تعالوا أحدثكم عن الإنسان الأعلى

تعالوا أحدثكم عن الإنسان الأعلى ، السوبرمان ، الإنسان المتفوق ، الذي يمثل بالنسبة لنا ما نمثله نحن بالنسبة للقردة ، الذي سيكون حلقة تطورنا القادمة ، الذي سيرث الأرض و ما عليها ، الذي سيجرؤ على ما لم يجرؤ عليه أحد ، الذي سيقاتل دون تردد كل ما يقف في طريقه إلى السماء ، الذي سيفكر فيما لم يفكر به ، الذي لن يخشى شيئًا و لن يرتجف أو يتردد أمام أية أهوال أو مصاعب و لا حتى أمام المستحيل ، الذي لن يرضى بالحياة الوادعة التي نحصل عليها بالتزام السمع و الطاعة ، بالتزام الجماعة و الاختباء خلفها و بالتوقف عند المحرمات و المحظورات و الامتناع عن الشك و التساؤل و تصديق ما يقال و الرضوخ لما نؤمر به … هيا بنا يا إخوتي لنذبح هذا الإنسان ، كل من يمكن أن يحمل تلك البذرة اللعينة ذلك الفيروس القاتل كل من يمكن أن يكون بالفعل إنسانًا أقوى و أرقى و أذكى و أشجع مننا ، ابحثوا عن كل من قد يشبهه في كل مجنون و كل خارج عن السائد ، كل من لا يقبل أو ينصاع أو لا يرضخ ، عن كل من يجرؤ ، على كل من يحلم ، على كل مهووس بالحقيقة و بالحلم لدرجة تستفز قطعان البشر ، ابحثوا عنه في وجوه الأطفال في عيونهم و إذا رأيتموه لا تأخذكم به أية رأفة ،، ترصدوه كما فعل فرعون مع أولاد عبيده اليهود و كما فعل ستالين مع أقرب رفاقه و جنرالاته ، و كما هو الحال مع كل الخطرين و المجانين لا حاجة لأن تقتلوهم بأيديكم ، يكفي أن تخبروا حماة الطغاة من كل الأصناف أو خصومهم الدواعش و هؤلاء سيقومون بما يجب