بيان تأسيس الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان


شادي الشماوي
2021 / 9 / 2 - 21:25     

جريدة " الثورة " عدد 115 ، 30 أوت 2021
https://revcom.us/a/715/statement-initiating-new-communist-movement-of-afghanistan-en.html

ملاحظة الناشر :
بغلنا البيان التالى من الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان ( JKNA/NCMA ) مؤرّخ في أوت 2021 . و هو يمثّل نداءً ملهما من أجل قطب تحريري الحاجة إليه كبيرة . و هذا تطوّر إيجابي جدّا . و ننشر هذا البيان على الأنترنت لنتقاسمه مع قرّاء جريدتنا و لتوفيره لكافة الذين يريدون رؤية التعريف بهذا البيان على نطاق أوسع فأوسع بما في ذلك لدى كلّ من يفزعه الوضع في أفغانستان الآن . و هذه الترجمة إلى الأنجليزيّة غير رسميّة أنجزها مترجمو موقع revcom.us . و قد سعينا إلى أن تكون الترجمة أدقّ ما أمكن محافظين على سلامة البيان الأصلي . و نتحمّل مسؤوليّة أيّ نقص في الوضوح او ايّة أخطاء في الترجمة .
و قد أضفنا بعض الهوامش التفسيريّة و أدخلنا على النصّ شروحا أخرى لجعل النصّ في متناول أوسع القرّاء. و النسخة الأصليّة باللغة الفارسيّة متوفّرة على الأنترنت هنا (https://cpimlm.org/) ، و بنسخة بى دى أف هنا .

من هي الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان ؟ (1)
الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان ( JKNA ) نواة أوّليّة – مجموعة من الرجال و النساء الشيوعيّين الثوريّين الذين ليس بوسعهم القبول ببشاعة و جرائم العالم الحالي . و قد تجمّعنا لنرفع أصواتنا لنقول أوّلا و قبل كلّ شيء : " لا ! هذا العالم لا يناسب الإنسانيّة ":
- عالم فيه مليار إنسان يعانون الجوع ، محرومون من حقّ الأكل و مليارات البشر يعانون الفقر و البطالة و الإفلاس ! عالم فيه أطفالنا و أطفالكم يجبرون على أن يكونوا عبيدا و على العمل قسرا بدلا من التمتّع بالفرح و المدارس و اللعب ! إنه عالم بضعة آلاف من الرأسماليّين الذين يتحكّمون في مليارات البشر على الأرض.

- عالم فيه مئات الملايين من النازحين و المهاجرين محوّلين على لاجئين بصفة مؤبّدة هائمين على الطرقات و على الحدود و مهمّشين في المجتمعات ؛ عالم فيه يخشى الأطفال القصف و سقوط القنابل على رؤوسهم ، عالم التنقّل مشيا على حقول ألغام ، و عالم لا نعثر فيه على الضحك إلاّ في الصور فهو مقبوض عليه في أعماق أعماق قلوب الناس ؛

- عالم محتلّين و أمراء حرب و قادة حروب برايات إمبرياليّة و دينيّة !

- عالم فيه يسيطر نمط حياة إضطهادي على مئات ملايين النساء اللواتى يتعرّضن إلى الضرب في زوايا منازلهنّ ، و يُقتلن في ساحات الرجم بالحجارة ( أي ساحات مدن أين يجلب الناس لعقابهم على الملأ ) ، و يُغتصبن في الظلام و يتاجر بهنّ في الدعارة في محافظات ذات ضوء أحمر ، عالم من الأخوات الجميلات اللواتى يقع دفنهنّ وراء النقاب و الحجاب ؛ عالم أين يهان في كلّ ركن منه المثليّون و المثليّات جنسيّا و المتحوّلين جنسيّا ، عالم من التفوّق البطرياركي / الذكوري ، عالم مغتصبين و عنصريّين جنسيّا !

- عالم يهيمن فيه التفوّقيّون الذكوريّون و العنصريّون و المتعصّبون قوميّا و الفاشيّون على أمم و أثنيّات و لغات و ثقافات أخرى ؛ عالم فيه المعتقدات المفضّلة للديانات و الطوائف مفروضة على الآخرين ، عالم أين تصرف المزيد من الأموال على غونتنامو و بول – الشرخى ( أي غوانتنامو أفغانستان ) أكثر ممّا تصرف على المستشفيات و المكتبات و المسارح و دور السينما !

- عالم أين أصوات التكفير (2) و الفكر الديني و المساجد والأديرة و الكنائس و المعابد أعلى من أصوات أغانى البهجة و الآلات الموسيقيّة و المغنّين و المغنّيات و الفنّانين و الفنّانات .

- عالم يخوض جهادا لتحطيم البيئة و لا يهتمّ و لن يضع حدّا لذلك إلى أن يدمّر كوكب الأرض برمّته و القرى و البحار و السهول و الزنبق !

- هذا هو عالم الرأسماليّة الذى يقسم البشر إلى مستغِلِّين ومستغَلِّين ، هذا هو عالم الإمبرياليّة والأصوليّة الإسلاميّة!

