الجمهورية اللبنانية -- ينخُرها الصدأ العوني --


عصام محمد جميل مروة
2021 / 9 / 5 - 17:42     

كان بديهياً اثناء مرحلة الإنتقال في لبنان من عهد الى اخر بعد زلزال رج وهز كامل كيان الجمهورية اللبنانية البالية في اشكالها واسمالها العتيقة نتيجة التدرج في الإنحدار منذ إنشاء لبنان الكبير وصولاً الى زمن تصفية طالت كباراً مِمَن ارسوا ادوارهم عبر الدعم الخارجي من خلال تربية رؤوس اموال ضخمة ومميزة وعلاقات اكثر إفراطاً في الحاجة والسرعة والبديهية فيّ استغلال تلك المواقف للإنقضاض على الحصة الاكبر لإنتشال جزءاً من قالب الحلوى او الجبنة التي يكون مذاقها ألذ من بعيد . كانت بيروت اثناء تلك الأعوام تزدهر وتتعمر وتبنى ما اضاعته عدم نزاهة الذين شاركوا في حفلات إغتصابها بالتدرج منذ عام ولادة لبنان الكبير عام" 1920" وصعوداً الى تلفيق مرحلة الإسقلال عام " 1943" ولاحقاً مشاريع التفتت والتمزق العربي بعد إنزال امريكا العسكري بالإتفاق مع الرئيس كميل شمعون " 1958 " ومن ثم بداية الصراع الداخلي اللبناني الذي تأثر مباشرة غداة الوحدة المقيتة السورية المصرية، والتي شارك بها لبنان بعد "" إجتماع الخيمة "" بين اللواء فؤاد شهاب والرئيس جمال عبدالناصر على الحدود مباشرة .حيث صارت نتائجها ثقيلة في إنحداراتها المتغلغلة بين طبقات الشعب اللبناني العظيم الذي كان يخضع لأراء هذا او ذاك حسب المزاجات السائبة في تصدرها مواقف سياسية مهترئة كانت خطورتها الإنصياع كالقطعان في عز "" الوعى الثقافي والوطني "" . والازدهار حينها وكان اثناء بناء مرتكزات الجمهورية اللبنانية وتوسعها ، وتمددها كان هناك تغييب مذهل للواقعية في التفرقة بين خانات تلك الطوائف الكبيرة التي تجاوز اعدادها الى اكثر من " 18 " طائفة ومذهب ، وكل سياسي يتخذ متراساً يتصدرهُ مجموعات تتبرع في دماؤها فداءً على سبيل المثال من اجل "" الشخص وليس الوطن "" إطلاقاً مهما كانت الشعارات جميلة في مرثياتها !؟. بعد سقوط الناس في الشوارع هنا وهناك وعلى مقربة من صلافة وغلوّ كل قادة لبنان عسكراً كانوا ام نواباً ووزراء ، يتغطون خلف اسوار محصنة ليس من المؤيدين بل من خلف جدران الكنائس ، والمساجد ، والجوامع، والحسينيات ، والخلوات ، والصوامع ، ومحاولة حصر وإحصاء المهمة لكى يبررها هذا او ذاك ، اصبحت الأن مفضوحة ولا تحتاج الى اعادة في صياغة ادبية او مرحلية مُرَمْزة !؟.
طبعاً كان اغتيال الشهيد رفيق الحريري "14 شباط 2005" ، قد سالت اثناء تلك المرحلة الدقيقة في كل شيئ لُعاب الكبار في لبنان وفي الخارج ،اصدقاء، واعداء ،مبعدين ،ومنفيين ،ومسجونين، و متخذين من منازلهم سجناً قسرياً خوفاً من الوقوع في نفس المصير . طبعاً الجنرال ميشال عون هو الذي كان قد اسس التيار الوطنى الحر صاحب شعارات رنانة حرية وسيادة وإستقلال من الدولة التي
انقذتهُ من " موت محتم او من اعتقال " عام " 1989-1990"، وكانت إقامتهِ في العاصمة الفرنسية مشروطة لأغراض خبيثة وكلنا نعلم خباياها نتيجة الوصاية السورية الأكثر خبثاً ، والإحتلال الصهيوني المؤثر في اعادة اثارة موقف وموقع مقاومتهِ من حلفاء كانوا بالأمس ألد الأعداء، تدخل السفارة الفرنسية مباشرة مع النظام السوري لإجلاءهِ مع طاقم عسكري ، كان الجنرال قد اسس محصناً لدورهِ اللاحق والقصة معروفة . ولها اطوارها منذ اليوم الاول لوصوله الى القصر بعد نهاية حكم الرئيس امين الجميل عام "1988" حيثُ تم اجراء ومفعول بيان ، ونشر سريع ومرسوم دستوري يقضي بإن يكون قائد الجيش هو الحاكم الاول والاخير حتى في مرحلة الفراغ الموثق والمراقب من الجميع !؟. وادى كذلك الى إقامة وتسليم في حكم حكومتين واحدة في مناطق النفوذ السوري وكان رئيسها حينها "" الدكتور سليم