ليس هكذا التعامل مع المقاطعين للانتخابات العراقية


علي عرمش شوكت
2021 / 8 / 23 - 02:20     

ينظر البعض بطرف عين واحدة لرأي مقاطعي الانتخابات. حيث يتناولون موقف المقاطعين وكأنه ارتكاب اثم وينبغي التكفيرعنه، بالعودة الى المشاركة. دون ادنى التفاتة لمسؤولية الطرف الذي بيده تحقيق مطالب المقاطعين. مما يمهد لمشاركة الجميع.. هذه المعاملة التي تشبه الطقوس الدينية، واعتبار موعد الانتخابات الذي حدد " مقدساً " ولا يجوز تغييره او حتى تأجيله كالصلاة مثلاً التي لايجوز تركها وفق مبادئ الاسلام .. وهنا يكمن الخطأ، علماً قد تم تأجيل مواعيدها اكثر من مرة ولم يعترض احد . ان الذين اعلنوا مقاطعتهم اشفعوها بالاسباب القانونية والامنية المفقودة التي دعتهم الى هذا الموقف، وبتحقيقها سيكون البديل المطلوب.. وهذا ما يتغافله الذين يطالبون المقاطعين بالمشاركة دون ازالة الاسباب التي دعت الى الانسحابات من معترك الانتخابات القادمة.
ان الذين قاطعوا لم يتخذوا قرارهم اليوم. انما تواصلوا بطرح شروط المشاركة، وبالترافق مع طرحها كانتخابات مبكرة. حصل ذلك قبل ما يقرب من عام ونيف وهم من احرص الناس على اجرائها معمدة بشروطها، بمعنى توفر مقوماتها القانونية، غير ان المعنيين بالاستجابة لهذا المطلب الجماهيري، قد لعبوا لعبة " الثلاث ورقات " حيث يكشفون الى الاعب الورقة الرابحة وببراعة مكرهم يغيبونها بالورقتين الخاسرة. والنتيجة يصبح اللاعب مغدوراً. وهذا ما جرى بتشكيل المفوضية وكذلك بقانون الانتخابات. حيث افرغا من مضمونهما الدستورري.
واليوم يسعى الذين لم يصبهم الضرر من قانون الانتخابات الجديد حيث فصّل على مقاساتهم، ولن يخشوا من السلاح المنفلت، فهم يمتلكون السلاح ايضاً، ولم يضرهم استخدام المال الفاسد لكون قواهم التصويتية محفوظة بحكم الارتباطات الحزبية والوظيفية والتجارية والمنافع الاخرى، ولن يحصل لديها بيع اصوات مزدوج، لذا يتعجلون باجراء الانتخابات للافلات من عواقب التغيير طالما الانتفاضة خامدة.
بحكم النظرة القاصرة لدى الداعين الى المشاركة، غدوا يأملون بان الانتخابات هي نهاية الازمة دون ان يدركوا ان ما بعد الانتخابات ستتفجربقوة لانه لم يتغير اي عامل من اسبابها. انما سيخلق شعوراً محبطاً مضافاً وفاقداً لاي امل في التغيير من خلال الانتخابات نحو صيرورة نهج سياسي جديد بعيد عن المحاصصة، و بوجوه جديدة مؤمنة بالدولة المدنية الديمقراطية.. من جانبها الاخر وعندما تعود ذات الطغمة الحاكمة وبذات المنهج السياسي سيتاح للفاسدين وبصورة حتمية، الفرصة السانحة الجديدة الامنة للايغال اكثر في النهب والتعسف والتفريط في مصير البلد.
واليوم تلوح معالم هذا العسف في ليس ممارسة الضغط للمشاركة من خلال الدعوات الاعلامية. وانما استخدام السلاح المنفلت لارهاب المقاطعين وقد تجلى موخراً باستهداف مقر{ الحزب الشيوعي العراقي } في مدينة النجف وللمرة الثانية كوسيلة من وسائل الضغط والترهيب. ولكن هذه الاساليب لاتساوي حتى طنين بعوض امام شموخ هذا الحزب المجيد الذي بني تأريخة خلال سبعة ثمانين عاماً مقارعاً لاعتى صنوف الارهاب والاعدامات واستشهاد الالاف من قياداته وكوادره واعضائه وحتى انصاره في اقبية التعذيب، ولم تثنه عن مبادئه الوطنية الديمقراطية الحقة الملخصة بوطن حر وشعب سعيد.