الدنيا دي شوية كيميا- نحو فهم الإنسان والحياة والوجود


سامى لبيب
2021 / 9 / 5 - 20:24     

- نحو فهم الحياة والوجود والإنسان (111) .

تعتني هذه السلسلة من " فهم الحياة والوجود والإنسان " بتبديد مفاهيمنا المغلوطة الميتافزيقية المثالية عن الحياة والوجود والإنسان , لنقدم دوماً مفاهيم علمية تعتني بتفسير الحياة والوجود والإنسان كما هي بغية تصحيح المفاهيم وتبديد الخرافة والأوهام .
قى هذا الجزء نتناول أصل ومنشأ المشاعر والأحاسيس والعواطف والإنفعالات لنعزيها إلى حالة كيميائية تعتري الجسد بعيدا عن التحكم والإستقلالية ووهم الإرادة الحرة , فالحب والسعادة والحزن والغضب والتوتر هي نماذج للمشاعر الإنسانية المعقدة التي تتداخل فيها مواد كيميائية وهرمونات فى كيمياء المخ وبناء عليه تتغير هذه المشاعر لتنعكس على التصرفات والسلوكيات.

تركيبة المخ والمشاعر الإنسانية .
تأتي المشاعر من إثارة الجهاز العصبي حيث يحدث عدد هائل من التفاعلات الكيميائية في المخ في أي وقت بسبب الناقلات العصبية وهي أجزاء من الجهاز العصبي ومن خلالها تستطيع العصبونات نقل الرسائل باستخدام الناقلات العصبية , لتتمظهرالمشاعر عادةً من خلال الاستجابات الفسيولوجية مثل نبضات القلب ,التعرق ,اندفاع الدم إلى الوجه, وإطلاق الأدرينالين والهرمونات , بينما يرتبط التعبير بأجزاء من الجهاز العصبي مثل القشرة الحركية والجهاز الحوفي وجذع الدماغ , ليكون أكثر أجزاء الجهاز العصبي التي تؤثر على العاطفة هي الفص الجبهي واللوزة وعادة ما ترتبط القشرة الأمامية بمشاعر السعادة والمتعة بينما ترتبط اللوزة عادة بمشاعر الغضب والخوف والحزن .
مناطق المخ ووجود مستويات من المواد الكيميائية المختلفة في عقلك هي التي تتحكم في العواطف فعلى سبيل المثال إذا كنا في خطر فإن دماغنا يطلق هرمونات الإجهاد التي يمكن أن تثير ردود فعل القتال أو الدفاع عن طريق إغراق مناطق معينة بالأدرينالين, وعندما يتراجع الخطر يحول دماغنا دون استجابة الإجهاد عن طريق إرسال إشارة مهدئة في شكل مواد كيميائية .

