حلول العالم في قمة بوينس ايريس -- الحوار ثم الحوار ثم الحوار --


عصام محمد جميل مروة
2021 / 8 / 19 - 15:16     

رأت الدول الكبرى في كيفية إستسهال وتمرير مؤامراتها الدنيئة في الإنقضاض على كافة مدخرات العالم بإسم الحلول الحوارية وبدورها تخطف وتضغط كلما ترى الامور تتجه عكس ما تخدم مصالحها في كل مكان وفي كل زمان
عندما تتلخص مشاريع امريكا في فرض جبروتها على
حلفاؤها حسب ما تقتضى وجهات النظر المتعددة في الطمع والإستغلال والإستثمار على حساب الشعوب !؟. فنزويلا وأفغانستان وهمس ال "" سي أي ايه "" في الأذان لكى تبقى صماء خدمةً للمصالح التي تهم الكبار فقط .
هكذا تعمل امريكا مع الشعوب والأنظمة معاً.
في اخر تحديث عن القمة المنعقدة في الأرجنتين وفِي عاصمتها بوينس إيريس إبتداءاً من صباح يوم أمس الجمعة وصولاً الى اليوم السبت ،حيثُ كما قال الرئيس الارجنتيني "موريشيو ماكري" الوسيم جداً حسب التعبير الذي كان اشبه بإلقاء الظلال على الإثارة التي لوح بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب بعد ما قال نحنُ هنا في الأرجنتين نلتقى مجدداً مع الرئيس موريشيو "الوسيم "شكلاً ومضموناً لذلك انا اعترف وأقر ان الرئيس الارجنتيني سوف يكون جسراً للتواصل في ما بين الرؤساء الذين يحضرون هذه القمة.
لكن على ما يبدو من وقائع اللقاءات الجانبية لبحث الأزمة الاقتصادية العالمية والتراجع الكبير وعدم إحترام المواثيق الدولية هي الأساس في جوهر الإعداد للقمة ، التى تستضيفها بوينس آيرس اليوم حيثُ سوف يتم الإقرار في الموافقة على هامشها الى الإرساء والتحديد الزمني لما قد أُتفق عليه مسبقاً او ما يتم بحثه حالياً او ما سوف يُضع في خانة المستقبل حول" الاقتصاد والتجارة والبيئة والسلاح " والتهديد ومقاطع ومفاصل مهمة جداً جداً الى درجة سوف يعتقد المواطن العادي في الدول العشرين التي تخوض مغامرة التواصل بين الوفود والرؤساء بإن العالم يتمتع برخاء أجتماعي لا يعكره ولا يضاهيه في العيش سوى البحث عن الوصول والتطور الاجتماعي الذي أنهى عملياً الفرق بين الدول "الكبرى" الصناعية .او "الصغرى" التي تبحث دوماً وابداً عن مصيرها في هذا العصر الصعب ، مما لا شك فيه عن النقاش السري او العلني عن العقوبات والحصارات التي تفرضها الولايات المتحدة وتُريدُ من حلفاؤها ان تحذو حذوها في الأشارة بالسبابة الى أتهام "حلف الشر " والمعطل التي تتزعمهُ روسيا وإيران ومعهم الصين وكوريا الشمالية ، بعد الإعلان عن القوة العسكرية والصاروخية من قِبل روسيا وأصدقاؤها في الوقوف ضد امريكا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"
الذي يُشكلُ اكبر واخطر حلف دولى تتزعمهُ امريكا ضد "عظمة روسيا"،
طبعاً ليس غريباً ان يتناقش زعماء الوفود الذين يناصبون " العداء الدفين" الى بعضهم البعض خصوصاً ما بين اكبر دولتين وهنا اشارة الى إدارة الرئيس دونالد ترامب حيث صرح مراراً انه سوف يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين حسب الظروف ؟
اي إذا ما كانت روسيا قد اخطأت في تدوير الزوايا حسب التهديدات الدولية التي تقوم بها من وقت الى اخر في إستعراض عضلاتها مع دولة صغيرة كانت في الأساس تخضع تحت سيطرتها ايام الاتحاد السوفييتي السابق "أوكرانيا " ، بما معناه ان الحركة العسكرية الاخيرة التي كانت سريعة قد (حاكتها) القوات الروسية في إطلاق بعض الصواريخ بأسلوب مسرحي للفت الأنظار نحو القواعد الاوكرانية قرب جزيرة "القرم " التي سيطرت واحتلتها روسيا لإستخدامها كورقة تهديد تغمز من خلالها عن جسارة و إستعداد روسيا دوماً الى ان تكون القوة الاولى والاخيرة في المنطقة .
