العراق وحوار دول الجوار


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 8 / 15 - 12:04     

منذ أزمنة مضت كان فيها العراق مستعمرة من قبل الامبراطورية الفارسية ومن ثم أصبح مستعمراً من قبل الامبراطورية العثمانية ومضت الأيام والسنين ولا زالت عيون هاتين الدولتان على العراق والتعامل معه كأن العراق أحد توابع دولتيهما ولا كأن العراق دولة مستقلة وذات سيادة منذ عام / 1921 وعضو في هيئة الأمم المتحدة. وكأن التاريخ يرجع بعجلته إلى الوراء وليس إلى الأمام وأصبح الآن العراق انعكاس لصراع وخلافات وطبيعة هاتان الدولتان وأصبح ساحة لصراعهما مع الدول والكتل والأحزاب الأخرى. صراع تركيا مع حزب العمال الكردستاني ينعكس على العراق وساحته السياسية أيضاً وصراع وخلاف إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية انعكس أيضاً على العراق وأراضيه وهاتان الدولتان تتدخلان في الشؤون الداخلية العراقية والتأثير على تقرير مصيرهما وسلوكهما السياسي. ومنذ عام 2003 إلى الآن قطعا رقاب الأنهر التي تنبع منهما مما أصاب الأراضي العراقية الجفاف والتصحر وقضت على الزراعة في العراق.
إن سبب هذه الظاهرة ليست جديدة ولكن اشتدادها وهدوئها يعود إلى قوة وضعف الدولة العراقية خلال هذه الحقبة من السنين. إذا كانت الدولة في العراق قوية وحازمة كانت الأنهار تجري بحرية وأمان وسلام من منابعها حتى مصبها في الخليج العربي والأهوار والأراضي الزراعية ويسود فيه الأمن والاستقرار والسلام وإذا كانت الدولة ضعيفة تقطع رقاب الأنهار وتصبح الأرض تشكو الجفاف والتصحر وبدون زراعة وأرضه تصبح ساحة لتصفية الحسابات والصراعات بين الدول الأجنبية. والدولة العراقية الآن تطوعت في عقد هذا المؤتمر والحوار من أجل أن يعود الصفاء والعلاقات بين دول الجوار ومن أجل أن يصبح العراق في منأى عن الصراعات والخلافات بين دول الجوار وتصفية الحسابات على أرضه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وحتى يستطيع أن ينعم العراق بالسيادة والأمن والاستقرار وإذا لم يتوصل الفرقاء إلى إيجابيات وتحسم التدخلات سوف يرجع العراق إلى الفوضى وعدم الاستقرار بدون ماء وكهرباء.