اللقاحات وسيلة حيويّة للتعاطي مع كوفيد - و ليست لا - مؤامرة - و - مكيدة - حاكتها الحكومة و الشركات الكبرى - أهمّية الفهم و المقاربة العلميّين


شادي الشماوي
2021 / 8 / 25 - 19:26     

بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 714 ، 23 أوت 2021
https://revcom.us/a/714/bob-avakian-vaccines-are-a-decisive-means-for-dealing-with-covid-en.html

مثلما أشرت في المدّة الأخيرة ، هناك مشكل جدّي في هذه البلاد هو أنّ العديد من الناس يرفضون أن يتمّ تلقيحهم ضد كوفيد، في حين أنّ الواقع بيّن بوضوح أنّها آمنة و فعّالة ضد المرض الخطير و الموت جرّاء هذا الفيروس . إن وقع تلقيح الأغلبيّة العظمى من الناس في هذه البلاد ، سيمثّل ذلك خطوة كبرى إلى الأمام في التحكّم في هذا الوباء – حتّى و إن كان من الضروري أيضا بالنسبة إلى الناس عبر العالم قاطبة يلقّحوا هم كذلك بأهمّية خاصة لحصول التلقيح للناس في أكثر البلدان المضطَهَدة في العالم فقرا حيث نسب التلقيح و الحصول على اللقاحات محدودة بشكل رهيب الآن ( مثلا ، في أفريقيا حوالي 2 بالمائة من الناس وقع تلقيحهم ، أساسا إعتبار لمنتهى النقص في اللقاحات ). لذا يساوى رفض عدد كبير من الناس أن يتمّ تلقيحهم في هذه البلاد – أين تتوفّر اللقاحات على نطاق واسع و مجانا – يساوى السماح للوباء بالإستمرار في الإنتشار و في قتل أعداد كبيرة من البشر في هذه البلاد ، خاصة السوج و اللاتينو و السكّان الأصليّين لأمريكا ،و السماح للفيروس بمواصلة التحوّل بأفق إفراز متحوّلات أخطر حتّى . و كما شدّدت على ذلك :
" لا يرفض أناس مجرّد التلقيح بسبب إنشغالات ما شرعيّة بأمن ( أو فعاليّة ) اللقاحات . فعدد كبير جدّا منهم – لا سيما الفاشيّون المجانين المناهضين للعلم و أيضا غيرهم كثيرون و منهم الذين تعرّضوا لأقسى ضربات وباء كوفيد – يرفضون التلقيح بسبب مزيج من نظريّات المؤامرة الجنونيّة و زبالة أخرى مناهضة للعلم و فرديّة مستشرية . " (1)
و ضمن " نظريّات المؤامرة المجنونة " هذه و " الزبالة الأخرى المناهضة للعلم " هناك مزاعم أنّ كوفيد ليس واقعيّا و إنّما هو " خدعة " – أو أنّه ليس واقعيّا حقّا تبتلك الجدّية ( إنّه ليس أسوأ من نزلة برد أو أنفلوونزا ) و لا أحد ، أو ليسن عددا كبيرا من الناس، يموتون عمليّا جراءه ... أو أنّه واقعيّ و خطير لكن قد صنعته عمدا قوى في حكومة هذه البلاد ( و / أو بلد آخر ) أو قوى أخرى شرّيرة ( و ظاهريّا سرّية ) بنيّة قتل بعض الناس ( و يرتهن الناس بأيّة نظريّة مؤامرة تقدّم ) . و ما إلى ذلك . بالنسبة لكافة أو لعدد من نظريّات المؤامرة هذه أن يكون الأمر صحيحا يتطلّب إنخراط عدد كبير من الناس في حبك هذه المؤامرة – و ليس الناس ذوى النفوذ فحسب و إنّما في نهاية المطاف ملايين الناس العاديّين بمن فيهم أعداد كبيرة من العلماء و حتّى أعداد أكبر من الأطبّاء و عمّال الرعاية الصحّية ، ليس فحسب في هذه البلاد بل أيضا في عدّة بلدان أخرى – و جميعهم يتعاونون لتشجيع مثل هذه المؤامرة . لا . أفيقوا من سباتكم – لنكن واقعيّين – كلّ هذا هراء !
