مضى راضياً ومرضياً


جوزفين كوركيس البوتاني
2021 / 8 / 13 - 13:16     

هذا الخيط الرفيع
عقده كثيرة
رغم رحيله
فالخيط لا يزال متيناً لم يقطعهُ الموت
والنعناعة التي نبتت
على حافة الشوق
جفت
والساقية بدورها جفت
بسببب غياب صاحبها
وشعرها الذي لم تعد تحله
عشعش الاهمال به
كما عشعش الضجر بصدرها
بعد رحيلهِ
هذه الريفية تمضي ا لوقت
بعد خرافها الكثيرة
بتقليم
اشجارها
وبتقليم
اطراف الذكرى الموجعة
كل شيء على حاله
منذ رحيله
لا شيء ينقص وحدتها
سوى حضوره المستحيل
ذلك الذي شق لها ساقية
حفر بئراً عميقاً لها
غرس مئات الاشجار
من كل صنف وصنف
وبنى بيتا صغيرا بنوافذ كبيرة
ثم ترك كل شيء على حاله
ومضى راضياً ومرضياً
كما تركت هي العالم بملء إرادتها
اثرت ان تعيش هنا في حضن الذاكرة
في بيتها العتيق
راضية ومرضية
ترقب الساقية من يدري لعل المياه تعود وتجري بها من جديد
وتعود هي كما كانت تنعم بالخيرات التي تركها لها
ذلك الذي مضى راضياً ومرضياً...؟