هل يؤدي الإصلاح إلى التغيير في المجتمع ؟


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 9 / 7 - 12:05     

الوطن أرض وحجارة من يصنع اسمه وتاريخه ويدخله في سجل الخلود ؟ هم أبناؤه الطيبون النجباء المخلصون له ولتربته الطاهرة وماءه العذب وهواءه النقي. بعد عام/ 2003 تسربت وتسللت المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والفساد الإداري إلى مؤسسات الدولة العراقية وأنهكت ودمرت العراق وطن وشعب حتى مجيء السيد الكاظمي لرئاسة الوزراء حاملاً راية الإصلاح بعد انفجار ثورة الجوع والغضب التشرينية التي قدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح واستمرت سنة ونصف أجبرت رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على الاستقالة وانتخابات مبكرة وانتظر الشعب من السيد الكاظمي أن يحمل معول التهديم للماضي وسلبياته ويبني نظام يقوم على العدالة الاجتماعية والمساواة ورفع كابوس الضيم والقهر والجوع والحرمان من على صدور أبناء الشعب العراقي إلا أن السيد الكاظمي كان إصلاحياً وليس مصلحاً وانتشرت في عهده تأليف لجان تحقيق التي كان الشعب يسمع بتأليفها في كل حادث فقط ولم يسمع ويلمس نتائجها ولكثرتها أصبح الشعب لا يثق بها ولا يصدقها ويضجر من سماعها.
إن الطريقة التي يسعى لها المصلح تقضي إلى منهج وطريقة يصور بها العمل والتهديم للماضي من خلال وعي الواقع وتحويله إلى التغيير الجذري في المجتمع إلا أن السيد الكاظمي اتبع وطبق طريقته بالإصلاح قد حولت ثورة الجوع والغضب التشرينية من خلال إلغاء التناقض والصراع بين الأحزاب السياسية وثورة الجوع والغضب وبذلك حول حالة الجدل القائم على الصيرورة وخلق السكون الذي يعني إسقاط الحاجة إلى التغيير والتقدم والتطور النابع من التناقض بين الأحزاب السياسية وجماهير ثورة الجوع والغضب.
إن الإصلاح لم يقضي على الفساد الإداري وانفلات السلاح والمال السياسي واستغلال مناصب الدولة وما لها وهذه السلبيات تتطلب الحزم والإرادة والتصميم حتى يمكن تحقيق التغيير والإصلاح السياسي والاقتصادي في المجتمع من خلال الانتخابات المبكرة.
وفي الشر نجاة ---- حين لا ينجيك إحسان