عمل العلماء و الفهم المعتمد على الأدّلة بشكل طاغيّ و تجربة أعداد ضخمة من الناس – بما في ذلك أولئك الذين ماتوا فعلا جرّاء كوفيد أو مرضوا مرضا جدّيا بسببه و كذلك أفراد عائلاتهم و أعداد كبيرة من الأطبّاء و العاملين بالرعاية الصحّية الذين قدّموا تضحيات شخصيّة كبرى لمعالجة الناس الذين أصيبوا بالكوفيد ، و قد تعرّضت أعداد لها دلالتها منهم إلى العدوى بالكوفيد هم أنفسهم – و كلّ هذا قد أوضح أنّ كوفيد واقعيّ و حقيقيّ جدّا و بوسعه في عديد الحالات أن يكون مميتا جدّا و قد إنتشر ( وهو ينتشر ) ليس بفعل بعض القوى في ظلّ متآمرين شرّيرين و إنّما بوسائل أثبت العلم أنّها صحيحة : فيروس كوفيد ينتشر أساسا عبر الهواء . عندما يكون الناس قريبين جدّا من بعضهم البعض ، ببساطة يتنفّسون أو يسعلون إلخ ( خاصة في مواقع مغلقة ) ، و خاصة حين لا يكون الناس واضعين كمّامات ، عندما يكون شخص أو أكثر مصابا بكوفيد أو عندما يكون شخص مجرّد " حامل " للفيروس ( حتّى و إن لم تظهر عليه أعراض المرض ) كما يمكن أن يكون الحال مع عديد الذين تلقّوا التلقيح ).
و الأدلّة العلميّة و التجربة المنتشرة – واضحة جدّا كذلك : اللقاحات التي وقع تطويرها لقتال كوفيد آمنة و فعّالة جدّا في الحيلولة دون المرض الجدّي و الموت جرّاء هذا الفيروس . و إن تمّ تلقيح الغالبيّة العظمى من الناس داخل الولايات المتّحدة و عبر العالم يمكن وضع هذا الوباء المدمّر تحت السيطرة . لذا ، لقّحوا أنفسكم ! و أيضا ضعوا الكمّامات و إحترموا التباعد الاجتماعي كلّما و حيثما يشير علم الطبّ إلى أنّ ذلك أمر ضروريّ .
و مثلما شدّدت على ذلك آنفا :
" ما من سبب مقنع لعد التلقيح و رفض القيام بذلك لا يضع الأشخاص الذين يرفضون ذلك في موقع خطر المرض الجدّي و إمكانيّة الوفاة فحسب ، و إنّما كذلك يعرّضون غيرهم لذات الأخطار ." (2)
و إلى جانب هذه النظريّات التآمريّة المجنونة حول اللقاحات و التي ينشرها بوجه خاص ( لكن ليس حصريّا ) الأتباع الفاشيّون لدونالد ترامب و قناة فوكس " نيوز" إلخ ، شكل من الأشكال الشائعة لمعارضة التلقيح هي فكرة أنّ اللقاحات ليست حقّا ( أو ليست إلى درجة كبيرة ) وسيلة للقتال العملي لكوفيد بل هي أساسا مؤامرة من الحكومة و الشركات الصيدلانيّة الكبرى للتحكّم في الناس و لتحقيق أرباح طائلة من الوباء ( سواء إعتبر الوباء حقيقيّا أو " خدعة " ). هذا نوع من الفهم " الشعبويّ " الذى يقلّص في الأساس المشكل في المجتمع إلى مجرّد مشكل أناس يقع إضطهادهم و إلحاق الضرر بهم على يد قوى عتيّة تسحقهم – الحكومة الكبيرة و الشركات الكبرى – مفهم ببعض الأشكال المختلفة يتبّناه يمينيّون و كذلك أناس ممّا يسمّى ب " اليسار " ( ضمن بعض " المتيقّظين " و " التقدّميّين " ). و هذا فهم في الأساس غير علميّ للأشياء لديهما خاصة في علاقة بكوفيد و اللقاحات و جوهريّا في علاقة بالطبيعة الأساسيّة لهذا النظام الذى نعيش في ظلّه ، النظام الرأسمالي- الإمبريالي ، و كيف يسير هذا النظام عمليّا .
و بطبيعة الحال صحيح أنّ الشركات ( و المؤسّسات الرأسماليّة الكبرى الأخرى ) و المؤسّسات الماليّة ) تهيمن على الإقتصاد في ظلّ هذا النظام . و مثلما أشرت إلى ذلك سابقا :
" هذا نظام تسيطر عليه الشركات و البنوك و المؤسّسات الماليّة الأخرى الرأسماليّة التي تتحكّم في مبالغ ضخمة من الأموال، و كلّ هذا قائم على إستغلال الناس - الجماهير الشعبيّة هنا و مليارات البشر عبر العالم بمن فيهم أعداد كبيرة من الأطفال."
