حول الكوفيد و أهمّية تلقيح الجماهير و المشكل الحقيقيّ جدّا للفرديّة المستشرية


شادي الشماوي
2021 / 8 / 19 - 00:08     

بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 713، 16 أوت 2021
https://revcom.us/a/713/bob-avakian-on-covid-the-importance-of-getting-people-vaccinated-individualism-en.html

منتهى الفرديّة – مفهوم أنّه " لي حقّ فعل كلّ ما أريد في إنسجام مع فهمى لحرّيتى الشخصيّة " – مشكل هائل في هذا المجتمع اليوم ، و ضمن كافة قطاعات الناس . و من الأشياء الأسوأ بهذا المضمار هو أنّ منتهى الفرديّة هذه هو عمليّا نقطة لقاء بين بعض السود و أناس مضطهدون آخرون ، من جهة ، و من الجهة الأخرى ، الفاشيّون العنصريّون الإباديّون . ياله من وضع مريع حيث بعض السود و المضطهدين الآخرين قد يجدون أنفسهم في نفس موقع أولئك الفاشيّين الذين ينظرون إليهم على أنّهم أقلّ من بشر و يريدون أن ينكروا حقوقهم الأساسيّة ، و أن يسجنوهم بإستمرار أو يبيدوهم إبادة جماعيّة تماما !
و قد برز هذا بحدّة بشأن مسألة تلاقيح كوفيد – في معارضة القيام بالتلاقيح – بينما هناك خاصة في صفوف السود بعض التاريخ المرعب مع التجارب الطبّية ، و بعض التجارب السيّئة ، تاريخيّا و إلى يومنا هذا ، مع السلطات الطبّية و العلاج الطبّي ن إنّه لأمر واقع أنّ وباء الكوفيد في هذه البلاد قد ضرب السود و كذلك اللاتينو و السكّان الأصليّين لأمريكا ) أقسى الضربات و خلّف في صفوفهم أثقل نسب الوفايات ؛ و إنّه لأمر واقع أنّ التلاقيح ضد كوفيد -19 قد بيّنت بوضوح أنّها آمنة و أنّها غالبا ناجعة في الحيلولة دون المرض الجدّي و الموت جرّاء هذا الوباء . لذا ما من سبب مقنع لعد التلقيح و رفض القيام بذلك لا يضع الأشخاص الذين يرفضون ذلك في موقع خطر المرض الجدّي و إمكانيّة الوفاة فحسب ، و إنّما كذلك يعرّضون غيرهم لذات الأخطار .
و لا يرفض أناس مجرّد التلقيح بسبب إنشغالات ما شرعيّة بأمن ( أو فعاليّة ) التلاقيح . فعدد كبير جدّا منهم – لا سيما الفاشيّون المجانين المناهضين للعلم و أيضا غيرهم كثيرون و منهم الذين تعرذضوا لأقسى ضربات وباء كوفيد – يرفضون التلقيح بسبب مزيج من نظريّات المؤامرة الجنونيّة و زبالة أخرى مناهضة للعلم و فرديّة مستشرية . و يؤكّدون أن التلقيح أو عدم التلقيح مسألة خيار شخصيّ و يحاجج الذين يرفضون أن يتمّ تلقيحهم ( عادة بغضب و عدوانيّة ) أنّ الأمر " مسألة حرّيتى الشخصيّة ".
هذا هراء – هذا هراء ضار للغاية ! الحرّية الفرديّة ليست مُطلقة – كما سيتفّق معنا تقريبا الجميع حينما يوضع الأمر أمامهم بمعنى لا يمضى ضد فرديّتهم . و لنضرب مثالا على ذلك ، سيحاجج البعض بأنّ شخصا يجب أن يتمتّع بحرّية السياقة بسرعة مائة كلم في الساعة على مقربة من مدرسة أين يقطع الأطفال الطريق . و كلّ إنسان عاقل سيوافق على أنّ من غير السليم أن يقتل التفوّقيّون البيض السود بوقا – أو أن تقتل الشرطة السود بشكل طائش - ببساطة لأنّهم يرغبون في ذلك – لأنّهم يرون أنّ ذلك تعبير عن " حرّيتهم الشخصيّة " ( و " خيارهم الشخصيّ " ) .
و في السياق عينه ، يجدر بنا أن نلاحظ في تعارض مع قوانين الحقوق المدنيّة ، أنّ الذين كانوا يملكون مشاريعا تجاريّة كالمغازات و المطاعم و يريدون ممارسة الميز العنصري برفض تقديم خدماتهم إلى السود ، سيحاججون غالبا جدّا بانّها مسألة " حرّيتهم " أن يمارسوا الميز العنصريّ على هذا النحو ( حقّهم في القيام بما يريدون بتجارتهم ) . و قد راينا هذه الأصناف من الحجج الصادرة عن من يريدون ممارسة الميز العنصري ضد مجموعات أخرى من المضطهدين . هل يجب علينا أن نساند هذه " الحرذية الشخصيّة " ، أن نساند الميز العنصريّ على هذا النحو ؟
سيكون من غير الممكن الحياة في أيّ مجتمع حيث تكون " الحرّية الشخصيّة " ( أو " الخيار الشخصيّ " ) أمرا مطلقا. المسألة هي : هل أنّ التعبيرات عن الحرّية الشخصيّة أو تقييدات الحرّية الشخصيّة ، جيّدة أم سيّئة – هل تفرض لجعل المجتمع أفضل أم أسوأ ؟
لهذا لا ينبغي أبدا إجبار المرأة على تنشأة طفل ضد رغبتها و بالتالى لا ينبغي أن يكون قانونيّا إنكار حقّ النساء في الإجهاض . هذا من ناحية ، و من الناحية الأخرى ، ينبغي أن يكون قانونيّا مطالبة ( امر) الناس بالتلقيح ضد كوفيد-19 ( بإستثناء أولئك الذين سيمثّل لهم ذلك عمليّا مشكلا صحّيا ) و بضررة وضع الكمّامات في أماكن و ظروف حيث هناك إمكانيّة حقيقيّة للعدوى و نشر الكوفيد .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++