هذا ما دعا الرئيس دونالد ترامب الى تجاوز اللقاء بينه وبين بوتين في قمة العشرين،
كما إن هناك قضايا كبرى وجسيمة ملقاة على عاتق المدعوّين الى المناقشة في الحوار المفتوح قبل نهاية العام الحالى الذي تخللهُ مشاكل ضخمة ليس سهلاً التوصل الى حلها بعد النزاعات والإنقسامات الخطيرة التى لم تزال تأثيراتها تدكُ مضاجع ليس من هم في قمة العشرين بل العالم اجمع؟
لكن القضايا الاخرى التي طرأت مجدداً على المتحاورين بعد المشاركة القوية الى "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان" ، بعد قضية الصحافي والمواطن السعودي التى وصلت قضيتهُ في بدايتها مطلع أكتوبر تشرين الاول بعدما أرست عناوين تفاصيلها الى الرئيس دونالد ترامب مغرداً على هاتفه إننا لن نسمح للمملكة العربية السعودية في "خرق حقوق الانسان " ، مهدداً اياها مراراً في تحجيم دورها ومحاصرتها إقتصاديا إذا ما تأكد دور الامير في التصفية الشخصية للخاشقجي؟
كما إن هناك اطرافاً كبرى ممن هم في المؤتمر الحالى صرحوا عن عدم التحدث مع ولي عهد السعودية إلا بعد تقديمه تقريراً مفصلاً عن الاختفاء في قنصلية المملكة في إسطنبول تركيا.بالمناسبة كان الامير محمد بن سلمان من اكثر الناشطين في إجتماعات القاعات السرية؟
يبقى السؤال حول هل روسيا وجنوب افريقيا والهند والبرازيل وباقى حلف "البريكس" سوف يُصبحون حلفاً جديداً يُشكلُ خطراً على الدول الكبار الثمانية الصناعية، التى تتحكم في الانتاج الضخم العام على الساحة الدولية ، في مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة وفرنسا و ألمانيا وكندا واليابان وإسبانيا وإيطاليا ، إن المؤتمر الذي ينهي اعمالهُ اليوم سوف يكون كباقي المؤتمرات من حيث التنفيذ والتطبيق والالتزام .وسوف يفقد المصداقية حول قضايا إنسانية مهمة، كالأمراض في افريقيا والجوع والفقر وتعميق الفجوة والهوة بين الدول الكبرى التي تعيش على حروب وسلطة وسياسة ترسمها ساعة تشاء من حين الى اخر، ليس لدينا اية ثقة بمثل تلك المؤتمرات الممولة من عرق الشعوب المسلوبة للحريات، التي تساهم في تمييع وتضليل الرأي العام ، والمساعدة على نسيان قضايانا الجوهرية وفِي مقدمتها فلسطين،
وإثارة النعرات والحروب في الشرق الاوسط والتعتيم على إطالة الحرب السورية ،
والإلغاء للحقوق الإنسانية في حرب اليمن ،
والتفرقة المذهبية في العراق وتعطيل الحياة السياسية في لبنان،إضافة الى حضانة دولة الصهاينة إسرائيل ، والتطهير العرقي وملاحقة المسيحيين وطردهم من العراق وسوريا ومصر والسودان،
إن الحوار الثلاثي المعنى والمغزى في ادبيات الرئيس الأرجنتيني قد يتبخر مباشرةً بعد الصورة الاخيرة التي تؤخذ وتُلتقط فقط للدلالة على الحضور في المزايدة بالمشاركة خوفاً من الإنتقاد والتخلف في عصر ترامب وبوتين .
عصام محمد جميل مروة ..