لكن أيضا و هذا غاية في الأهمّية :
" و الرأسماليّون أسرى منافسة تناحريّة فيما بينهم ما يؤدّى بهم إلى التدخّل في أيّ ركن من أركان العالم خاصة في البلدان الفقيرة و ذلك لإستغلال الناس بخبث أكبر حتّى بينما يتركون عديد البشر بلا شغل ممكن أبدا ضمن الاقتصاد الرسمي ( " القانوني " ). " (3)
لهذه الأسباب ، بالمعنى الأشمل ، هذه المؤسّسات الرأسماليّة ( بما في ذلك الشركات الصيدلانيّة الكبرى ) ستبحث عن تحويل كلّ شيء – بما في ذلك الحاجيات الصحّية للشعب – إلى وسيلة لإستخراج أرباح أكبر و التغلّب على الرأسماليّين المنافسين ، حتّى و بعض الحكومات ( و مؤسّسات أخرى ) قد بذلت بعض الجهود لتشجيع التعاون لأجل تشجيع تطوير و توزيع اللقاحات ( و إجراءات أخرى للتعاطى مع كوفيد ).
و جزء هام آخر من الصورة هو أنّ هذا النزاع في صفوف الرأسماليّين كذلك تحدث وفق الخطوط " الوطنيّة " – مع النزاع بين البلدان الرأسمالية – الإمبرياليّة المختلفة . و في الوقت نفسه ، مع هيمنة هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي ، العالم منقسم إلى حفنة من البلدان الرأسماليّة – الإمبرياليّة و عدد كبير من البلدان المضطهَدَة الفقيرة في أمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا - العالم الثالث.
كلّ هذا يشرح لماذا بالرغم من جهود بعض الحكومات لكبح تأثيرات هذا في التعاطي مع كوفيد ، التنافس الرأسمالي و بذل الجهد من أجل تحقيق أرباح أكبر فأكبر ،و من أجل موقع القرش الأكبر في العالم ، تقف في طريق و تقوّض التعاون الضروريّ- و الذى يجتهد عديد العلماء عمليّا لبلغه – في التعاطي مع الوباء . لهذا الأشياء مثل نسبة التلقيح ( و الحصول على اللقاحات ) بطيئة جدّا في العالم الثالث .
لكن هذا ليس سوى جانب من الصورة و لا يبلغ جوهر الوضع مع اللقاحات و واقع أنّ حكومة ( او البعض في حكومة ) هذه البلاد ( و غيرها من البلدان ) سترغب عمليّا في تلقيح الناس كوسيلة كبرى " للسيطرة على " وباء كوفيد .
و من الصحيح أنّه بسبب أنّ نظامهم معتمد على الإستغلاليّين و الإضطهاديّين ، تريد حكومات البلدان الرأسماليّة و تحتاج إلى التحكّم في الناس لكن ، قبل كلّ شيء ، هذه الحكومات لا تحتاج شيئا مثل التلاقيح للقيام بهذا – ليدهم بعدُ عديد الوسائل للقيام بذلك بما في ذلك الطرق التي وفقها يستخدم الناس وسائل الإتّصال الإجتماعيّة و الأنترنت عامة ما توفّر لهذه الحكومات إمكانيّة الحصول بسهولة على تفاصيل كثيرة عن حياة الناس و حتّى عن حياتهم الخاصة ، و القدرة على تتبّع أين يوجد الناس في أيّ وقت معيّن و ما هي تحرّكاتهم و ما إلى ذلك . و في الوقت نفسه ، مع ذلك ، دور الحكومات الرأسماليّة ليس مجرّد مراقبة الناس و إنّما بأكثر جوهريّة ضمان الأساس الصلب و إستقرار الحكم الرأسمالي و تقريبا السير المنتظم لهذا النظام . و بالأخصّ في البلدان " الأم " ( مثل الولايات المتّحدة و ألمانيا و روسيا و اليابان و الصين إلخ ) أين " ترسو" المؤسّسات الاقتصادية و السياسيّة الكبرى لمختلف القوى الرأسماليّة – الإمبرياليّة .
