بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل الشخصية الوطنية والاجتماعية الأستاذ المناضل عبد الأئمة عبد الهادي (أبا نصّار)


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 9 / 6 - 12:04     

بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل الشخصية الوطنية والاجتماعية الأستاذ المناضل عبد الأئمة عبد الهادي (أبا نصّار) فمسّ الألم قلبي وتركت العنان لقريحتي لتقول ما تفيض به روحي في هذا المصاب الأليم.
كان أبا نصار أخاً وصديقاً للجميع .. حلو المعشر .. عذب الحديث .. نبيل الخصال .. تعلو وجهه هيبة السيادة والشرف .. وفي الوقت نفسه .. كان متحلياً بأسمى صفات التواضع والإيثار .. حيث كان من الطراز الفاخر .. القليل النظير .. من حيث كرم النفس .. وحب الخير .. وأداء الخدمات للكبير والصغير .. والقريب والبعيد .. شهد له بذلك .. كل من عاشره وعاصره .. فلا أبالغ إن قلت .. أنه كان مرتبطاً بمجتمعه .. ارتباطاً روحياً .. حاضراً لا يغيب .. في الأفراح والأحزان لأحبائه .. وهو يعاني آلام المرض.
يا رفيقي : العذابات والأسى والجراح .. رياح حملن في دربها النائي بقاياه.
يا رفيقي : الحادي تمطى في فمه يخترق الصمت قبله .. ويخبو فتمزق ريحه الأحزان.
يا ضفاف الهموم قد أبحر (أبا نصار) وامتصه المدى المنداح .. حاملاً حقيبة الموت والحب والذكريات.
يا رفيقي : أيها المسافر المتعب الخطى .. أيها الموغل خلف المدى الذي لا يساح .. آن أن يستريح ما بين حناياك الجرح .. وتمحى التراح .. وآن أن تستريح يالهف الطين .. ويا ذلك الصدى النواح.
يا رفيقي : المسرات لم تكن غير وهم .. والأماني محارم تستباح.
يا رفيقي : أيها السابق ارتعاشك الخطوات .. في دروب تلفها الأشباح .. لم تكن غير أنت .. إذ تجهش الذكرى .. فتهفوا لك القلوب كالطيور نحو الماء.
يا رفيقي : ستلف الغيوم منطفأ العمر .. وتأتي على البقايا الرياح .. والمحبون عاطفات ونجوى وحكايا .. تجترهن جراح.
يا رفيقي : أيها الآخر المهاجر .. يا آخر لحن أزهقته يا نواح .. كنت أروي لديك همومي والذكريات والآلام.
يا رفيقي : كنت أشتاق إليك .. اشتياق الحكايا لليالي إذا سجت .. واليوم ذكرياتك جرح يتنزى .. وانتظار يمتصني .. دون أن تحنو على غربتي أفراح.
يا رفيقي : الذين أحببتهم وانتظرتهم ابتعدوا وأشاحوا ورحلوا عني.
ولم يبق للأمس سوى تذكار .. يناغي صداه عبر الفضاء.