ماذا تريد الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان ؟
الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان مجموعة صغيرة لكنّها تتميّز بالتصميم . إنّها منظّمة شيوعيّين و شيوعيّات ثوريّين واقفين جنبا إلى جنب لرفع أصواتنا ضد كافة العذابات و كافة الدمار ؛ و الصراخ بأنّه ليس بوسعنا القبول بمثل هذا العالم ! إنّنا نحلم بعالم مغاير تماما : " عالم حيث إزدهار كلّ فرد هو شرط إزدهار الجميع " ؛ عالم فيه كلّ إنسان يمدّ يد العون إلى غيره من البشر و الإختلافات في صفوف أفكار الناس و رغباتهم ليست تعلاّت للميز العنصريّ و إراقة الدماء و الإضطهاد و إنّما تعبير عن الجمال و التنوّع و التعايش . هذا العالم يحتاج أكثر من ايّ وقت مضى إلى " ثورة شيوعيّة و لا شيء أقلّ من ذلك " !
و بناء مثل هذا المجتمع و هذا العالم ليس مجرّد حلم لدينا . إنّه أكثر قابليّة للتحقيق و ممكن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ الإنسانيّة . و هذا واقع علميّ و قابل للإثبات . الشيوعيّة هي معرفة علميّة و منهج و مقاربة يمكن بفضلهما فهم العالم و المجتمع الإنسانيّ. إنّها قادرة على تبيان كيف تسير و تتحوّل هذه الطبقة [ البروليتاريا العالميّة ] و أنّ المجتمع الرأسمالي منح الإنسانيّة فرصة و إمكانيّة إنشاء مجتمع مغاير و أفضل ، على أنقاض هذا المجتمع الرهيب و الإضطهادي الرأسمالي الطبقي – العالمي .
و يبيّن علم الشيوعيّة ( الماركسيّة ) أنّ كلّ الثروة و المعرفة و الحضارة و كلّ الأشياء التي يحتاجها البشر ليعيشوا ينتجها و يوفّرها ثمانية مليارات و نصف المليار من سكّان كوكبنا جماعيّا و إجتماعيّا . لكن في إطار المجتمع الطبقي ، يُنظّم المجتمع و العالم على نحو يجعل أقلّ من واحد بالمائة من البشر – الرأسماليّون و الملاّكون العقّاريّون الكبار و الحكومات التي تدافع عن مصالحهم – يتحكّمون في الثروة التي أنتجت ليستغلّوا و يضطهدوا و يفرضوا ميزهم العنصريّ و قمعهم لبقيّة شعوب العالم .
و هذا التناقض الأساسي لنمط الإنتاج الرأسمالي ، التناقض بين " الإنتاج الاجتماعي و التملّك الفرديّ " أدّى بالتالى إلى الميز العنصري و الإستغلال و الأزمات و الحروب في المجتمع الإنسانيّ . و اليوم ، يُواجه كوكب الأرض نفسه خطر الإندثار .أين في هذا العالم ، إستطاعت الحكومات الرأسماليّة إصلاح هذه الأنظمة ؟ لم يستطيعوا ذلك لأنّ ليس بوسعهم فعل ذلك. إنّها تناقضات كامنة و ديناميكيّات داخليّة فى النظام الرأسمالي . هذا النظام في جوهره لاإنسانيّ و في أزمة .
لكن ماركس و الماركسيّة قد دلّلا على أنّ هذا النظام الرأسمالي في الوقت الذى يخلق فيه الفقر و الحرب و البؤس بالنسبة لغالبيّة شعوب العالم ، يُنشأ أساس و إمكانيّة إرساء نظام إنتاج – إجتماعي جديد : المجتمع الشيوعي و المجتمع الإشتراكي ( وهو مجتمع إنتقالي إلى الشيوعيّة عبر العالم ). لقد دلّلت الماركسيّة علميّا أنّ هذا ليس النهاية العفويّة و التي لا هو حتميّ مائة بالمائة ، لكن إمكانيّة حقيقيّة ، نهاية ممكنة للتاريخ و المجتمع . و مع ذلك من الضروريّ أن يكون العنصر الإنسانيّ ناشطا .
لتحقيق هذه الإمكانيّة و المرور من العالم القديم إلى عالم جديد يتطلّب الأمر ثورة شيوعيّة ، ثورة سياسيّة بنهوض البروليتاريا بقيادة حزبها الشيوعي الطليعي ، تعبّد الطريق لتغيّرات كبرى و جوهريّة إقتصاديّا و إجتماعيّا و ثقافيّا . و تتطلّب هذه الثورة حضور و نشاط و جهود وعي الجماهير الشعبيّة . و من الحيويّ عبر الوسائل العلميّة و الخطّ السياسي و الإيديولوجيّ للشيوعيّة ، تشخيص العراقيل و التناقضات و المشاكل لأجل إيجاد طريقة لمعالجتها .
تحتاج الجماهير الشعبيّة علم الشيوعيّة و إستراتيجيا الثورة الشيوعيّة و برنامج حزب شيوعيّ جديد كي تدمّر العالم القديم و تتحرّك بإتّجاه بناء عالم جديد . لقد شكّلوا مجموعة نواة من الشيوعيّين و الشيوعيّات الثوريّين بالحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان و نحن في سيرورة بناء حزب لإنجاز ثورة فى أفغانستان بفهم للجغرافيا السياسيّة الملموسة لهذه البلاد . لنمض قُدما !
الشيوعيّة الزائفة و الحركة الشيوعية الجديدة :
كلمة " الشيوعيّة " في أفغانستان تحتاج إلى الإنقاذ و إعادة بعث الحياة فيها . و قد مرّت 43 سنة منذ أن قامت مجموعة من الرأسماليّين البيروقراطيّين المتحالفين م الإمبرياليّة الروسيّة بإنقلاب في 27 ماي 1978 . حينها بمساعدة جيش الاحتلال السوفياتي سنة 1979، بقايا الحكم شبه المستعمر شبه الإقطاعي في ظلّ حماية الرأسماليّة –الإمبرياليّة الغربيّة ، حكومات زهير شاه و دافود خان تمّت الإطاحة بها و حلّ محلّها حكم شبه إقطاعي شبه مستعمر في ظلّ حماية النظام الرأسمالي الإمبريالي السوفياتي المسمّى " حكم " الحزب الديمقراطي الشعبي لأفغانستان " [ PDPA ] . و ظلّ هذا الحزب في السلطة لعقد و نصف العقد ( حوالي 15 سنة ) فى أفغانستان .
و لم يكن ذلك الحكم لا ديمقراطيّا ولا ممثّلا لمصالح الشعب بأفغانستان لأنّ هيكلته الطبقيّة ذات الهيكلة الطبقيّة للحكم السابق، نظام رأسمالي شبه إقطاعي شبه مستعمر لم يعالج في الساس مشاكل التكوين الطبقي للمجتمع الأفغاني . بداية سعي حزب الشعب إلى أن يُدخل بعض الإصلاحات على ملكيّة الأرض و مكانة المرأة لكن في نهاية المطاف عقد مساومات مع ذات الهيكلة الطبقيّة الإقطاعيّة و القبليّة . و واجه عراقيلا أربعة لم يستطع إجتثاثها من المجتمع الأفغاني :
1- وجود الإقطاعيّة في الإقتصاد الفلاحيّ ؛
2- التبعيّة للإمبرياليّة في مجال الاقتصاد ككلّ ؛
3- العلاقات الإقطاعيّة و الدينيّة البطرياركيّة ، خاصة في الريف ( أي إضطهاد النساء ) ؛
4- و تأبيد الإضطهاد القومي [ الإثني ] للأقليّات ( على غرار أقليّة الهازارا ).