الحب هرمونات .
- الحب ذاك الإحساس الجميل الراقي الذي تغني به الشعراء والمحبين والفنانين لنتصوره حالة رومانسية راقية تنتابنا , وليلف الغموض تفسير تلك الحالة ليطفي عليه سحراً ليشغل موضوع الحب بال عديد من الباحثين في مجالات علمية مختلفة على غرار علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأعصاب , ويزداد الاهتمام بموضوع الحب بشكل كبير من القرن الماضي أذ حقق البعض إجابات مختلفة عن ما هو الحب لنجده حالة كيميائية تعتري الدماغ فيكون الحب قرار ليس فى أيدينا !
- الأوكسيتوسين أو هرمون الحب .. الأوكسيتوسين هو هرمون يصنع في منطقة ما تحت المهاد ويطلق في الدم عن طريق الغدة النخامية يلعب دورًا في التكاثر الجنسي وأثناء وبعد الولادة ويثير مشاعر الرضا والهدوء والأمن ويقلل من مستوى القلق , ويمنع الأوكسيتوسين مناطق المخ المرتبطة بالسيطرة السلوكية على الخوف والقلق وحماية ضد الإجهاد.ويساعد فى تقليل الخوف عن طريق تثبيط اللوزة وهي منطقة المخ المسؤولة عن استجابات الخوف كما أنه يزيد من الثقة والتعاطف والتفاعل الاجتماعي وهو مسئول عما نطلق عليه الانجذاب الرومانسي والترابط بين الزوجين .
- البداية تصنعها الفرمونات وهي مركبات كيميائية تفرزها الكائنات الحية بحيث يكون هناك علاقة بين المُفرز والمُستَقبل , وهي أحد سبل نقل المعلومات بين الكائنات الحية ليوجد في الجسد خلايا خاصة تفرز هذه المركبات وتطلقها في الجو, فإذا حدث توافق بين المُرسل والمستقبل حدث نوع من الإثارة والحث لتفاعلات كيميائية أكثر قوة وهذا ما نطلق عليه الحب من أول نظرة .
- يأتي دور الأمفيتامين والأمفيتامينات كمركبات يفرزها الجسم بشكل طبيعي بنسب قليلة وهي مركبات تعطي الشعور بالسعادة وقد تم قياس زيادة في أحد الأمفيتامينات والذي يعرف عند المحبين والذي يتسبب لهم في الشعور بأنهم يحلقون من السعادة ويعطيهم القوة والحماسة على تحمل سهر الليالي في سبيل الحديث مع المحبوب .
- يمكنك الحصول على نفس المركب ولكن بتركيز أقل من خلال قطعة شيكولات ليحفز الفينيل إيثيل إنتاج ناقل عصبي هام يسمى الدوبامين وقد أثبتت التجارب أنه يساعد على حصر الخيارات في شريك واحد أو محبوب بعينه , وبدوره الدوبامين يحث الغدة النخامية على إفراز هرمون الأوكسيتوسين والذي يطلقون عليه لقب هرمون الحب فهو يفرز في حالات الحب لتقوية أواصر العلاقة بين المحبين ويدعم الشعور بالثقة فيما بينهم وكذلك يفرز أثناء الرضاعة ويزيد الروابط بين الأم والرضيع .
- مادة أخرى يفرزها الجسم لتزيد من حالة النشوى والسعادة وهي النورإبينيفرين والتي تحفز إنتاج الأدرينالين الذي يعطي الشعور ببرودة اليدين وتعرقهما وخفقان القلب المميز عند قرب المحبوب والذي جعل الناس ولسنوات طويلة تعتقد أن الحب صادر من القلب !

- أما عن كيفية ترجمة العواطف إلى أعراض جسدية ,فيقوم العقل بإطلاق إشارات عصبية للجسم كله من خلال الأعصاب المنتشرة والمتصلة بالأعضاء الداخلية , فيجعل القلب ينبض أسرع ويعطى شعور غريب في المعدة كالخفقان أو الإضطراب , وبالرغم من أن العقل هو الذي يتحكم في المشاعر إلا أن الجزء المسؤول عن كيمياء المشاعر يعمل بعيدا عن الجزء المسؤول عن التفكير المنطقي والتحليلي , ولذلك لا يمكن قياس المشاعر بالمنطق ومن هنا لا يخضع الحب والمحبين لحسابات المنطق .
- يقول العلماء أن هذه التأثيرات الكيميائية تنتهي في فترة تتراوح بين 18 شهر إلى أربعة سنوات، وأسموا هذه الفترة بشهر العسل ,وفي حالات الإنفصال في أوج العلاقة يعاني المنفصلين حالات مشابهة تماما لأعراض إنسحاب المواد المخدرة ليمروا بمرحلة من العذاب والألم والإكتئاب , وفي النهاية لا يمكنك أن تضع ملايين الحالات التي تسقط ضحية الحب بصفة يومية خارج سحر الكيمياء .

