من يمتلك شركات الأدوية الكبرى في أمريكا؟


مشعل يسار
2021 / 8 / 21 - 18:01     

على مدى عدة أسابيع تتراءى هنا وهناك على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مادة تحت عنوان The Same Shady People Own Big Pharma and the Media»("نفس ألأشخاص القابعين في الظل يمتلكون شركات الأدوية الكبرى ووسائل الإعلام" بقلم جوزيف مِركولا(Joseph Mercola) . والناس في أمريكا تعرفها منذ فترة طويلة.
جوزيف مركولا طبيب محترف مارس الطبابة لأكثر من ربع قرن. بعد تخرجه من الجامعة بدرجة بكالوريوس في علم الأحياء والكيمياء، عمل صيدليًا لبعض الوقت. تلقى تعليمًا إضافيًا في كلية شيكاغو للطب التقويمي. منذ أوائل الثمانينيات. بدأ العمل كطبيب عظام. وبمرور الوقت، أصبح ممثلًا بارزًا للطب البديل.
في عام 1997 افتتح، ومنذ ذلك الوقت يدير موقعه الخاص، مركولا.com، والذي يعتبر الآن مصدر المعلومات الأول في العالم للصحة الطبيعية. وحاليًا، يركز بشكل كامل على الأنشطة التعليمية في مجال الطب. مؤلف أكثر من عشرة كتب عن الطب البديل. إنه خصم عنيد لشركات الأدوية الكبرى Big Pharma. في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان نشطًا للغاية في فضح عملية احتيال شركات الأدوية الكبرى المسماة "الإيدز".
وهو يحارب حاليًا بنشاط حملة التطعيم الشامل للبشر ضد COVID-19 في كل من الولايات المتحدة وحول العالم. ومركولا شخصية عامة وسياسية ذات تفكير مشابه لتفكير روبرت كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الأمريكي جون كينيدي الذي اغتيل عام 1963.
روبرت كينيدي وجوزيف مركولا يكشفان الألاعيب القذرة المسماة "وباء كوفيد-19" وخطط كلاوس شواب لـ "إعادة التعيين الكبرى" للبشرية. الجدير بالذكر هنا أن كتاب ميركول «The Truth About COVID-19: Exposing The Great Reset, Lockdowns, Vaccine Passports, and the New Normal»ا، "الحقيقة حول كوفيد-19: الكشف عن إعادة الضبط الكبرى، وعمليات الإغلاق، وجوازات التلقيح، والأمر الطبيعي الجديد"، قد تم إصداره للتو.
شارك في تأليفه روني كومينز (Ronnie Cummins)، مؤسس ومدير جمعية مستهلكي المأكولات العضوية (the Organic Consumers Association - OCA). وكتب مقدمة الكتاب روبرت كينيدي جونيور. كتاب ميركولا هو الرد على كلاوس شواب، الذي نشر كتابه «COVID-19: The Great Reset» منذ عام واحد بالضبط.
تحظر شركات وادي السيليكون (فيسبوك وغيرها) باستمرار مقالة مركولا "The Same Shady People ..."، ولكن ظهرت مقالتان اثنتان جديدتان بدلاً من المقالة القديمة. الاهتمام بالمقالة فقط يتزايد، وقد قرأها حتى الآن الملايين.
في المقالة المذكورة أعلاه، يذهب مركولا إلى أبعد من النقد المعتاد لشركات Big Pharma. إنه يحاول أن يفهم من يدير حقًا Big Pharma ولماذا تحقق Big Pharma مثل هذا النجاح المذهل في أعمالها. لماذا، على وجه الخصوص، تمكنت من فرض لقاحات غير آمنة للصحة والحياة على أمريكا ضد COVID-19. ويذهب ميركولا إلى المستوى الميتافيزيقي لفهم المشكلة، إذا جاز القول. ويخلص إلى أن جميع شركات الأدوية الرائدة يديرها نفس الأشخاص الذين يختبئون وراء ما يسمى بـ "Big Two".
فيشير إلى شركتين استثماريتين عملاقتين هما Vanguard Group و BlackRock . إنهما تديران بشكل أساسي أصول عملائهما من الشركات والأفراد. وإن حجم الأصول الخاضعة لإدارتهما مثير: فقد تجاوز لدى Vanguard 7 تريليونات دولار ولدى BlackRock 9 تريليونات دولار. ومجموعها يعادل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
يبدأ ميركولا محاججته بالسؤال: "ما الذي تشترك فيه صحيفة نيويورك تايمز ومعظم وسائل الإعلام مع شركات الأدوية الكبرى؟ " ويرد أنها "مملوكة بشكل أساسي لشركتي BlackRock و Vanguard Group، وهما من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم ." ويضيف: "علاوة على ذلك، اتضح أن الشركتين تشكلان احتكارًا سريًا يمتلك تقريبًا كل شيء آخر يمكنك التفكير فيه".
وتشارك The Big Two في رأس مال جميع الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 تقريبًا. ووفقًا لجوزيف ميركولا، فإن Big Two حاضرة فيBig Pharma وفي بنوك وول ستريت وفي شركات تكنولوجيا المعلومات التابعة لوداي السيليكون Silicon Valley (في Microsoft و Apple و Amazon و Facebook و Alphabet Inc. )، وفي معظم الشركات الإعلامية الرائدة - Time Warner و Comcast و Disney و News Corp وهي أربع من أصل الشركات الإعلامية الست التي تسيطر على أكثر من 90٪ من سوق الإعلام في الولايات المتحدة.
هذه الشركات الإعلامية، جنبًا إلى جنب مع مافيا وادي السيليكون، تخيف أمريكا بوباء COVID-19 وتفرض عليها لقاحات من شركات Pfizer و Moderna و Johnson & Johnson و Novavax. وتهدف تحركات The Big Two إلى تعظيم التأثير التآزري للجشع والخداع والخوف.
جوزيف ميركولا ليس خبيرًا اقتصاديًا، لذلك هو يقتصر على أمثلة قليلة فقط حول مشاركة "Big Two" في رأس مال بعض شركات الأدوية، والأرقام مأخوذة من مصادر ثانوية. لذلك، يشير مركولا إلى مورد المعلومات Simply Wall Street، والذي وفقًا له كانت BlackRock و Vanguard في فبراير 2020 أكبر مساهمين في شركة الأدوية العملاقة GlaxoSmithKline بنسبة 7٪ و 3.5٪ من الأسهم على التوالي.
في الوقت نفسه، يشجع جوزيف ميركولا على العثور على أرقام محددة حول مشاركة Big Two في رأس مال الشركات الرائدة في Big Pharma. في نهاية عام 2019، احتلت شركة Johnson & Johnson المركز الأول بين الشركات العشر الأولى في Big Pharma . وتبعتها على التوالي: Pfizer Inc. Merck & Co. Abbvie Inc. Bristol Myers Squibb Abbott Laboratories Amgen Gilead Sciences Eli Lilly and Company Biogen Inc
لحسن الحظ أن هناك بيانات مالية وبيانات أخرى لجميع الشركات العشر المذكورة متاحة في المجال العام. دراسة هذه البيانات تتيح التوصل إلى النتائج التالية في شأن مساهمات "Big Two" في رأس مال شركات الأدوية الأمريكية الرائدة (٪ من إجمالي رأس المال)