و بالتالى ، عندما يواجهون وباء جدّيا مثل أزمة كوفيد الحاليّة ، موضوعيّا ، من مصلحة الرأسماليّين الحاكمين و حكوماتهم فى بلدان مثل هذا البلد عمليّا أن يجعلوا الوباء تحت السيطرة لأنّه يفكّك بشكل عال جدّا السير العام للإقتصاد و المجتمع ككلّ – و التفكّكات الكبرى من هذه يمكن أن تُثير أسئلة كبرى في صفوف الناس حول قدرة هذا النظام على الحفاظ على السير المنتظم للمجتمع و تلبية الحاجيات الأساسيّة للشعب . و جعل هذا الوباء " تحت السيطرة " هو ذلك من مصلحة الرأسماليّين - الإمبرياليّين الحاكمين و هدف جهودهم على " الصعيد العالمي " لضمان موقعهم و تقويته .
لهذه الأسباب ، بشكل عاديّ كامل الطبقة الحاكمة الرأسماليّة في هذه البلاد و ممثّلوها السياسيّون ، في كلذ من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي ، ستتوحّد في رغبتها في إتّخاذ الإجراءات الضروريّة " للسيطرة " على هذه الجائحة – خاصة تلقيح السكّان و تعزيز أشياء كإجباريّة وضع الكمّامات أين يكون ذلك ضرورياّ غاية الضرورة .
لكن هذه ليست " أوقاتا عاديّة " .
هذا زمن نادر - كيف تفاقم الإنقسامات العميقة و المريرة في صفوف الطبقة الحاكمة الأزمة و ما هو طريق التقدّم إلى خارج هذا الجنون ؟
هذا زمن فيه قسم من الطبقة الرأسماليّة الحاكمة في هذه البلاد ، الممثّل في الحزب الجمهوريّ – الذى قاوم طوال الوقت حتّى التنازلات الجزئيّة للنضال ضد الإضطهاد العنصريّ و الجندريّ و نضالات أخرى ضد الميز العنصري و الظلم – صار مقتنعا بأنّ هذه التغيّرات قد مضت بعيدا جدّا و بأنّها تهدّد بتحطيم ما وحّد هذه البلاد و سمح لها بالهيمنة على العالم . و بالنتيجة :
" أمسى الجمهوريّون حزبا فاشيّا – حزبا قائما على تفوّق البيض و على التفوّق الذكوري السافرين العدوانيّين و على علاقات إضطهاديّة أخرى – حزب مقتنع بأنّه هو الوحيد الجدير بالحكم ، و يتحرّك للتلاعب بالإنتخابات و محو الأصوات بُغية الكسب السلطة و التمسّك بها و يرفض القبول بنتاج الانتخابات التي لا يفوز بها و يصمّم على دوس و إفساد " حكم القانون " و يدوس حقوق الإنسان و يتبنّى ما يساوى دكتاتوريّة رأسماليّة غير مقنّعة و وهو مستعدّ إلى إستخدام العنف ليس فقط ضد الجماهير الشعبيّة بل كذلك ضد منافسيه من الطبقة الحاكمة .
و قد قام هؤلاء الجمهوريّين بتعبأة قسم له أهمّيته من الناس الذين يعتقدون بشدّة و بحماس لاعقلاني أنّ تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و علاقات إضطهاديّة أخرى ( فضلا عن نهب البيئة بلا قيود و لا حدود ) يجب الدفاع عنهم و فضهم بصرامة . و قد دفعوا إلى حالة جنون خبيث معانقين كلّ أنواع نظريّات المؤامرة ، إلى جانب الأصوليّة المسيحيّة المجنونة كإجابة على التهديد الذى يرونه لشعارهم ( أو " ما أمر به الإلاه " ) و تشديدهم على مزيد التنازلات للنضال ضد الإضطهاد و الفتّاك الذى " جعل أمريكا عظيمة ". (4)

و لهذه الأسباب ، شجّع الفاشيّون في الحزب الجمهوريّ وفى المجتمع الأوسع بلهفة و بخبث و توحّدوا وراء نظريّات المؤامرة الجنونيّة و حول المعارضة الشرسة لتلاقيح كوفيد ( و غيرها من الإجراءات على غرار وضع الكمّامات ) و نشروا عبر المجتمع و قدر مستطاعهم معلومات مضلّلة مناهضة للعلم . و بما أنّ بيدن و الحزب الديمقراطي الذى يهيمن الآن على الحكم بفعاليّة - و هذا أكثر أهمّية بالنسبة إلى الفاشيّين من التعاطى مع جائحة كوفيد و بلوغ نوع من " الاستقرار" و " السير العاديّ " للإقتصاد و المجتمع ككلّ .
