ما أشبه اليوم بالبارحة (3)


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 8 / 30 - 12:13     

عام/ 2003 احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق وعين (بول بريمر) حاكماً عام مدني على العراق وأول عمل إجرامي مدمر أقدم عليه حلَّ الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي فأصبحت حدود العراق منفلتة بدون حسيب أو رقيب فدخلت العراق مختلف السلع والحاجيات من الإبرة حتى السيارة وأغرقت الأسواق العراقية بها فأثرت بشكل سلبي على الإنتاج المحلي من الخضروات والفواكه والحبوب والسلع الصناعية وقطعت رقاب الأنهار فأصبح العراق بدون زراعة وصناعة ومنذ تلك الأيام السوداء أصبح العراق دولة ريعية يعتمد بتوفير حاجات الشعب على دول الجوار وغيرها. كما سادت الفوضى الأمنية بغداد ومدن عراقية أخرى لعدم وجود قوى أمنية تحمي الشعب من السلب والنهب الذي استمر عدة أيام أصبح فيها أبناء الشعب يحمون أموالهم وأنفسهم بأنفسهم .. وأصدر بول بريمر أمراً بتكوين مجلس حكم تشكل على قاعدة طائفية لسكان العراق يقوم بإصدار دستور جديد للعراق وإقامة حكومة حسب قاعدة مجلس الحكم الطائفي فسادت المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية في العراق وتكونت أحزاب سياسية وفق ذلك النهج أيضاً وعلى ضوء هذه القاعدة تكون الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي وأكثرية منتسبيها من الأحزاب السياسية وسادت فيهما قاعدة (الفضائيين) الذين يحسبون ثلاثون يوماً ويستلمون رواتبهم من دون مباشرة وعمل في الجيش وقوى الأمن الداخلي وسادت قاعدة (الفساد الإداري) وبقي الجيش والأمن الداخلي اللذان نهبت أسلحتهما المختلفة بعد حلهما سوى القليل منها لدى الجيش وقوى الأمن الداخلي مما جعل الجيش وقوى الأمن الداخلي بدون سلاح وعتاد يكفي لحماية العراق من العدو الخارجي وكذلك ضبط الأمن وكذلك بدون تدريب على الأسلحة الحديثة التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش العراقي والأمن الداخلي.
بعد فشل جورج بوش الذي احتل بعهده العراق في الانتخابات الأمريكية ومجيء أوباما للحكم في الولايات المتحدة الأمريكية انسحب الجيش الامريكي من العراق عام/ 2014 وبقي الجيش العراقي بدون سلاح وتدريب ينخر جسده المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والفساد الإداري مما أدى بمنظمة داعش الإرهابية أن تحتل مدينة الموصل بعدة مئات من المسلحين ومن ثم أربعة محافظات عراقية وانهيار وفشل الجيش العراقي أمامها عام/ 2014 ... واليوم في عهد بايدن رفيق أوباما يعاد السيناريو في أفغانستان بعد انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان بالرغم من أكثرية عدد وعتاد الجيش الأفغاني إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية خلال وجودها عشرون عاماً في أفغانستان لم تشارك الجيش الأفغاني بمشاركات مع جيشها بتدريبات أو مناورات وتدريب فبقي ضعيفاً معنوياً وتدريباً وبكل سهولة احتلت طالبان الإرهابية جميع مدن وعاصمة أفغانستان.