من 1956 إلى 1991 :
صار الإتّحاد السوفياتي أوّل دولة إشتراكيّة في العالم بفضل ثورة 1917بقيادة لينين و إلى أواسط خمسينات القرن العشرين، بالرغم من جميع الهنات و الأخطاء ، كان يمثّل دولة دكتاتوريّة البروليتاريا و مجتمعا إشتراكيّا . إلاّ أنّ أتباع الطريق الرأسمالي التحريفيّين إستولوا على السلطة في الحزب الشيوعي السوفياتي منذ 1956 فصاعدا و أداروا ظهورهم للإشتراكية برمّتها محوّلين أوّلا البلد إلى بلد تحكمه راسمالية الدولة ثمّ إلى قوّة إمبرياليّة أخرى . لهذا في الحركة الشيوعيّة الجديدة لستّينات القرن العشرين ، كان السوفيات تسمّون " إمبرياليّة إشتراكية " ( إشتراكيّين إسما و إمبرياليّين فعلا ).
و منذ أواسط ستّينات القرن العشرين ، الصين الإشتراكيّة بقيادة الرفيق ماو تسى تونغ هي التي واجهت التحريفيّة الروسيّة و الشيوعيّة الزائفة و رفعت راية الثورة . و الرفيق ماو وهو يطوّر علم الماركسيّة – اللينينيّة في مجالات مختلفة للفلسفة و الإقتصاد و السياسة ، قطع مع بعض الأخطاء في التجربة الإشتراكية السوفياتيّة ، لا سيما أخطاء إرتكبها ستالين . و مثّلت الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى التي إنطلقت في 1966 في الصين بقيادة ماو ، أرقى قمّة و المَعلم الأكثر تألّقا التي بلغتها الحركة الشيوعية العالميّة .
و قد نشرت مكاسب هذه الثورة صوت الإشتراكيّة و الثورة في كافة أنحاء العالم بما في ذلك أفغانستان ، و سلّحت جيلا جديدا من الثوريّين ضد التحريفيّة الروسيّة . و وقع تأسيس الحركة الماويّة في أفغانستان على يد رفاق من مثل أستاد أكرم ياري. و وقفت ضد الشيوعيّة الزائفة الروسيّة . غير انّه لسوء الحظّ مع تطوّرات أواخر سبعينات القرن العشرين ، إنقلاب ثور و الحروب الداخليّة في أفغانستان جدّت في أحد أسوأ الفترات و أكثرها إضطرابا في حياة الحركة الشيوعيّة الجديدة .
و هُزمت الإشتراكيّة في الصين عقب وفاة ماو سنة 1976 بفعل إنقلاب سياسي متبوع بصعود التحريفيّين الجدد داخل الحزب و إستيلائهم على السلطة قامعين الأنصار الحقيقيّين لماو تسى تونغ . و مثلما حصل في الإتّحاد السوفياتي ، عرفت الصن سيرورة إنحدار فباتت في البداية بلد رأسماليّة دولة قمعي ثمّ تحوّلت إلى قوّة إمبرياليّة رجعيّة . و مثّلت هذه الهزيمة و هذا التراجع منعرجا في ميزان القوى العالمي على حساب البروليتاريا إستفادت منه الكتلتين الإمبرياليّيتن للغرب و الشرق. و تسبّب ذلك أيضا في إضطراب إيديولوجي و سياسي صلب الحركة الشيوعيّة الجديدة و جدّ تراجع سياسي و إيديولوجي في صفوف عدّة أحزاب و منظّمات ماويّة صاعدة عبر العالم قاطبة . و في أفغانستان ، على سبيل المثال، إتّخذت الحركة الماويّة الصاعدة نظرا للقمع و إغتيال قادتها على يد السلطات الحاكمة بقيادة " برشام " و " خالغ " و التموّجات الإيديولوجيّة و السياسيّة ، إتّخذت مواقفا إنتقاليّة كانت غارقة جدّا في النظرات القوميّة و الشعبويّة و البراغماتيّة . و هكذا أخفقت في إغتنام الفرص أثناء الحرب الأهليّة ضد الاحتلال السوفياتي و كانت غير قادرة على فتح جبهة ثالثة ضد الرجعيّين الأصوليّين الإسلاميّين و الإمبرياليّة الروسيّة .
عاشت الشيوعيّة الجديدة :
الموجة الأولى للثورات الشيوعيّة و الحكمات الإشتراكيّة التي بدات سنة 1871 مع كمونة باريس و إستقرّت مع ثورة أكتوبر الروسيّة و تأسيس إتّحاد الجمهوريّات الإشتراكيّة السوفياتيّة إلى سنة 1956، و بلغت أوجها مع الصين الإشتراكيّة التي تمّت تاليا هزيمتها . مع إعادة تركيز الرأسماليّة في الصين ، حصل إضطراب إيديولوجي و فكريّ داخل الحركة الشيوعيّة العالميّة . و نشأت تصفويّة فظيعة كما نشأ تيّار فكريّ سلميّ و شهدنا تطرّفا متخلّفا أو يمينيّا . و أضافت الرأسماليّة الإمبريالية العالميّة و على رأسها الولايات المتّحدة لذخيرتها صناعة الدعاية و الكذب ضد الشيوعيّة و تاريخها و مكاسبها العالميّة ، خاصة منذ تسعينات نتائج عقود أربعة من الهجمات المتواصلة للدعاية اليمينيّة العالميّة و للهجمات بالأسلحة الثقيلة الإيديولوجيّة ضد الشيوعيّة و الإشتراكية و الثورة .