-في كتاب تشريح الحب للمؤلفة «هيلين فيشر» عالمة السلالات البشرية جاءت هذه التحليلات الهامة لكيمياء العواطف متطابقة تماما مع ما ذكر أعلاه ,حيث ترى هيلين ان هناك مواد كيميائية يفرزها الجسم كما تشير إلى ذلك البحوث العلمية , فإلتقاء النظرات أو لمسة الأيدي أو نفحة العطر تفجر سيلا ينبع من المخ مندفعاً من خلال الأعصاب ومجرى الدم , والنتائج معروفة جيدا من تورد البشرة فجأة وعرق الكفين وثقل التنفس وإذا كان الحب يبدو شبيهاً بالإجهاد الى هذا الحد المريب فسبب ذلك بسيط جداً وهو ان المواد الكيماوية تسلك نفس الممرات في كلتا الحالتين. وهذه الكيماويات التي تسبب شعوراً بالخفة والبهجة عند المتيم الجديد هي من قبيل المنبهات المعروفة طبياً , وتشمل «الدوبامين» و« النوريبنفرين» كذا «الفينيليثامين» على ان نشوة «الفينيليثامين» لاتدوم الى الابد وهذا يعزز البرهان على أن الحب العاطفي حالة قصيرة الأمد , فمثلما يتعامل مع سائر المواد المشابهة يكتسب الجسم بالتدريج قدرة على المقاومة وبالتالي يحتاج إلى كميات اكبر فأكبر من هذه المادة لاحداث بهجة الحب المعتادة فبعد سنتين او ثلاث يعجز الجسم تماماً عن انتاج الكمية اللازمة .
- تضيف ان مادة «الاندورفين» في الدماغ مسؤوله أحياناً عن الألفه والحنان واستمرارية الحب ومع هذا فمن الواضح ان الكثير من قصص الحب تبقى مفعمة بالدفء والود إلى ما بعد السنوات الأولى فما تفسير ذلك ؟ انها طاقة اخرى من الكيماويات طبعاً فالحضور المستمر لشريك الحياة يحفز على زيادة إفراز مواد «الاندورفين» في الدماغ , وهذا على خلاف المنبهات الجياشة التي تحدثه مفعول العقاقير المهدئة فهي مسكنات طبيعية تشعر المحبين بالأمان والهدوء وهكذا تتحول العواطف المتقدة في بواكير الحب إلى إحساس هادئ بالألفة والحنان ,وترى «هيلين فيشر» ان فقد مصدر هذا الشعور هو احد أسباب التعاسة البالغة التي تعتري المحب عند الهجر او موت الحبيب ,لتضيف كذلك ان مادة «الأوكسيتوسين» في الدماغ تغري الأمهات بإحتضان أطفالهن فالأوكسيتوسين مادة كيماوية تثير حساسية الأعصاب وانقباض العضلات وهي عند النساء تساعد في انقباضات الرحمأاثناء الوضع وفي إفراز اللبن من ثدي الأم كما تُغري الأمهات باحتضان اطفالهن .

هرمونات المشاعر
تعاطينا مع مشاعر الحب ولكن دعونا نتعرف على كيفية تحكم الهرمونات فى مشاعر الإنسان والهرمونات المسئولة عن أهم المشاعر الإنسانية .
- الأستروجين لتحسين المزاج .
هرمون الأستروجين هو هرمون الجنس الرئيسي للمرأة يتم تحريره من المبيضين وتأثير هرمون الاستروجين على العواطف يرجع إلى قدرته على زيادة السيروتونين والأندورفين أو المواد الكيميائية المرتبطة بالحالة المزاجية الإيجابية..الأستروجين هو أيضا الهرمون المرتبط باضطرابات المزاج لدى النساء كما يظهر في متلازمة ما قبل الحيض واضطراب الاكتئاب بعد الولادة , فترتبط مستويات الأستروجين المنخفضة بالاكتئاب والقلق وتقلب المزاج وفى نفس الوقت يمكن لمستويات هرمون الأستروجين العالية أن تضر الجسم .

- البروجسترون يقلل القلق ويساعد على الاسترخاء .
البروجسترون هو هرمون جنسي للإناث ينتج عن غدة مؤقتة داخل المبايض تسمى الجسم الأصفر ويلعب دورًا رئيسيًا في التكاثر , وعادة ما ينظر إلى الأرق والقلق والصداع النصفي مع عدم توازن الاستروجين والبروجستيرون حيث يوازن البروجسترون عمل الإستروجين ,فى حين أن هرمون الاستروجين له تأثير مثير على الدماغ فإن هرمون البروجسترون له تأثير مهدئ , لتظهر الدراسات أن البروجسترون يظهر آثار مضادة للقلق عن طريق تنشيط مستقبلات حمض جاما أمينوبتيك في الدماغ , و هو ناقل عصبي مثبط يساعد في الاسترخاء والنوم .

- الدوبامين .
الدوبامين هو ناقل عصبي يصدر عن المهاد بالمخ ويشارك في التركيز والانتباه والذاكرة والقيادة والتحكم في العضلات والإباضة ويرتبط باليقظة والذاكرة والإدراك والسعادة واليقظة , ويمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الدوبامين في الجسم إلى الاكتئاب والاندفاع وتقلب المزاج وعجز الانتباه والسلوك القهري واللامبالاة وفقدان الرضا في أنشطة الحياة .
الدوبامين مهم في نظام المكافآت بالدماغ ويمكن أن تؤدي الارتفاعات في مستواه إلى سلوك إدماني والإصابة بجنون العظمة..لا توجد مصادر غذائية يمكن أن توفر الدوبامين مباشرة ولكن يمكن تناول الأطعمة الغنية بالتيروزين والفينيل ألانين وهى الأحماض الأمينية اللازمة لصنع الدوبامين وتوجد هذه الأحماض الأمينية في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل الدجاج والحليب والجبن والبيض .

