بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يبرر انسحابه من أفغانستان واستيلاء طالبان عليها


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 8 / 22 - 12:10     

لا يوجد في الوجود إنسان يشبه إنسان آخر بشكل مطلق سواء كان رجل دين أو عالم أو مفكر أو متعلم أو أمي من حيث الثقافة والمعرفة والسلوك والأخلاق والطبيعة .. وكل يتكلم ويتفاهم ويتعامل حسب مستواه الثقافي وحسب رأيه ووجهة نظره .. يقول أب الاقتصاد الرأسمالي (آدم سمث) لو توحدت الأفكار لبارت السلع .. بايدن انعكاس أفكاره ومصالحه حسب الطبيعة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية إذا كان ينتمي للحزب الديمقراطي الأمريكي أو الحزب الجمهوري فكلاهما وجهان لعملة واحدة وكلاهما يعملان في خدمة الرأسمال الاحتكاري الاستعماري الامبريالي الأمريكي والولايات المتحدة الأمريكية تفاوضت مع طالبان بالطرق العلنية أو السرية بخصوص انسحابها من أفغانستان لأسباب وظروف استجدت وحتمت عليهم الانسحاب وتسليمها لقمة سائغة لطالبان في الوقت الذي تركت أسلحة ومعدات حديثة لدى الجيش الأفغاني وقام بايدن بعملية مسرحية عندما أمر القوة الجوية الأمريكية بقصف السلاح الذي قدمته أمريكا للجيش الأفغاني كما تركت الشعب الأفغاني بالخوف والفوضى.
إن سياسة بايدن الذي ينتمي للحزب الديمقراطي لا يختلف عن سياسة ترامب الجمهوري وإنما الاختلاف يعود ويعكس المرحلة التي تمارس من خلالها السياسة الأمريكية ومصالحها.
إن السياسة بشكل عام تتقلب وتتلون كالحرباء حسب المصالح الأنانية للدولة وليس غريباً أو عجيباً فشل السياسي الجمهوري اليميني المتطرف (ترامب) وصعود السياسي الديمقراطي المعتدل (بايدن) وإنما حدث ذلك من أجل الاتفاق والتفاوض مع إيران حول المفاعل النووي. والظروف السياسية إذا حتمت على بايدن التصلب في السياسة واستعمال العنف سوف يكون أشد يمينية وعنف من سلفه ترامب فلكل ظرف ولكل سياسة تصرف وسلوك وأعمال تحتمها السياسة الأمريكية ومصالحها.
الولايات المتحدة الأمريكية عندما وجدت في عهد جورج واشنطن اتبعت سياسة أمريكا للأمريكيين أي سياستها محصورة فقط في أمريكا الشمالية والجنوبية ثم دفعتها سياستها التوسعية الاستعمارية للعمل في القارة الأوروبية والأفريقية والآسيوية فاتبعت في تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من خلال خلق السبب ومن السبب إيجاد مبرر لتدخلها وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية بدأت نشاطها للتدخل في مرحلة جديدة واتبعت أسلوب التدخل الاقتصادي أو حمايتها من دول أخرى وأحد أساليبها وأخطبوطها في التدخل الاقتصادي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عن طريق القروض الاقتصادية أو كما حدث في الحرب العالمية الثانية (مشروع مارشال) لإعادة إعمار المدن التي دمرت في الحرب العالمية الثانية وفي الخمسينيات من القرن الماضي (مشروع آيزنهاور) في التحالفات والتكتلات العسكرية ضد الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي (والنقطة الرابعة) مشروع اقتصادي أمريكي يقوم على التنمية الاقتصادية والبشرية في الدول النامية والفقيرة والولايات المتحدة تعتبر الاستعمار الجديد لأن مشروعها وطريقتها اقتصادية أو عسكرية أو كلتيهما في آن واحد.
ملاحظة : انظر إلى كتاب (أمركة العالم وليس عولمته) لكاتب السطور منشور على موقعه في الحوار المتمدن وشكراً.