لكن في بدايات ثمانينات القرن العشرين ، جدّ حدث تاريخي و قيّم جدّا أثّر في الحركة الشيوعيّة العالميّة التي عرفت ضعفا و بلبلة و تفكّكا . و رُفعت راية الثورة و الشيوعيّة العالميّة على يد الرفيق بوب أفاكيان ( BA ) ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة ( RCP ) .و هذا ، بينما كان يدافع عن مكاسب الماركسيّة و اللينينيّة و الماويّة زمن إنتشار التصفويّة و الشكّ و نقص الإلتزام ، إضطلع بوب أفاكيان بتلخيص علمي و نقديّ لتجربة الثورات الشيوعيّة و الدول اشتراكيّة من كمونة باريس إلى الصين الإشتراكيّة . و في نهاية المطاف ن بفضل سيرورة أكثر من أربعين سنة من العمل الفكريّ و السياسي ، إرتقى علم الشيوعيّة ( الماركسيّة ) إلى مرحلة / عهد جديدة مع " الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ".
نقول إنّ هذه خلاصة جديدة للشيوعيّة تقدّم بها الرفيق أفاكيان وهو ينجز دراسة نقديّة للنظريّة و الممارسة الماركسيّتين ، لأنّه أدرك أنّ جسم الماركسيّة كما أسّسها ماركس و إنجلز و كما طوّرها لينين و ماو تسى تونغ صحيحة و علميّة و في الوقت نفسه ضمن هذا الجسم المعرفيّ الصحيح علميّا إلى درجة كبيرة ، توجد عناصر خاطئة و غير علميّة مع مجمل هذا الجسم المعرفي ( أي علم الشيوعيّة في كامل نظريّة و ممارسة ماركس و إنجلز و لينين و ماو ) . و قد أثّرت هذه العناصر الخاطئة و غير العلميّة في ممارسة الشيوعيّين و القادة الشيوعيّين ، خاصة لدى ستالين ، أدّت إلى أخطاء أفضت إلى خسارة فرص ثوريّة .
و كشف الرفيق أفاكيان و قطع مع هذا التناقض التاريخي في جسم المنهج و المقاربة الماركسيّين و إضطلع بعادة صياغة مفاهيم و أصناف علم الشيوعيّة . و من هنا تمكّن من إرساء مقاربة أكثر علميّة و صحّة و شموليّة لرسم إستراتيجيا الثورة في الولايات المتّحدة ( بأبعاد قابلة للتطبيق عالميّا ) و من أجل بناء المجتمع الإشتراكي الجديد .
و مثلما كتب بوب أفاكيان في بيان السنة الجديدة ، " سنة جديدة ، الحاجة الملحّة إلى عالم جديد راديكاليّا – من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء "، سنة 2021 :
" على عكس أولئك الذين يشوّهون و يدينون أو ببساطة يتجاهلون الشيوعيّة و التجربة التاريخيّة للحركة الشيوعية، أنجزت أنا نفسى و قُدت آخرين في إنجاز دراسة علميّة بعيدة المدى و جدّية – بحثا و تحليلا – لتاريخ الحركة الشيوعيّة و المجتمعات الإشتراكية التي أنشأتها... هذه المقاربة العلميّة إلى إستخلاص أنّ المجتمعات الإشتراكية الفعليّة نشأت بقيادة الشيوعيّين أوّلا في الإتّحاد السوفياتي و تاليا في الصين ... و هذه التجربة الإشتراكيّة كانت في الأساس – و في حال الصين بصفة طاغية – إيجابيّة بينما ثانويّا تضمّنت كذلك بعض الأخطاء المهمّة و أحيانا الجدّية و حتّى الباعثة على الأسى .
... و مستخلصة الدروس من التجربة التاريخيّة للحركة الشيوعيّة و مروحة واسعة من النشاطات الإنسانيّة ، تشدّد الشيوعيّة الجديدة و منهجها و مقاربتها المحدّدين لها على الأهمّية الحيويّة للعلم و لتطبيق المنهج العلميّ فى كلّ شيء – فى المجتمع كما في الطبيعة ... رفض تطبيق و التحرّك في معارضة مقاربة نزيهة و علميّة للشيوعيّة و للتاريخ الفعليّ للحركة الشيوعيّة؛ و يساهم تطوير الشيوعية الجديدة في تفتّح البديل الحقيقي الوحيد لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الوحشيّ حقّا – البديل الوحيد القابل للتحقيق الذى يمثّل المصالح الأساسيّة و مستقبل يستحقّ الحياة فيه بالنسبة إلى جماهير الإنسانيّة و في نهاية المطاف الإنسانيّة ككلّ ." (4)
