أُمَمِيات


امين يونس
2021 / 8 / 19 - 20:32     

* أريد ان تُعّرف لي " الأممية " بشكل مُبّسَط .
ـ لماذا ؟ . هل خَطَرَ في بالكَ ياحمكو المجنون ، أن تصبح أممياً موديل 2021 ؟
* أن أحداث أفغانستان مؤَخَراً ، وقبلها ماجرى في تونس ، جعلني أفّكِر في هذا الموضوع بصورةٍ جدية … فهاتِ ماعندك .. بكلمات سهلة الفهم : ما هي الأممية ؟
ـ أنتَ تُحرجني دائماً ياحمكو المُزعِج . ماذا أقول … أعتقد أن الأممية بمفهومها الواسع هي : تَضامُن عابِر للحدود والقومية والعِرق والجنس . أرى ان الأممية " التقليدية " كانتْ الأممية الشيوعية في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي . وبرزتْ في العقود الأخيرة ما يمكن أن تُسّميهِ " الأممية الإسلامية أو بالأحرى أممية الأخوان المسلمين " ! .
* آها … وهذا بالضبط ما أردتُ الحديث حوله . ولأضرب بِكَ مَثَلاً ، أنتَ الغارِق في " يساريتك " منذ أن عرفْتك : أتذكر كيف كُنتَ مُبتهِجاً حين كان " موخيكا " رئيساً للأورغواي و " لولا دي سيلفا " رئيساً للبرازيل .. وكأنهما من أولاد عمّك ! … وأيضاً فرحكَ بِعَزل الغنوشي في تونس . ذاك مَظهرٌ لل " الأممية " التي أنتَ مُعجبٌ بها . طيب … لا ضيرَ في ذلك . لكن قبلَ أيام حين سيطرتْ طالبان على أفغانستان وأعلنتْ نيتها في إقامة إمارة إسلامية ، فسارعتْ أحزاب إسلامية وشخصيات إسلامية هنا في أقليم كردستان العراق ، في الإعراب عن إرتياحها ومباركتها لأخوانهم في العقيدة والدين في أفغانستان . فإكتشفتُ إمتعاضكَ حول الموضوع . فلماذا حلالٌ عليك أن تُؤَيِد موخيكا ودي سيلفا اليساريَين ، الموجودَين وراء المحيطات البعيدة … وحرامٌ على الإسلاميين أن يُساندوا طالبان المتواجدين على بُعد شَمرة عَصا . إذا كان موقفك أمميا إشتراكياً ، مثلاً .. فهُم أيضاً موقفهم أممي إسلامي ! .
ـ هذهِ مسائل حياتية ومواقِف لا شأن للحلال والحرام بها ياحمكو المجنون .. أما " الإمتعاض " فلا بأس ، رُبما إمتعضتُ من مواقفهم ، وهُم أيضاً يمتعضون من مواقفي . لا ضَيرَ في ذلك أبداً .
* لاتغضب يارجُل من صراحتي . هل هنالك " أمميات " أخرى غير ما ذكرنا ؟
ـ نعم هنالك " أممية " مُعاصِرة ، ليسَ في مقدوري تعريفها ، فهي مُختلفة عن الأمميات الأخرى القديمة . أنها أممية الثورة المعلوماتية والأنترنيت والنانوتكنولوجي ومابعد النانو .. أنها أمميات المستقبل . لكني أعتقد بأن إنشغالنا في إقامة إمارات إسلامية أو تكريس وتوسيع آفاق اللطميات وركضات طويريج … لن يُوّفَر لنا مكاناً في أمميات المُستقبَل .