- السيروتونين- هرمون السعادة .
السيروتونين ينظم مجموعة واسعة من الوظائف الفسيولوجية والبيولوجية بما في ذلك المزاج ,الإثارة , العدوان ,قدرات التفكير , والذاكرة لترتبط المستويات الصحيحة من السيروتونين بالإسترخاء وتحسين المزاج ,وتسبب زيادة السيروتونين في الشعور باللامبالاة في حين يرتبط نقص السيروتونين بإنخفاض الحالة المزاجية ونقص الإرادة وضعف السيطرة على الشهية واضطرابات القلق والاكتئاب والسلوك الاجتماعي والمشاكل الجنسية.. ترتبط حالات مثل اضطرابات القلق, والاكتئاب , واضطرابات المزاج , والاضطرابات في دورة النوم والاستيقاظ كذا ترتبط السمنة واضطرابات الأكل والألم المزمن بإضطرابات في مستوى السيروتونين .

- أسيتيل كولين والغضب والخوف والعدوانية .
الأسيتيل كولين هو ناقل عصبي أولي ينطلق من النهايات العصبية في كل من الجهاز العصبي المركزي والمحيطي وهو مسؤول عن حركة العضلات واليقظة والتركيز والذاكرة , وعندما تكون المستويات مثالية يتحسن المزاج ويزداد الذكاء ,كما أنه يتحكم في الدوافع والعواطف البدائية مثل الغضب والخوف والغضب والعدوان ومع عدم التوازن في هذه الناقلات العصبية يمكن لهذه العواطف أن تؤثر على كل من الفرد والناس من حوله .

-هرمون التستوستيرون .
هرمون التستوستيرون هو هرمون تنتجه الخصيتين في الرجال وبدرجة أقل من المبايض لدى النساء ويساعد في بناء العضلات وزيادة الرغبة الجنسية وكتلة العظام وقوة العضلات ومستوى الطاقة. , يؤثر التستوستيرون أيضًا على أجزاء الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف , فالأشخاص الذين لديهم مستويات هرمون تستوستيرون عالية لديهم نشاط أقل بشكل ملحوظ في مناطق الدماغ الأمامية وتقليل التواصل بين الدماغ الجبهي واللوزة وهي مناطق السيطرة على المشاعر في الدماغ ، مما يزيد في النهاية من فرص العدوانية والاكتئاب والاندفاع والغضب وتقلب المزاج وخفض مستويات التعاطف .. يمكن أن يكون لنقص لتستوستيرون تأثير ضار على الحيوية العاطفية للذكور مما يؤدي إلى مزيد من السلبية والاكتئاب والغضب والتهيج ومشاعر عدم الأمان والقلق .

-هرمونات السعادة .
هناك خمس هرمونات مسئولة عن السعادة وتشمل :
- الدوبامين .
هو ناقل عصبي يقود نظام المكافآت في عقلك فإذا كنت تنجز في عملك فستحصل على الدوبامين , مما ينتج عنه شعور بالراحة كما أنه يدفع السلوك الذي يبحث عن المتعة , كما يتعزز عن طريق تحديد أهداف واقعية وتحقيقها .
- السيروتونين .
اشتهر هذا الناقل العصبي المعزز للمزاج من خلال مضادات الاكتئاب أي مثبطات السيروتونين الانتقائية والتي تزيد من مستويات السيروتونين في الدماغ وتعتبر ممارسة الرياضة الطريقة الأكثر فعالية وطبيعية لتعزيز السيروتونين .
- الأوكسيتوسين .
ويعرف باسم "هرمون الحب"، وقد أجرى باحثون من جامعة كليرمونت في كاليفورنيا أبحاثاً موسعة حول تأثيره على النساء ,وربطوا إطلاق الأوكسيتوسين بمستويات الرضا عن الحياة ليلعب هذا الهرمون دوراً أكبر في فسيولوجيا المرأة وسعادتها .
- الاستروجين .
يساعد هذا الهرمون على تكوين السيروتونين ويحمي من التهيج والقلق مما يحافظ على الحالة المزاجية ثابتة.. يتناقص هرمون الاستروجين مع انقطاع الطمث كما أن عوامل نمط الحياة مثل التدخين وممارسة التمرينات الشديدة يمكن أن تخفضه أيضًا..يمكن أن يؤثر خلل الاستروجين في فترة ما حول انقطاع الطمث سلباً على الحالة المزاجية ويمكن لإدارة الإجهاد أن توازنها لأن هرمونات التوتر مثل الكورتيزول تتداخل مع إفراز الهرمونات السعيدة وعملها ووظيفتها .
- البروجسترون .
هذا يساعدك على النوم بشكل جيد ويمنع القلق والتهيج وتقلب المزاج وتنخفض مستويات هذا الهرمون السعيد مع دخول النساء إلى فترة ما حول انقطاع الطمث بعد سن 35 أو 40 , ويمكن تسريع هذا بسبب الإجهاد الزائد والأطعمة غير الصحية .