و قد رسمت الشيوعيّة خطوط تمايز مع التحريفيّة في صياغة الماركسيّة كعلم على يد كارل ماركس و فريديريك إنجلز ، و قد ميّزا " الإشتراكيّة العلميّة " عن الإشتراكيّة الطوباويّة لزمنهما . و الشيء نفسه ينسحب على اللينينيّة في عشرينات القرن العشرين و على الماويّة منذ ستّينات القرن الماضيّ فصاعدا . و اليوم ، لدينا الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ، فالماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة السابقة إنقسمت أيضا إلى قسمين : جزء منها صار من بقايا الماضي و جزء آخر تقدّم بالشيوعيّة الجديدة و إلتحق بصفوف طليعة المستقبل . و بتبنّى الشيوعيّة الجديدة تسعى الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان إلى تشكيل و تركيز حزب بتوجّه الشيوعيّة الجديدة في الحركة الأفغانيّة .
الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان أتت لتنقد الخطّ الماضي للحركة الشيوعية الأفغانيّة و نقائصها الإيديولوجيّة معتمدة على المقاربة و المنهج العلميّين للشيوعيّة الجديدة . و الحركات الماويّة السابقة في أفغانستان ، و قد كنّا جزءا منها ، يجب أن نولى إنتباها و نقطع مع كلّ هذا . الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان ليست تنقد فقط بل تنبذ بعض الأخطاء القومية و الشعبويّة و البراغماتيّة بما في ذلك " الغاية تبرّر الوسيلة " و ما رافقها من مفاهيم خاطئة . و وُجدت أخطاء سياسيّة و فكريّة في الحركة الماويّة في أفغانستان بحيث أنّه في عديد الأماكن ما أفضلى إلى إتّخاذ حتّى أفضل قوى الحركة الأفغانيّة مواقفا خاطئة و خاطئة جدّا .
و تعلم الحركة االشيوعيّة الجديدة لأفغانستان أنّه " لا حركة ثوريّة دون نظريّة ثوريّة " و نظريّة و علم الشيوعيّة الجديدة مفتاح تفسير العالم و تغييره . لا توافق و لا منظّمة و لا قوّة إرادة و لا قوّة يمكن أن يغيّروا العالم دون الإقرار العلمي بالتناقضات الحقيقيّة للمجتمع و للعالم . و عليه ، الإطّلاع على علم الماركسيّة و تعلّمها و تعليمها أمر لا بدّ منه للقيام بثورة و التمسّك بهكذا تجّه مهمّة مستمرّة تقع على كاهل كلّ شيوعي و شيوعيّة .
قوّتان فاسدتان فات أوانهما – الإمبرياليّة و الأصوليّة الإسلاميّة :
إلى هذا الحدّ في هذا المقال ، عرّجنا على صفحات من تاريخ أفغانستان المعاصر . نتيجة إحتلال أفغانستان من قبل الجيش الروسي و نتيجة هزيمة اشتراكية في الصين ، فُسح المجال لظهور الأحزاب الأصوليّة الإسلاميّة في أفغانستان . و شهد ظهور الحركة الأصوليّة الإسلاميّة الرجعيّة عبر المنطقة زخما أكبر مع صعود جمهوريّة إيران الإسلامية إلى السلطة عقب هزيمة ثورة الشعب المناهضة للشاه الإيراني سنة 1979.
في هذا الإطار ، تحوّل نظر فئات من الجماهير الشعبيّة في أفغانستان نحو الفرق الإسلاميّة التي طفت كالفقاقيع . و وكالات مخابرات الولايات المتّحدة و بريطانيا و فرسا و المخابرات الداخليّة في الباكستان و نظام الخميني في إيران ، جميعهم درّبوا و زوّدوا المجموعات الجهاديّة الأفغانيّة بالأصوليّين الإسلاميّين . و طوال ثمانينات القرن الماضى ، نُقل آلاف الأصوليّين الإسلاميّين الآخرين من شمال أفريقيا و بلدان الخليج و البلدان العربيّة إلى أفغانستان و كانت وكالات المخابرات الغربيّة و الباكستانية وراء تلك العمليّة . و أمست أفغانستان أرضا خصبة لتفريخ المجموعات الجهاديّة و ساحة معركة بين القوّتين اللتين فات اوانهما ؛ الإمبرياليّين السوفيات و الأصوليّين الإسلاميّين .
