ثقافة القشرة واستقلالية الأبناء


اشرف عتريس
2021 / 8 / 18 - 11:40     

ومن العجب العجاب الهزيل
نرى دعوات شبابية (من الجنسين) فى استقلاليتهم عن الأسرة ،
بعد التخرج بغية دعاوى الكذب فى اختراق الحياة العملية وتكوين الذات ،
تمهيدا لحياة زوجية بمنتهى الاختيار الحر ، ورفض الوصاية ، إلخ ....
هذا هو الباطل بعينه وخلط مفاهيم ورفض الأهل بعد تعب وعناء وشقاء
كيما يتخرج فى الجامعة التى دفع الأب ثمنها من تحويشة عمره وهلاكه اليومى فى معيشة
صعبة ومهلكة ، بالاضافة الى انهاك قوى الأم التى لايغفل لها جفن
حتى إعلان نتيجة الأبناء وتختم السنة بزغرودة ثم تنام بعد الحمد والشكر لله ..
من أين جاء جفاء الأبناء ، قسوة الزمن الذى يتشدقون به ، مفاهيم غربية لاتقود
ولا تؤدى سوى القطيعة وعدم التواصل والغربة فى نفس الوطن ..
فى مجتمعات أخرى (غيرنا) قد تقود وقد تؤدى وتفيد إحتمالية النجاح ،
لكنها وصفة مطبوخة بالسموم ولاتغنى ولاتسمن من جوع ،
تلك الأفكار التى تزيد من اندثار الرحمة والتراحم والود (وبالوالدين إحسانا ً)
ورعايتهما فى أخر محطة فى عمرهما بعد هذا العذاب وشقاء الروح وسنوات الوجع والغربة خارج الوطن أحياناً
لتوفير أسباب المعايش ومصاريف الدراسة منذ الحضانة حتى الجامعة بلا رحمة من خونة ، ناكرى الجميل ،
من هؤلاء الأشباح التى تحولت بفعل تفاهة مجموعة أفكار وسفه ذليل ؟
من هؤلاء أصحاب الثقافة التى تحوى العديد من المثالب الزائفة ،قشرية كما رغاوى الصابون ؟
كيف أصبحنا على هذا الغد الغريق ، القاسى المتوحش ، البارد البليد وطرحه من أبناء بلا قلب ؟
أتكلم من حرقة قلب أب لايستطيع قبول الفكرة ويرفضها بشدة ،
واذا كان هذا تفكير (الولد) كيف جاءت فجاجة الفكرة فى عقل (البنت)
فى مجتمعات وعينا عليها بأخطائها الذكورية دستورياً فى بلادنا
التى لانعرف غيرها .. قد نقبل السفر ووجع البعاد لكن غربة داخل وطن !!
لستُ رجعياً ولا رافضاً لريح التغيير وتحديثات العصر لكنها الحقيقة التى تبدو جلية ،
كيف لنا نأمن على إستقلالية بنت فى سن المراهقة (حتى 25 سنة ) حديثة التخرج قليلة الخبرة
مهما كانت مستنيرة وتعلمت شيئا فى الجامعة ؟
كيف لى أضمن إستقامة (ولد) لايقرب المخدرات ويمارس الجنس بعيداً عن الأهل وقد يموت (اوفر- دوز)
مع صحبة السوء فى شقة (ستديو) كما يريدون ، يقترحون ، يستسهلون ،
ينطقون سفهاً ولم يفيدوا من دراستهم سوى العته والتخلف وتوغل سرطان الابتذال فيهم،
هم نتاج أفلام البورنو وضلال عبده موته وسرسجية السينما التى ذهبت ولن تعود ،
هم نتاج سماع موسيقى المهرجانات ونشاز حمو بيكا ومجدى شطة وشاكوش وشكل
مات الوعى بيد هؤلاء ويريدون سحق آخر حلم لنا (الأبناء) قبل رحيلنا فى زمن بغيض ويعد بروفة أخيرة للفناء والنهاية ..
أكتب بحسرة وندم عن قسوة الأبناء وفجاجة الزمن وتفاهة أفكار جيل ضائع ،
يريد الانفلات وقتل الأباء عمداً ولانقول غير :
(حسبى الله ونعم الوكيل ) ..