الحص "" ، الذي يتميز في نزاهةً غير مسبوقة من اجل الوطن . وأخرى خاضعة للجنرال الطامح في ان يثبت اقدامهِ حتى لو ادى ذلك الى صدام مع خصمه ِ اللدود ، حينها ""الحكيم سمير جعجع "" قائد القوات اللبنانية التي تحمل ارث الشيخ بشير الجميل ، الذي كان طموحه اكبر من احلام الجميع في السيطرة على مساحة لبنان التي صارت شعاراً يُحتذى بهِ حينها والى اليوم " 10452 كلم مربع " ، ومن وقتها الى اليوم لمّ يشعرُ الشعب اللبناني في تحقيق ذلك الحلم الذي ما زال يحوم فقط في الافق وليس على الارض والواقع . طبعاً هناك مشاريع خطيرة أُنديّتْ لها الجباه في زمن ومرحلة متنقلة تنعكس في خلخلة حياة الناس جميعاً لا بل الاكثر عنفاً اليوم هو " الفساد المستشري في عظام الجمهورية اللبنانية " ، التي وسع رقعة فسادها ازلام كل القادة في لبنان واكثرهم فساداً وعبثاً هو "" تغطيةً الجنرال عون - وحلفاؤه من حزب الله "" ، طمعاً لإدارة الازمة الراهنة كغطاء سياسي تتخذهُ المقاومة في حجج وهمية لا يستفيد منها الشعب اللبناني الموالي لخط المقاومة والممانع والرادع في آنٍ واحد . والمعارض والخارج حتى قوانين الاسس الجوهرية لما يتضمنه الدستور العفن للجمهورية التي تتمزق و تتقطع السبل من اجل اعادة احياؤها حسب الظروف الحالية لكى تتماشي مع الواقع حتى لو ادى ذلك الى "" توقيع معاهدات مع دول عربية ترفع مجدداً التطبيع والتلويح الى الحلفاء في لبنان من خلال معاهدات واوراق الهدنة في فرنسا باريس ""، عام "1949" !؟. اذاً نحن اليوم امام هول من الفوضى التي تعم كافة ارجاء لبنان نتيجة الإنحراف في ادراج الفساد وحمايتهِ من الزبائنية والمحاصصة التي كادت تقضى على امال العيش في لبنان ، الذي يفتقدُ الى الرغيف -والدواء -والبنزين -والأمن - واكثر من ذلك وابعد واعمق في إفتقادهِ الى تأمين بعضاً من الاساسيات في متابعة الحياة كالكهرباء والطاقة والمياه .
من هنا كانت الاصوات غريبة وصعبة عندما تقع المجازر في حق الناس سواءً كانت في مرفأ بيروت " 4-آب-2020-" او ما تبعهُ من مآسى هذا العام بعد الإنزلاقات في غور وخلف قيامة حروب اهلية ومذهبية جديدة سببها الاول والاخير تغييب دور الجيش ، وفرض قوى الامر الواقع داخل كل حى وزاروب وخلف كل صخرة و شجرة منصوبة على الحدود ما بين لبنان وإسرائيل فلسطين المحتلة ، وما بين لبنان "" والشقيقة سوريا "" !؟. اذاً ما ينتظرنا من احداث مقبلة اخطر بكثير مما مرَ على لبنان وشعبه .
الموضوع اكبر بألاف المرات من تأمين وعودة الحياة الطبيعية الى لبنان خاصة بعد الفاجعة الكبيرة التي حلتّ بعد تبخر الاموال المُؤتمنة في المصارف والبنوك اللبنانية التي لها علاقات مباشرة مع البنك الدولي الذي يحمي من الافلاس والإستغلال والسرقة!؟. ما ننتظرهُ أسوأ بكثير مما وقع ومما جرى ومما حدث . ليس المستهدف سوى الشعب اللبناني الذي يُمارس عليه اسلوب التجويع والتفقير والتركيع والتهميش لأغراض سوف تكون مرعبة عندما يُفصِحُ عنها سواءً الرئيس الحالي الجنرال ميشال عون او خليفته كما يبينها لنا الواقع المرير " جبران باسيل " الصهر الذي يسعى الى طموحه مهما كلف ذلك من دمار في البلاد للأنسان وعلى كافة الاصعدة . الدخول الى قصر بعبدا هو الرجاء والامل الكبير في كل المراحل ولكنها تبدو الاخيرة اذا ما استمر ذلك النزيف الخطير لمقومات بقاء الشعب اللبناني وإعادة الثقة في بلادهِ.
يبدو المشهد المُعبر اليوم عن التحرك لولادة حكومة قد تكون ذريعةً تزداد قتامةً في حرق وتقطيع الاوقات التي يتبين لنا مدى الصدأ المُذهل في تفصيل كافة مواقع الجمهورية اللبنانية تحت اغرب مرحلة في التاريخ اللبناني والعوني المغلوط.

عصام محمدجميل مروة ..
اوسلو في - 5 - ايلول سبتمبر - 2021 - ..