و مع سقوط الحكومات العميلة لروسيا ، تقاتلت المجموعات الجهاديّة التي غذّاها الإمبرياليّون الغربيّون و غذّتها القوى الرجعيّة في المنطقة ، تقاتلت من أجل السلطة و بلغت القصر الرئاسي و فرضت حربا أخرى على الشعب في المدن و المحافظات و الجهات . و إنخرط الأصوليّون الإسلاميّون الخونة و الرجعيّون التابعين ل 15 حزبا أصوليّا جهاديّا كلّ منها يقف على رأس مجموعة إسلاميّة إجراميّة ن في القتل و النهب و الجريمة . و في خضمّ هذه الجرائم و هذا القتل و التدمير ، تمّ إعداد الأرضيّة لنموّ و تدريب الجيش الجديد من الأصوليّين اسلاميّين الذين أضحوا تدريجيّا طالبان . و بمساعدة الباكستان و الولايات المتّحدة ن حكموا كامل التراب الأفغاني .
و منذ أواسط تسعينات القرن العشرين ، مع ذلك ، واجهت الإمبريالية الأمريكيّة و الإمبرياليّة الغربية عموما الذين لعقد من 1978 إلى 1988 تساند و تدرّب الأصوليّين الإسلاميّين في أفغانستان ضد السوفيات ، واجهت مشكل العدوان الأصولي الإسلامي ضد مصالحها هي و مصالح الأنظمة الموالية لها بالمنطقة .
و قد واجههم حتّى في مدينة نيويورك في 11 سبتمبر 2001. و مذّاك ، كان النزاع بين " شريحة تاريخيّا فات أوانها ضمن الإنسانيّة المستعمَرَة و المضطهَدَة ضد شريحة حاكمة فات أوانها تاريخيّا للنظام الإمبريالي " صار أكثر بروزا في المسرح السياسي الأفغاني .
و الكارثة هي أنذه في الربعين سنة الفارطة ، تقاسم الفاسدون الإمبرياليّون ( السوفيات و الأمريكيّون ) و عملائهم في أفغانستان ( " خالغ و برشام و كرزاي و غانى ) من ناحية ، و من الناحية الأخرى الأصواليّون الإسلاميّون ( من المجاهدين إلى طالبان ) أفغانستان فيما بينهما . وجّهت قطاعات شعبيّة نظرها نح الأصوليّين الإسلاميّين نتيجة غضب و كره لجرائم الإمبرياليّين الشرقيّين و الغربيّين و الحكومات التابعة لها . هذا من جهة و من الجهة الأخرى ، أتى العديد من الذين كرهوا المجاهدين و طالبان تحت مظلّة الإتّحاد السوفياتي و الولايات المتّحدة و مرتزقتهما . و عقب سقوط راية الإتّحاد السوفياتي، مضت الولايات المتّحدة و مرتزقتها إلى أفغانستان .
إثر أحداث 11 سبتمبر ، غزى جيش الولايات المتّحدة و تحالف الناتو مستعينين بالطائرات الراجمة بالقنابل أفغانستان بتعلّة " إرساء الديمقراطة " و القضاء على طالبان . و قام القادة الجهاديّون السابقون و آخرون كانوا يعملون لمصلحة حكومات كرزاي و غانى [ بنفاق ] بالتسويق لفكرة أنّه يتعيّن " تطوير " أفغانستان و " تحرير النساء " و تنظيم " الرفاه و الأمن و العمل " و فرض القانون و النظام . كان على أفغانستان و العراق إتّباع مثال " التدخّل الإنساني " للإمبرياليّة الأمريكيّة من أجل " الشرق الأوسط الكبير " لكن بكلمات ماركس " كلّ ما كان صلبا تحوّل إلى بخار و إضمحلّ في الهواء ". بعد عقدين من فشل حلمهم بالشرق الأوسط الكبير ، توصّلت الإمبريالية الأمريكيّة إلى عقد إتّفاق مع طالبان ذاتها و غادرت أفغانستان . غسلت الإمبريالية الأمريكيّة يديها من مشروعها الطموح في وجه موجات تناقضات إقتصادية حادة و وضع عالمي عصيب بالضبط مثل الإمبرياليّة الروسية التي إضطرّت إلى التخلّى عن إحتلال أفغانستان قبل أكثر من ثلاثين سنة.
و أفضى الصراع الرجعي بين المضطهِدين الفاسدين – إمبرياليّين و أصوليّين إسلاميّين – في غياب البدائل التقدّميّة و الثوريّة في الأربعين سنة الماضية ، إلى وضع حيث طاقة و إمكانيّات توجيه غضب الجماهير ضد الإضطهاد و الإستغلال وقعت تحت رايات رجعيّة لهتين القوّتين الفاسدتين اللتين فات أوانهما . و مثلما قال بوب أفاكيان :