و بالنسبة إلى الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد – في تعارض مع الطبقة الحاكمة الرأسماليّة – الإمبرياليّة و كلّ ممثّليها – مصالحنا تكمن مع الغالبيّة الغالبة من الإنسانيّة التي يواصل هذا الوباء تدميرها ، فبعدُ تمّ تسجيل 4 ملايين وفاة عالميّا و إشتداد العذاب الذى يفرضه سير هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي و هيمنته على العالم بقوّة على الناس في كلّ مكان . و من هذا المنظور نهائيّا من مصلحتنا وذو أهمّية كبرى مباشرة أن نروّج للمعرفة العلميّة حول اللقاحات ( والكوفيد عامة) و أن نكسب أكبر عدد من الناس ليلقّحوا أنفسهم ؛ و نناضل بتصميم حقيقيّ ضد عراقيل ومعارضة الفاشيّين للقاحات كوفيد، و أن نشدّد على أن التلقيح إجباريّ و الكمّامات كذلك في أوضاع يشير فيها العلم إلى تلك الضرورة – على أن تُوفّر اللقاحات عمليّا و بالكميات اللازمة إلى الشعوب عبر العالم دون إعتبارات للثمن و الأرباح و في تعارض مع كافة الإعتراضات السياسيّة الرجعيّة بما فيها النزاع في صفوف القوى الرأسماليّة – الإمبرياليّة .
و بالمعنى الأكثر جوهريّة ، ما زادت هذه الجائحة في كشفه بشأن الإفلاس التام لهذا النظام و طبيعته الذى فات أوانه ( " تجاوز تاريخ صلوحيّته " ) و بأكثر خصوصيّة كيف أنّ الوضع النادر القائم الآن يتميّز ب " تعمّق و إحتداد النزاعات في صفوف السلطات الحاكمة " و قد وقع التعبير عنه بشكل حاد في علاقة بوباء كوفيد و بطرق أخرى لا حصر لها و لا عدّ – كلّ هذا " يوفّر ... أساسا أقوى و إنفتاحات أكبر لكسر قبضة هذا النظام على الجماهير الشعبيّة . " (5).
طريق التقدّم – الطريق الوحيد للتقدّم – إلى خارج هذا الجنون هو الثورة : ثورة فعليّة للإطاحة بهذا النظام الوحشيّ الرأسمالي-الإمبريالي و نشاء شيء أفضل . هذا ما نحتاجه بأكثر إلحاحا حّتى ، ثورة يجب على كافة الذين يتطلّعون إلى عالم بلا عذابات غير ضروريّة تتعرّض لها جماهير الإنسانيّة في ظلّ هيمنة هذا النظام ، أن يعملوا بلا كلل من أجل إنجازها، على أساس علميّ مكين – مستغلّين هذا الوضع النادر حيث تصبح الثورة ممكنة في بلد قوّي مثل هذا . (***)
و ك " خلفيّة " امة لما كتبت هنا ، الآتى من ف. إ. لينين – قائد اوّل ثورة إشتراكيّة مظفّرة في روسيا و الذى قدّم كذلك مساهمات حيويّة في تطوير النظريّة الشيوعيّة – له فائدة و أهمّية محدّدتين و مباشرتين جدّا :
" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير والبيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الاجتماعية. فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
و مصدر هذا المقتطف من ف. إ. لينين هو " مصادر الماركسيّة الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " ( مارس 1913، الأعمال الكاملة ، المجلّد 19 ، الصفحة 23-28، دار التقدّم ، موسكو ) و ذكر في كتابي " الشيوعيّة الجديدة " ، إنسايت براس شيكاغو 2016 ، الصفحة 11 .
-----------------------------------------------
ملاحظة من المترجم :
المراجع التي تحيل عليها الهوامش الخمسة متوفّرة باللغة العربيّة ، ترجمة شادي الشماوي وهي منشورة على صفحات الحوار المتمدّن و بالموقع الفرعي فيه للمترجم .
الهوامش :
1- بوب أفاكيان ،" حول الكوفيد و أهمّية تلقيح الجماهير و المشكل الحقيقيّ جدّا للفرديّة المستشرية ".
2- بوب أفاكيان ،" حول الكوفيد و أهمّية تلقيح الجماهير و المشكل الحقيقيّ جدّا للفرديّة المستشرية ".
3- بوب أفاكيان ، " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة ".
4- بوب أفاكيان ، " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة ".
5- بوب أفاكيان ، " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة ".
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++