تمثال صفي الدين وشارع جمال الدين وحي المنصورين


نبيل الكرخي
2021 / 9 / 8 - 00:27     


هو ليس تمثال ابو جعفر المنصور بل هو تمثال الشاعر صفي الدين الحلّي (متوفى 752هـ)، صاحب الابيات الشهيرة التي ربما يحفظها جميع العراقيين:
إِنّا لَقَومٌ أَبَت أَخلاقُنا شَرَفاً *** أَن نَبتَدي بِالأَذى مَن لَيسَ يُؤذينا
بيضٌ صَنائِعُنا سودٌ وَقائِعُنا *** خُضرٌ مَرابِعُنا حُمرٌ مَواضينا
لا يَظهَرُ العَجزُ مِنّا دونَ نَيلِ مُنىً *** وَلَو رَأَينا المَنايا في أَمانينا

وليس هو شارع الرشيد بل هو شارع جمال الدين، ابن عِنَبَة النسّابة الحسني (متوفى 828هـ)، ودوره الكبير المعروف في ضبط الانساب الهاشمية، وهو صاحب الكتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب)، وهو أهم كتاب في علم الانساب الهاشمية.

كما إنَّه ليس حي المنصور بل هو حي المنصورين، فمن هم المنصورون في عصرنا سوى أبطال الحشد الشعبي المقدّس وشهداؤهم الذين ضحّوا بأنفسهم دفاعاً عن بغداد وجميع مناطق العراق، وأبسط ما يمكن أن نقدمهم لهم هو العرفان بدورهم البطولي وتضحياتهم التي قدّموها، وهذه التسمية البسيطة قد لا تُعدّ شيئاً مهماً أمام ما يستحقونه فعلاً من إمتنان وتقدير.

هكذا يمكن حل المشكلة الثقافية والاعتبارية وإنهاء المظلومية التي يتعرض لها العراقيون الشيعة بسبب تسليط الانظمة السابقة جواً ثقافياً معادياً لهم في مدن سكناهم! في محاولة من تلك الانظمة لطمس الهوية الثقافية للعراقيين الشيعة!
فهي دعوة شعبية لجميع العراقيين الشرفاء لحراك شعبي ثقافي لتداول شعبي لتلك التسميات أو حتى تسميات بديلة يمكن أن يتفقوا عليها - كما اشرنا الى ذلك في مقالنا السابق - فالمهم هو ليس تشخيص الأسماء بل إنهاء الظلم وإزاحة الجو الثقافي البائس المسلّط على الشيعة في العراق.