" هذان القطبان الرجعيان يعزّزان بعضهما البعض ، حتى و هما يتعارضان . و إذا وقفت إلى جانب أي منهما ، فإنك ستنتهى إلى تعزيزهما معا . "
و يعبّر صراع هذين القطبين عن إحتدام التناقض الأساسي للرأسمالية ، التناقض بين الإنتاج الاجتماعي و التملّك الفرديّ. و اليوم ، إفلاس هتين القوّتين اللتين فات أوانهما بديهي جدّا و يمكن معاينته بيسر عبر العالم من خلال الشعب الأفغاني المدمّر و الجريح و المنهك القوى، وضعه أسوأ من وضع أيّ شعب في أي مكان آخر من العالم .
و تحتاج ثورتنا في أفغانستان إلى خلق إستقطاب ضد القوّتين اللتين فات أوانهما في المجتمع ، و إلى الحيلولة دون وقوف الجماهير الشعبيّة إلى جانب هذه أو تلك من هتين القوّتين و إلى جذبها إلى قطب الثرة الشيوعيّة . نحتاج إلى توجيه معارضة شعب أفغانستان ضد كلّ من طالبان و الأصوليّة الإسلاميّة ، و إلى رسم خطوط تمايز صحيحة بين الشعب و العدوّ في المجتمع . و في الوضع الراهن ، يجب أن نعارض الأصوليّة الإسلامية ذاتها . فمن الضروري بالنسبة إلى الجماهير الشعبيّة أن تدرك أنّ كلا هتين القوّتين اللتين فات أوانهما – الإمبريالية و الأصوليّة أفسلاميّة – هما مصدر كلّ الإضطهاد و التمييز العنصري و الظلم الذين يعانى منهم الشعب . و دون تغيير عقول الجماهير كي تتبنّى الثرة الشيوعيّة ، دون توحيد الشعب على طريق الثورة الشيوعيّة ، لا يمكننا القيام بذلك. و مجدّدا ، سيُحكم على المجتمع و الشعب الأفغانيين العيش في ظلّ التعذيب و سفك الدماء بسبب النظام الرأسمالي مهما كان لون رايته – رأسماليّة دولة روسيّة أو إمبريالية أمريكيّة أم حكومات رأسمالية – أصوليّة إسلاميّة .
و فضلا عن معارضة الأصوليّة الإسلاميّة و الدولة الدينيّة بأفغانستان ، أحد محاور تغيير أفكار الجماهير الشعبيّة من أجل الثورة هو مواجهة الطريقة الدينيّة في التفكير و الترويج لطريقة التفكير العلميّة في صفوف الناس، خاصة العمّال و الكادحين. و دون الترويج للمنهج العلمي للتفكير في صفوف الشعب ، دون قتال الإيديولوجيا الدينيّة و الأثنيّات الدينيّة و طريقة التفكير الديني ، ليس بوسعنا تغيير الشعب من أجل التحرّر و الثورة .
الحركة الشيوعية الجديدة لأفغانستان و الوضع الراهن في أفغانستان :
مع إنسحاب القوّات الجوّية و الأرضيّة للولايات المتّحدة من يغرام إلى كابول ن وقعت عديد المحافظات و المدن و القماطعات الواحدة تلو الأخرى بتحت بضة طالبان . و أعلنت طالبان التي ترفع ذات رايات " الله أكبر " قد تبنّت قبلا إغتيالات عديد الناس و ترهيبها للأشخاص و قتلها المدنيّين في المدارس و الجامعات و المستشفيات و الطرق السياّرة و مراكز الولادة التابعة للمستشفيات ، أعلنت أنّها لن تعود إلى الطبيعة الدمويّة للإيديولوجيا الأصوليّة الإسلاميّة . و هكذا من جديد يجب على شعب أفغانستان أن يواجه كابوس طالبان . و مثلما حصل طوال الأربعين سنة الماضية ، حوّلت بعض الفئات الشعبيّة قلبها إلى الأصوليّين الإسلاميّين و البعض الآخر يعلو محيّأهم الحزب و الأسى لمغادرة القوى الإمبريالية أفغانستان . و مرّة أخرى ، قسّم القطبان الفاسدان ( اللذان فات أوانهما ) ؛ الأصوليّة الإسلاميّة و الإمبريالية ، صفوف الشعب إلاّ أنّه مرّة أخرى ، الواقع هو أنّ الوقوف إلى جانب أي من هتن القوّتين اللتين فات أوانهما سيعزّزهما معا . و الأربعون سنة من تجربة أفغانستان المعاصرة تقف شاهدا على هذا الواقع المرير للغاية .
