مفكرو -الهشّك فشّك-


فؤاد النمري
2021 / 8 / 28 - 19:26     

مفكرو "الهشك فشك"
لم أحفل يوماً بنقودات أشتات اليسار المختلفة الغبية لاعتباري الدكتور سمير أمين من مصر مفكراً من مفكري "الهشّك فشّك" الذين يكتبون بهدف تحقيق ذواتهم غير السويّة، لم أحفل لأن هؤلاء اليسارويين وقد شلحوا عباءة الماركسية لا بد لهم من أن ينتصروا بقوة لكل من ينحرف عن النهج الماركسي القويم كسمير أمين ويتحول بالتالي كمفكر إلى أحد أبرز مفكري "الهشّك فشّك" .
اليوم عثرت مصادفة على مغكر آخر من مفكري "الهّشك فشّك" ألا وهو الدكتور عبد الحسين شعبان من العراق .

لن أناقش تنظيرات الهشك فشك لعبد الحسين شعبان كما كنت قد ناقشت تنظيرات الهشك فشك لسمير أمين من مثل زعمه أن كارل ماركس كان قد أطلق تعليمات للشيوعيين تقادم عليها الزمن الأمر المنافي لبنية الماركسية كنظرية علمية ترسم تطور مختلف المجتمعات البشرية غبر التاريخ، لن أناقش مثل هذه الترهات لمفكري الهشك فشك المعلومون منهم سمير أمين وعبد الحسين شعبان وغير المعلومين من صحفي الصحف الغربية المأجورين، وذلك لأن المنطلق الواحد الوحيد لكل تنظيرات مفكري الهشّك فشّك هو الإفتراض أن الإشتراكية السوفياتية انتهت إلى الفشل الذريع .
مثل هذا الإفتراض المغاير للواقع لا يقول به سوى أولئك الذين لا يقرأون التاريخ كما هو . وقائع التاريخ تقول العكس تماماً . انهار النظام الرأسمالي في العالم في سبعينيات القرن الماضي بحكم المبادئ الأولية في علم الإقتصاد ولم يعقبه أي نظام للإنتاج . النظام في الدول الرأسمالية سابقاً هو اليوم فوضى الهروب من استحقاق الإشتراكية وما هذا إلا بسبب نجاحات الإشتراكية السوفياتية قبل الإنقلاب عليها في خمسينيات القرن الماضي . الزعيمان التاريخيان للنظام الرأسمالي، تشيرتشل في بريطانيا وروزفلت في أميركا شهدا عيانياً على النجاحات الباهرة للإشتراكية السوفياتية وعلى أفضليتها . كتب روزفلت في مفكرته قبل أن يموت في ابريل 45 كتب يقول "سيبني ستالين وليس تشيرتشل عالماً يسوده السلام والديموقراطية"، وفي 19 ابريل 56 حضر تشيرتشل على الغداء في 10 دواننغ ستريت وسرعان ما نهر خروتشوف الحاضر قبالته بالقول .." كيف لك أن تهاجم ستالين وأنتم لولاه لما كنتم شيئاً ما "، خليك عن خطابه في مجلس اللوردات في 23 ديسمبر 59 محتفياً كعادنه بذكرى ميلاد ستالين وقد وصف ستالين بأنه أعظم القادة في كل العصور . الدول الغربية الكبرى الثلاث استظلت بجناح الجبروت السوفياتي لحمايتها من ألمانيا النازية واليابان العسكرية .
خلال سبع عشرة سنة منذ العام 1922 حين كانت شعوب الإتحاد السوفياتي "تبيت على الطوى" بتعبير لينين إلى العام 39 حين شرع للضرورة في التحول إلى دولة حرب ليكون الإتحاد السوفياتي أقوى دولة في الأرض .
نجاحات الدولة السوفياتية بقيادة ستالين منذ العام 1922 وحتى العام 1953 أبهرت العالم ولذلك هي تطرح تنظيرات مفكري الهشّك فشك بعيداً إلى خارج التاريخ .
كيف يمكن أن يكو،ن الإتحاد السوفياتي أقوى دولة في الأرض في العام 45 ثم يبدأ يالإنهيار في العام 53 ؟
الجواب على هذا السؤال هو دائماً عند مفكري "الهشّك فشّك" ومثالهم سمير أمين من مصر وعبد الحسين شعبان من العراق، والعراق ومصر دولتان متخلفتان فشلتا في إنجاز ثورتهما البورجوازية وخلفتا لنا عوضاً عن ذلك مفكرين من طراز "الهشّك فشّك" .