّت أو أيّ كاره للنساء في أيّ مكان ...و أيّ صاحب أو ملاحق يبحث عن الثأر ... أيّ مسيحي فاشيّ يدّعى لنفسه أنّه الأمريكي المستقيم من صنف طالبان ...أو أيّ شخص آخر ...أن يستخدم سلطة الدولة ليقاضى أيّ إنسان حتّى و إن أسدى مساعدة لإمرأة لتحصل على الإجهاض . و التهم و الدعاوى ستتكاثر جدّا . و وسائل الإعلام البغيضة المجنونة الباحثة عن الفاضائح ستضاعف من جرح النساء و عزلهنّ و الذين يساعدونهنّ . و الغوغاء الفاشيّة ستكتسب المزيد من القوّة – سيتوطّد سعيها الشامل إلى فرض كابوسها لتفوّق البيض و التفوّق الذكوريّ و معاداة المهاجرين و " لنعيد لأمريكا عظمتها " .
يجب أن تكون هذ اللحظة لحظة إيقاف كلّ شيء . يجب أن نملأ الشوارع بالمسيرات الغاضبة الرافضة لرؤية النساء يدفعن دفعا إلى الخالف و يُستعبدن : الفنّانون و الشخصيّات العامة يجب عليهم أن يرسموا خطوط تمايز . يجب تعبأة المجتمع بأسره لإيقاف هذا القانون الفاشيّ و للنظر في طبيعة هذا النظام الذى يسمح بإستعباد النساء على هذا النحو . يجب أن ترفع أعداد متنامية نظرها و تتنظّم في إطار البديل الحقيقي الوحيد التحريري الهائل من هذا النظام و تفاقم فظائعه : ثورة فعليّة !
بدلا من هذا ، قليلون جدّا هم الذين لهم علم بهذا القانون الفاشيّ . و قليلون جدّا هم الذين يعلمون و يولون المر الأهمذية التي يستحقّ .
لماذا ؟ في جزء كبير منه لأنّه الحزب الديمقراطي و حقوق الإنجاب و جماعات حقوق النساء المرتبطة به كانوا و لا زالوا يعوّلون على " السيرورات العاديّة " للمتابعات القضائيّة و التشريع حتّى و المحاكم و التشريعات تندمج بصفة متصاعدة مع الفاشيّين المعتادين جدّا على ليّ عنق القانون لجعله أداة تخدم الفظائع الفاشيّة أو على إستبعاده كلّية . و عوضا عن تعبأة غضب الملاين ، هذه الجماعات تقبل مسبّقا بأن يقع تجريم الإجهاض في نواحى كبيرة من البلاد و تعمل على حماية الحصول عليه في بضعة أماكن و تساعد ( بضعة ) نساء من الولايات المناهضة للإجهاض على السفر للقيام بعمليّات الإجهاض في ولايات أخرى .
إلى أين يؤدّى هذا ؟ الآن بالذات في التكساس ، هناك نساء لا تعلمن بعدُ أنّهنّ حاملات – نساء عمرهنّ 17 ربيعا و تحلمن بالإلتحاق بالجامعات و أكثر ، و نساء عمرهنّ حوالي 30 سنة و تكافحن لإعالة أربعة أو خمسة أطفال ، و نساء تعشن في سيّارات أو هنّ أسيرات قرين سيّء . و عندما ينتهى إلى علمهنّ بأنّهنّ حاملات ن سيكون قد فات الأوان للحصول على الإجهاض . و ستجبرن ‘لى أن تصبحن أمّهات ضد إرادتهنّ. و أخريات ستخاطرن بحياتهنّ – أو بالسجن – للتسبّب في إجهاضهنّ. بطريقة أو أخرى ، ستتغيّر حياتهنّ في لمح البصر . و كلّ يوم ، ستوجد المزيد من النساء …آلاف و آلاف النساء اللواتي تحرمن من الحياة . لقد تعمّق اليأس . و صارت العلاقات السيّئة خانقة أكثر فأكثر . و هذا يوجّه رسالة إلى جميع النساء في كلّ مكان : مهما كان ما تبلغونه ، مهما كان ما تصبون إليه أنتنّ أكبر بقليل من حاضنات . و سيتحرّك الثأر و العقاب ضد كلّ من يتجرّأ على التحدّى . و عاجلا أم آجلا ( و على الأرجح عاجلا ) ، هذا الغلق الفاشيّ لكافة إمكانيّات الحصول على الإجهاض سينتشر عبر البلاد و عبر العالم بصفة متنامية .
لكن هذا ليس المستقبل الممكن الوحيد . تفكّك الضوابط التي لطالما وحّدت هذه البلاد – بما فيها الحقّ الجوهريّ في الإجهاض و كلّ ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى حياة النساء لا يوفّر إمكانيّة حلّ راديكالي رجعي فاشيّ فحسب و إنّما يفتح الباب أيضا أمام إمكانيّة شيء كان ضروريّا لفترة طويلة بيد أنّه نادرا ما كان ممكنا في بلد قويّ كهذا : فرصة نضوج و كسب ثورة فعليّة يمكن أن تسمح للإنسانيّة بالمضيّ أبعد من عالم يعيش فيه مليارات البشر في إستغلال ساحق ليراكم آخرون الثروات ، عالم يهيمن فيه التفوّق الذكوري و تفوّق البيض و تدمّر فيه البيئة و يفرض فيه الجهل و بلد ( هو الولايات المتّحدة) يُرهب الشعوب و يحاول إدارة العالم بينما ينازع و يصارع من أجل التفوّق على القوى و الفارضين الآخرين للنظام العالمي المتميّز بمنتهى الإستغلال و الإضطهاد .
و جزء مفتاح من إقتلاع مستقبل إيجابي من هذه الأزمنة الخطرة بشكل غير عاديّ هو كسر القيود التي يضعها الحزب الديمقراطي ( و " جماعات النساء " المرتبطة به ) و تجييش الغضب الشرعي و العادل للنساء و غيرهنّ ضد هذا الإستعباد. و مثلما وضع ذلك بوب أفاكيان مهندس الشيوعيّة الجديدة في مقاله " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة " :
" بدلا من التذيّل للحمار الديمقراطي – بمحاولته الإبقاء على هذا النظام الوحشيّ و التعاطي مع الخطر الفاشيّ المتنامي بالتعويل على " السيرورات العاديّة " لهذا النظام و الجهود المشؤومة لمعالجة الإنقسامات التي تتعمّق يوميّا – يحتاج الناس إلى العمل من أجل الثورة التي نحتاجها بصفة ملحّة و التعاطي مع الخطر الفاشيّ كجزء من القيام بذلك . "

حان وقت التعبير عن الغضب في الشوارع ! حان وقت التنظّم من أجل ثورة فعليّة !
الجنين ليس طفلا ! الإجهاض ليس جريمة ! النساء لسن حاضنات !
الأمومة المفروضة إستعباد للنساء !
الإجهاض عند الطلب و بلا إعتذار !
لنكسر القيود ! و لنطلق غضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة !
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مقال هام آخر لسنسارا تايلور بذات العدد من جريدة " الثورة " يستحقّ الإطّلاع عليه هو :
In the Face of the Greatest Assault on Abortion in Nearly 50 Years: Focusing on “Self-Managed Abortion” Is a Recipe for Catastrophe
و رابطه على الأنترنت هو :
https://revcom.us/a/716/in-the-face-of-the-greatest-assault-on-abortion-in-nearly-50-years-en.html
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++