و رسالتنا نحن الشيوعيّون و الشيوعيّات الثوريّون في ناة الحركة الشيوعية الجديدة لأفغانستان ، إلى كامل شعب أفغنستان ، إلى الرجال و النساء المتروكين للعذاب في ظلّ تعذيب طالبان و نيرانها و المجاهدون و غانى و كرزاي و الولايات المتّحدة و روسيا ، هي التالية : لنضع نهاية لهذا :
- أربعين سنة من المأساة و سكب الدماء البؤس في أفغانستان ؛
- أربعين سنة من الأنظمة المتحالفة مع الإمبرياليّة الروسيّة و الأمريكيّة و موالى طالبان و المجاهدين و موظّفيهم الرجعيّين؛
- أربعين سنة من مؤامرات مأجورى باكستان و إيران و تركيا و العربيّة السعودية و الصين ؛
تنضاف إليها أربعين سنة من السرقة و النهب .
ما كان هناك من مفرّ من نمط الإنتاج الرأسمالي أو من القوّتين اللتين فات أوانهما ، الإمبرياليّون و الأصوليّون الإسلاميّون، اللتين لم تجلبا سوى الكوارث و مزيد الكوارث . و بات الوضع أسوأ فأسوأ يوما بعد يوم طوال الأربعين سنة الأخيرة و سيكون أسوأ بعدُ إن ترك على حاله . و ليس من الممكن إصلاح النظام الرأسمالي ، يجب الإطاحة به .
ما نراه اليوم من فوضى و تفكّك في أفغانستان وهذا الوضع غير الممركز و غير المستقرّ ، و في الوقت نفسه توحّد المتنافسين العالميّين و في المنطقة ، و إشتداد التناقض بين الإمبرياليّة و الأصوليّة الإسلاميّة ، كلّ هذا إنعكاس على نطاق ضيّق للتناقضات المعقّدة في العالم . و هذا التقسيم و هذا التباين هو أحد مظاهر الحقبة الفريدة من نوعها .
في البيانات الحديثة ، وصف الريق أفاكيان و حلّل هذه السيرورة وصفا و تحليلا جيّدا وهو يعتبرها نتيجة سير النظام الرأسمالي على المستوى العالمي و القوى المحرّكة لهذا النظام و ديناميكيّته ، خاصة التناقض بين الفوضى و التنيظم . إلاّ أنّ الرفيق أفاكيان و منهجه العلمي و تحليله المنير يبيّنان كيف أنّه ، في إطار هذه الأزمة العالميّة ، وسط هذا الإضطراب و التفكّك اللذين يميّزان كامل جسد النظام الرأسمالي العالمي ، ثمّة فرصة إيجاد طريق جديد ، طريق يؤدّى إلى الثورة الشيوعيّة . و إفلاس جميع البدائل الأخرى المجرّبة أكثر بديهيّة من أيّ وقت مضى .
نحو الثورة الشيوعيّة و لا شيء أقلّ من ذلك :
و كمجموعة من أنصار الشيوعيّة و مؤسّسى الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان ، رسالتنا إلى رجال أفغانستان و نسائها، إلى العمّال و الكادحين و المثقّفين و التقدّميّين هي التالية :
لنعزّز النضال ضد و نتجاوز آثار الأربعين سنة كمّيا و نوعيّا . و نحن في حاجة إلى منظّمة تعتمد خطّا صحيحا . و في صفوف نواة الحركة الشيوعية الجديدة لأفغانستان هذه توجد شعلة التنظيم المصمّ ؛ و نحن في حاجة إليكم أنتم الجماهير أكثر من أي شيء آخر :
- أنتم الذين يكرهون أربعين سنة من الإمبريالية الروسية و الأمريكيّة و ماجوريهم في المنطقة ؛
- أنتم الذين تكرهون كافة أشكال الإضطهاد و التمييز و الإستغلال ؛
- أنتم الذين لم تقبلوا بعدُ أو تستسلموا بعدُ لدمار و قبح هذا العالم
مكانكم هو الإنضمام إلى صفوف هذه النواة الأوّليّة . الباب مفتوح أمامكم للإلتحاق بها و لبناء حزبكم من أجل الثورة الشيوعيّة و لا شيء أقلّ من ذلك ! من أجل أفغانستان و من أجل المضيّ قدما لكسب المستقبل!

عاشت الثورة الشيوعيّة الجديدة مع الشيوعية الجديدة !

الحركة الشيوعيّة الجديدة لأفغانستان آسد/ أوت 2021
---------------------
1- JKNA – J= جنباش أو حركة ،k= كومننستى أو شيوعيّة =N نوفين أو جديدة ، وA= أفغانستان .
2- نداء " الله أكبر ".
3- " حرب مقدّسة " .
4-هذا مقتطف من القسم السادس من بيان السنة الجديدة لبوب أفاكيان ، و هذا البيان متوفّر على الأنترنت بموقع revcom.us [ و قد نقله إلى العربيّة شادي الشماوي و نشره على صفحات الحوار المتمدّن ].