حملة منظمة تستهدف لقبايل وأحرارها


كوسلا ابشن
2021 / 9 / 2 - 22:38     

المطلوب من الضمائر الحية إدانة الجريمة الجبانة للنظام العسكري الدكتاتوري, المتمثلة في احراق المجال النباتي والحيواني لقبايلي و قتل العشرات من الأبرياء, لا لشيْ إلا أنهم قبايليين أحرار لا مرتزقة و لا حراس إيديولوجية العبودية.
لم تختفي آثار جريمة تدمير لقبايل, التي أراد النظام العرقي الدكتاتوري من ورائها إعادة السياسة الكولونيالية في شمال افريقيا, التي ترمي هذه المرة الى إخلاء لقبايل من أهلها و إعادة إعمارها بالمستوطنين الجدد لخلخلة التركيبة السكانية للمنطقة, و كذا التخلص من أصوات الاحرار وهي تطالب بالحرية و إسقاط دكتاتورية العسكر, وتقرير مصير الشعب لقبايلي.
دماء شهداء لقبايل لم تجف بعد, إذ بصبية العسكر تنتقل للمرحلة الثانية من مشروعها الإجرامي ( مشروع الذي يستهدف إخلاء منطقة لقبايل من الأمازيغ بالقتل والطرد القسري, بحرق المنازل و المزارع و الماشية والدواجن و التدمير الشامل للمنطقة, بالإضافة الى الإعتقالات التعسفية و الإختفاء القسري للمناضلين من أجل القضية الأمازيغية. وكل هذا و ذاك من أجل إغلاق ملف تقرير مصير الشعب لقبايلي ) المشروع الهادف الى محو أثار الأمازيغ الأحرار من وطنهم لقبايل, وهذه العملية المنظمة تدخل في إطار جريمة التطهير العرقي, التي يمارسها تلاميذة المدرسة (الناصرية-البعثية) العرقية في بلاد الامازيغ.
المرحلة الاولى بدأها النظام الفاشستي بتخريب وتدمير منطقة لقبليل, والمرحلة الثانية كما يتضح دشنت بالإعتقالات والإختطافات بين المناضلين من أجل القضية الأمازيغية, تزامنا مع البحث في خطة الترحيل القسري للمتضررين من جريمة إحراق الغابات والقرى الآهيلة بالسكان, تحت مسمى التعويضات عن الأضرار. وفي إطار عملية الإعتقالات والإختطافات الممنهجة, يندرج إختطاف المناضلة الأمازيغية كاميرة نايت سيد, رئيسة المؤتمر العالمي الأمازيغي في 24 غشت 2021, ولم يعلن النظام الدكتاتوري عن إعتقالها إلا بعد التهديد الضمني الذي وجهه ممثل المؤتمر العالمي الامازيغي, بأنه سيتحرك على المستوى الدولي, إن لم تعلن السلطة العسكرية حقيقة إختفاءها, وبهذا سارعت العصابة الإجرامية للسلطة العسكرية بالإعلان عن إعتقالها. ولم تكتفي أيدي الفاشستية العرقية في إختطاف المناضلة كاميرة نايت سيد, بل إمتدت أيدي الإجرام الشوفيني الى إعتقال أختها الصغرى المناضلة زينة/ مزين.
لقد رحل جلادون كثر لطخت أيديهم بالدماء الطاهرة للشعب لقبايلي و بقيت لقبايل صامدة كجبالها الشاهقة متحدية كل الغرباء والطغاة. رغم ما سببه برابرة النظام العسكري من التدمير والتخريب والتطهير العرقي, ورغم دموية قائده المرحلي المجرم شنقريحة, المنفذ للسياسة العرقية الفاشستية لنظام الجنرالات في قمع الشعب و تخريب المنطقة, فالشعب لقبايلي لن يركع أمام آدوات الدمار و القتل و الإعتقالات والإختطافات, وسوف ينبعث صوت الأحرار من رماد حريق لقبايل, الدائم لهيب شرارته.
الإختطاف السياسي عملية إرهابية تلتجأ اليها العصابات الإجرامية الجبانة لإخفاء جرائمها وهي أحد الأساليب أكثر إستخداما في مرحلة الإستعمار الفرنسي, ورسخها في عقول أزلامه المستقرون في دزاير, وتتم إعادة هذه السياسة الإجرامية في تصفية المعارضة للدكتاتورية العسكرية والنظام العرقي, وهي حالة إختطاف رئيسة المؤتمر العالمي الأمازيغي المناضلة كاميرة نايت سيد, ولولا تدخل قيادة المؤتمر العالمي الامازيغي لمعرفة حقيقة الإختطاف, لكان الآمر تحول الى حالة الاختفاء القسري, المؤدي غالبا الى مأساة (مجهول المصير). المؤتمر العالمي الأمازيغي, منظمة تهتم بالدفاع عن حقوق الامازيغ (الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية ) في شمال افريقيا ( بلاد الامازيغ ) وليس في دزاير لوحده, و هي لا تخضع لقوانين النظام العسكري الدكتاتوري.
الإعتقالات السياسية والإختفاء القسري والإعدامات من دون محاكمة من حالات أكثر شيوعا من التاريخ الدموي للنظام العسكري الدكتاتوري الشوفيني, والذي يتصرف بصبيانية وجنونية في تحدي سافل لإرادة الشعب في التغيير الديمقراطي, وتحدي للقانون الدولي, الذي يجرم الإختفاء القسري والإعتقال السياسي, وبهذا قام عمدا بإختطاف المناضلة رئيسة المؤتمر العالمي الامازيغي, أياما معدودة من الإحتفاء السنوي بضحايا الإختفاء القسري ( 31 غشت) في العالم, يوم تجدد المطالب الحقوقية بالكشف عن مصير ضحايا الإختفاء القسري.
النظام المتهالك, يتخبط في قراراته وخططه بحثا عن طوق النجاة, الذي يراه في الإستبداد المطلق, وقد يؤدي به خلله العقلي الى إرتكاب جريمة تصفية كل المعارضين بكل الأساليب اللاقانونية واللاأخلاقية, مثل (الكلب المسعور الذي يعض كل من يصادفه في الطريق). هذه الحالة قد تكون مأساوية, و ستتفاقم معها أكثر و أكثر إنتهاكات حقوق الانسان, بالمقابل سيكون النظام يحفر قبره بيده, لكن بشرط دينامية القوى الشعبية وخاصة في منطقة لقبايل الآبية, و انخراط "الماك" في النضال الميداني على المستويين الداخلي والدولي للضغط أكثر على النظام الإستبدادي الشوفيني و محاصرته ودفنه في مقبرة الطغاة.
المؤتمر العالمي الأمازيغي مطالب أولا بالمطالبة بإطلاق سراح رئيسته السيدة كاميرة, وأطلاق سراح أختها المناضلة زينة, وأطلاق جميع المعتقلين من أجل القضية الامازيغية القابعين في سجون النظام الدكتاتوري, وثانيا على المؤتمر المطالبة من المجتمع الدولي إدانة الجرائم العنصرية التي إرتكبها النظام في منطقة لقبايل من حرائق و تدمير و تخريب.
الأنظمة الدكتاتورية الشوفينية مصيرها الهلاك المحتوم طال الزمن أو قصر, قوة الشعب ستدمرها وتلقي بها في مزبلة التاريخ.