هل تفجيرات كابل في أفغانستان تواطؤ بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان ؟


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 8 / 29 - 12:16     

في القاموس السياسي تكون علاقات سياسية بين الكتل والأحزاب والدول ولا صداقات ولا علاقات دائمة وإنما مصالح دائمة هي التي تشيد العلاقات السياسية. الولايات المتحدة الأمريكية احتلت أفغانستان عام/ 2001 وخرجت منها الآن عام/2021 وفي خلال هذه الفترة الطويلة شيدت علاقات متنوعة مع المواطنين الأفغان وعندما حان وقت رحيلها من أفغانستان أرادت أن تبين وتوضح إنسانيتها المزيفة للعالم فقررت منح الإقامة لكل الأفغانيين الذين تعاملوا معها لأن بقائهم في أفغانستان في ظل حكم طالبان سوف يعرضهم للمسائلة والعقاب إلا أن العملية المفاجئة للجميع احتلت العاصمة كابل خلال أحد عشر يوماً فخلقت فوضى عارمة بين أبناء الشعب من خلال تجمعهم الكبير المختلف بين أبناء الشعب الذين أرادوا مغادرة أفغانستان تخلصاً من حركة طالبان التكفيرية والرجعية ومحرماتها ومضايقاتها لهم فاختلطوا مع المواطنين الأفغان الذين منحتهم الولايات المتحدة الأمريكية حق الإقامة بها خوفاً من عقاب طالبان لهم فحدثت الفوضى والازدحام على الطائرات التي تنقلهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية تجاوز عددهم عشرات الآلاف فضاقت بهم الولايات المتحدة الأمريكية وطلبت من حلفائها السماح لهم باللجوء إليهم ولا زال المطار في كابل يزدحم بعشرات الآلاف فأرادت الولايات المتحدة الأمريكية منعهم من السفر وتركهم المطار ويذهبون إلى بيوتهم فأذاعت تحذيرات للمواطنين الأفغان المزدحمين في المطار من حدوث عمل إرهابي ضدهم لتخويفهم .. أما طالبان فقد منعت المواطنين وحتى المترجمين الذين كانوا يعملون مع الأمريكان من مغادرة كابل إلى الخارج وأطلقت النيران عليهم إلا أن المواطنين الأفغان لم يستجيبوا لتحذيرات أمريكا ولم يستجيبوا أيضاً إلى حركة طالبان. حينما احتلت كابل ومدن أخرى فتحت السجون وأطلقت كل من كان محتجز وسجين فيها وكان بينهم العشرات من القاعدة وداعش .. وتنفيذاً لتحذيرات الولايات المتحدة الأمريكية ورغبات طالبان بعدم مغادرة المواطنين الأفغان أفغانستان ولفض هذه التجمعات وإنهائها حدث انفجار بواسطة انتحاريان أودت بقتل العشرات وجرح المئات الذين جعل المواطنين الأفغان يغادرون المطار إلى بيوتهم خوفاً من عمليات انتحارية أخرى وقد أعلنت دول غربية أيضاً بإنهاء عملية إجلاء المواطنين الأفغان.
إن غدر الولايات المتحدة الأمريكية ليس جديداً أو غريباً على العراقيين. فهم يتذكرون غدر الرئيس (أوباما زميل بايدن) عندما أمر برحيل جيشه من العراق عام/ 2014 تاركاً الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي بدون تدريب وسلاح مما جعل حركة داعش أن تحتل محافظة الموصل بـ (800 مقاتل) مقابل فرقتين من الجيش والشرطة من العراقيين.
أما الضحايا الذين سقطوا بسبب التفجيرات فإنهم لا شيء بنظر الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان ويعتبروهم ضحايا حرب أو قدر لأن المهم في نظرها وهدفها هو إبعاد الجماهير المحتشدة في المطار كما أنهما يعتبران الضحايا من أجل إبعاد الشبهة عنهما ومن أجل أن يعتبر عمل التفجير مستقل عنهما ومن صنيعة منظمة (داعش الخراسانية) الإرهابية وإنهما أبرياء منه من أجل تهميش الآخرون وخداعهم حتى يصدقوا أن هذا العمل من قبل منظمة إرهابية بالرغم من أسفهم واستنكارهم وتهديداتهم.
وللمستعمرين وإن ألانوا ---- قلوب كالحجارة لا ترقّ