اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 9 / 6 - 12:05     

من الطبائع الغريزية عند الإنسان عندما يشعر خلال ذاته وتخيلاته ارتكابه خطأ لا يعترف به لأنه يعتبره نوع من الغباء والفشل والهروب من الواقع ولذلك يأتي بالأدلة العقلية والنقلية من أجل إثبات وجهة نظره أو عمله وهو مع ذاته يحاول أن يصدق نفسه ويبرر خطأه كما أنه يحاول ويعتقد أن يصدقوه الآخرين والرئيس بايدن يؤكد أن انسحابه من أفغانستان عمل حكيم وجاء عن قناعة وإرادة منه.
إن الرئيس الأمريكي يبرر عمله من خلال قول وزير الإعلام الألماني الهتلري آنذاك غوبلز : اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس والآن الرئيس الامريكي يبرر فشله وهروبه من خلال سرعة الفوضى والاضطراب ومن خلال الكذب ... ولو كان انسحابه من أفغانستان بشكل طبيعي واعتيادي لما ترك وراء هزيمته مئات المدرعات وعشرات الطائرات وعشرات الأطنان من الأعتدة والأسلحة والمواد الاحتياطية والمدافع المختلفة.
إن هذه الظاهرة إما أن يكون سببها الفوضى والسرعة وبهذه البساطة تترك الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها بايدن أسلحة قدرت قيمتها (800 مليار دولار) وإما أن تكون ورائها ملفات سرية أفرزتها المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان قبل انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان .. وهنالك تساؤلات عن ترك الجيش الأمريكي بعد انسحابه هذه الكميات الكبيرة من المدرعات والطائرات وعشرات الأطنان من العتاد والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة بينما كان في إمكانية الجيش الأمريكي قبل انسحابه نقل هذه الأسلحة إلى إحدى القواعد الأمريكية القريبة من أفغانستان وربما تركها لحكومة طالبان في أفغانستان للاستفادة منها وجاء بعذر لا يصدق أيضاً أن الجيش الأمريكي قبل انسحابه أعطب هذه الأسلحة بينما تظهر على شاشات الفضائيات السيارات المختلفة والمدرعات تستعمل من قبل حكومة طالبان في أفغانستان وربما تركها وفق الاتفاقية بينه وبين طالبان.