هرمونات التوتر والإجهاد :
- الأدرينالين .
عندما نواجه موقفاً عصيباً يرتفع هرمون الأدرينالين الذى يرفع معدل ضربات القلب وضغط الدم وإمدادات الطاقة والهدف من هذه الزيادة الكبيرة في الطاقة هو مساعدتك على الهروب من موقف خطير وهذا يعني أن الأدرينالين مسؤول عن ردود أفعالنا الفورية عندما نشعر بالتوتر , ويتم إنتاج هذا الهرمون في الغدد الكظرية بعد أن يرسل دماغنا رسالة مفادها أننا نواجه وضعا مرهقاً أو متوتراً .
- الكورتيزول .
يتم إفراز الكورتيزول من أجل السماح للجسم بالتركيز على الموقف المجهد ويحدث هذا عن طريق زيادة السكر في مجرى الدم وقمع العمليات التي ليست ضرورية على الفور مثل الجهاز الهضمي والجهاز التناسلي والنمو , كما أنه ينتج من الغدد الكظرية لكنه يستغرق وقتًا أطول من الأدرينالين من أجل أن تشعر بآثار الكورتيزول .

الخلاصة .
- الخلاصة أن مشاعرنا وإنفعالاتنا وأحاسيسنا هى نتاج كيمياء الجسد التى تنتج هرمونات تعطينا حالة حسية وشعورية ليكون وظيفة الدماغ هو إرسال إشارة للكيمياء أن تحدث , ولكن هناك كيمياء تنتج حالة شعورية تتم بدون إشارة واضحة كحال المرأة فى دورتها الشهرية , كذا هناك زيادة فى الهرمونات بشكل غير طبيعي لتنتج تطرفات فى السلوك .

- ما يؤكد بحثنا هذا أن المخدرات وبعض الأدوية وهي مواد كيميائية تؤثر على هرمونات وكيمياء الجسد فتجلب السعادة والإكتئاب والنشاط الجنسي ألخ بل تؤثر على تنشيط او إثباط وإخماد الهرمونات وهذا يعني أن مشاعرنا وأحاسيسنا وعواطفنا هى نتاج كيمياء وليس مشاعر حرة منطلقة بدون باعث .

- نحلص من هذا أن مشاعرنا وأحاسيسنا وإنفعالاتنا هى نتاج كيمياء لتتبدد معها مفاهيم عتيدة كحشر الروح والحالة الروحية فى توصيف المشاعر فلا مكان لروح ولا بطيخ بل بحث في كيمياء وهرمونات تنتج المشاعر .

- كذا يتبدد مفهوم عتيد وهو الحكم على الإنسان من خلال سلوكه لتصل الأمور للقسوة المفرطة فى عقايه بينما الواقع أن هكذا حظه من كيمياء الجسد , وليتبدد أيضا المفهوم المثالي للإرادة وحرية الإختيار فنحن أملم حظوظ من الكيمياء والوراثة الجينية .. كلامي هذا لا يعني إعفاء المخطئين من العقاب ولكن فلنتمهل ونترفق أولا ولنتعاطي مع كيمياء الجسد بدلا من تعليق المشانق .

- أجد نفسي فى بعض الأحيان ممتعضاً من تحليلات العلم وتفسيره فهنا تتبدد أوهامنا وأحلامنا عن الرومانسية والحب والمشاعر التى نطلق عليها روحية , فالكيمياء تبدد رومانسيات جميلة وأشعار وأحلام وحالات نراها روحية صوفية , ولكن العلم لا يعتني بأحلامنا وأوهامنا , فالحياة ستسير فى مسارها الطبيعي وفق كيمياء وفيزياء رغم أنف الواهمين الحالمين , فالدنيا دي شوية كيميا .

دمتم بخير .
فلنترفق بأنفسنا وبالآخرين فالدنيا دي شوية كيميا .