مجموعتا Vanguard Group و BlackRock موجودتان في جميع شركات الأدوية الأمريكية الرائدة. علاوة على ذلك، تشارك BlackRock في رأس مال شركات الأدوية من خلال شركة BlackRock Fund Advisors التابعة لها. وفي تسع من أصل عشر شركات أدوية، يتبين أن Vanguard Group هي المساهم الرئيسي.
في حالة واحدة، المساهم الرئيسي هو BlackRock Fund Advisors. في الواقع، تأثير Big Two على شركات الأدوية أكبر من مجموع أسهم Vanguard Group و BlackRock. وذلك لسبب أن بعض المساهمين الآخرين، على الرغم من عدم احتواء تسمياتهم على كلمتي "Vanguard" و "BlackRock" ، يخضعون فعليًا لسيطرة "Big Two" (من خلال المساهمة في رأس المال).
بالإضافة إلى ذلك، تشارك شركات استثمار مثل State Street و Fidelity في رأس مال شركة Big Pharma. ويُشار عادةً إلى Vanguard و BlackRock و State Street و Fidelity باسم "الأربعة الكبار". وهناك اتفاق كارتِل بينها.وهي بصفتها كمساهمين (في هذه الحالة، هم مساهمون في شركات الأدوية) في "الأربعة الكبار"، تنسق فيما بينها.
على سبيل المثال، تعمل شركة State Street ضمن شركة Johnson & Johnson باعتبارها المساهم الثاني بحصة 5.33٪. ومع أخذ State Street في الاعتبار، تصبح مشاركة ثلاث شركات استثمارية في رأس المال 18.31٪. وفي شركة Pfizer Inc ومعها State Street بصفة مساهم ثان (4.91٪)، تبلغ حصة الشركات الاستثمارية الثلاث 17.42٪.
إن مقالة مركولا المذكورة أعلاه قيّمة أيضًا من حيث أنها تحتوي على روابط لمصادر مثيرة للاهتمام حول موضوع "COVID-19 and Big Pharma". فيشير المؤلف إلى تقرير المنظمة الدولية غير الحكومية Global Justice Now الصادر في ديسمبر 2020، و المعنون "التاريخ الرهيب لشركات الأدوية الكبرى" («The horrible history of Big Pharma»).
فقد كتب ميركولا يقول إن مؤلفي التقرير "يستعرضون التاريخ المخزي لشركات الأدوية الرائدة السبع في العالم التي تعمل حاليًا على تطوير وإنتاج الأدوية و" اللقاحات" استنادًا إلى الجينات ضد COVID-19، بينما تساعد وسائل الإعلام الرئيسية في قمع من يذكّر بالمعلومات حول الأدوية القديمة المتوفرة بسهولة والتي ثبت أنها فعالة للغاية ضد العدوى".
إنها نفسها الأدوية القديمة المتوفرة بسهولة والتي روج لها مركولا لسنوات عدة من خلال مورد المعلومات Mercola.com. أما بالنسبة للتقرير نفسه، فيمكن العثور عليه على هذا العنوان: https://www.globaljustice.org.uk/wp-content/uploads/2020/12/pharma_covid-19_report_web.pdf . ويحتوي التقرير على تفاصيل شيقة جدًا عن شركات الأدوية الأمريكية الكبرى.