صمود و زوال .. الرأسمالية 9


موسى راكان موسى
2021 / 8 / 23 - 19:08     

لا يتحدد نمط الإنتاج بمظهر معين .. كما أن القول بـ"جوهر" نمط الإنتاج ليس إلا لغط ؛ كل من يتكلم عن "جوهر" نمط الإنتاج فهو يتكلم عن مظهر معين .


كيف يتحدد نمط الإنتاج ؟
يتحدد من خلال تركيبة العلاقات [الروابط] الكائنة بالمجتمع .. ضمن البنيتين التحتية و الفوقية و ما بينهما ؛ العلاقات الطبقية جزء منها و لا تختزل فيها ــ إذا التحديد ليس بالتحديد البسيط الساذج و لا المختزل بمظهر معين كما جرت عادة الكثير من المواركس ؛ فالـ( الأموال ، الأغنياء ، القانون ، العقد ، الاستغلال ، الظلم ، الاضطهاد ، التمييز العنصري ، الحرب ، الاحتلال .. إلخ) هي مظاهر ، لكن ليس بمجرد وجودها من عدمه نستدل على نمط إنتاجي دون آخر .. و إن كان بعضها إرتبط ظهوره بنمط إنتاجي معين إلا أنه ليس ذا إرتباط قهري بهذا النمط دون سواه [كالعقود] .


ملاحظات غبية :
ــ نمط الإنتاج ليس عبارة عن كيان عاقل واعي .. فيتحول أو يتغيّر إلى آخر "ألطف" و "أجمل" و "أفضل" .
ــ نمط الإنتاج ليس عبارة عن "مطية" .. لا لطبقة و لا لأفراد ؛ نمط الإنتاج يحتوي و لا يُحتوى .
ــ نمط الإنتاج هو وحدة العلاقات الكائنة بالمجتمع ؛ العلاقات الطبقية جزء منها و لا تختزل فيها .
ــ نمط الإنتاج يستند لزوما على أسلوب إنتاجي مهيمن ؛ و لا يشترط أن يكون الأسلوب هو المسيطر أو السائد [الهيمنة تعني أن القدرة في آخر المطاف ترجع إليه / السيطرة بالمعنى السياسي أو الثقافي أو كلاهما / السائد من جهة الإنتشار] .
ــ نمط الإنتاج غير محصور بالسوق و الاقتصاد .. و غير مختزل بالسياسة و الثقافة ؛ حين دراسة نمط الإنتاج لمجتمع ما فالدراسة معنية بنمط الإنتاج الاجتماعي .. و من غير الصحيح أن تكون الدراسة معنية بنمط الإنتاج الاقتصادي أو نمط الإنتاج السياسي ، لأنها ستكون في أحسن الحالات دراسة "عوراء" .
ــ نمط الإنتاج يعني ضمنا (( إعادة الإنتاج )) ؛ لا يمنع ذلك تطوّر مكونات معينة ضمن نمط الإنتاج [كتطوّر قوى الإنتاج] .
ــ نمط الإنتاج يتطوّر أو يتمرحل لكن بحدود تركيبة العلاقات الكائنة بالمجتمع التي تميّزه كنمط إنتاج .

على الهامش :
تبدأ الإشتراكية كـ"محاولة عقلانية" في تغيير المجتمع .. لكنها بذلك لا تضمن أن تكون "فعلا عقلانية" ، هي تنفي بذلك أن تكون (نمط إنتاج آخر) .. لكنها بذلك لا تضمن أن لا تكون مجرد (إسم آخر) لنمط إنتاجي ، و يفترض بها أن تعتمل لمصلحة (طبقة) إن أحسنا الظن أو لمصلحة (أفراد) إن أسأنا الظن .. لكنها بذلك لا تضمن أن لا تبتلع من يفترض أنها تعتمل لهم .