في مواجهة عدوانية الأوساط اليمينية واللوبي الصهيوني / مؤتمر الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين.. مزيدٌ من النمو وتطورٌ في الأداء


رشيد غويلب
2021 / 8 / 12 - 01:13     

في أيام 7 - 8 آب الحالي عقد الاشتراكيون الديمقراطيون الأمريكان مؤتمرهم الدوري، الذي يعقد كل سنتين، وبسبب وباء كورونا، شارك 1500 مندوب عبر الفضاء الافتراضي. وركز المشاركون على مناقشة السياسة الواجب اتباعها في عهد الرئيس الأمريكي بايدن. وشهد المؤتمر التصويت على جملة من المقترحات المتعلقة بسياسة المنظمة، وأخرى تتعلق بهيكلها التنظيمي، كان أبرزها تشكيل لجنة سياسية وطنية تضم 16 عضوًا، لإدارة العمل اليومي. والمنظمة إطار شبه حزبي تعددي، تسمي مرشحيها لخوض الانتخابات الاتحادية والمحلية، وتنشط في وسط النقابات والحركات الاجتماعية.
ارتفعت عضوية المنظمة إلى قرابة 95 ألف عضو، يعملون في 240 منظمة محلية، لا تنحصر في المدن الكبيرة. بالإضافة إلى 130 منظمة محلية للشبيبة الاشتراكية الديمقراطية.

عوامل النجاح
وبسعادة تقول ماريانيلا دابريل عضو اللجنة السياسية الوطنية: «كنت أتطلع بشكل خاص إلى خطاب انديا والتون، فهي اشتراكية جريئة وستدير قريبًا مدينة متوسطة الحجم، يوجد منها الكثير في الولايات المتحدة». فازت السياسية البارزة في منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين والتون في انتخابات رئاسة بلدية بوفالو بولاية نيويورك في حزيران الفائت. «إنه أمر لا يصدق أن ترى فوزًا اشتراكيًا هناك عندما يقولون إن المنظمة ليس لها جاذبية خارج المدن الكبرى».
وتعتقد ماريانيلا دابريل أن هناك عدة أسباب أدت إلى تماسك الاشتراكيين الديمقراطيين، منها الدور الفاعل في مقاومة ترامب والأكثرية الجمهورية في الكونغرس الأمريكي، كذلك الدور المؤثر لبيرني ساندرز، الذي يعد من أبرز رموز اليسار، الذي لعب دور «القوة الموحدة». لقد أصبحت المنظمة أكثر قدرة على تنظيم الحملات. ولكن يتعين عليها الآن العمل في بيئة سياسية مختلفة بعد تولي الرئيس بايدن مهام عملة، وحصول الحزب الديمقراطي على الأغلبية في الكونغرس، بمشاركة العديد من المنظمات التقدمية وتواصل بيرني ساندرز مع العمل الحكومي، بعد تبني مطالبات جزئية، أثرت، في معظم الحالات سلبا على النقد العلني وتنظيم الحملات. وعلى الرغم من التغيير في المناخ السياسي العام، فإن الأولويات الأربع لمنظمة الاشتراكيين الديمقراطيين باقية كما هي: إقرار الضمان الصحي العام للجميع، دعم مرشحي المنظمة والمقربين منها في التنافس الانتخابي، العمل لتحقيق «الصفقة الخضراء الجديدة»، ومشاركة أعضاء المنظمة في دعم حملة من أجل قانون حماية الحق في التنظيم التي أطلقها النواب اليساريون في الكونغرس، بغية إقرار حزمة تشريعية تسهيل تشكيل النقابات العمالية. والفقرة الأخيرة تضمنها برنامج بايدن ولكن ليس هناك جدية في التعامل معها من قبل مؤسسة اليمين التقليدية في الحزب الديمقراطي.
نشاط متنوع
كما شارك العديد من التنظيمات المحلية في مساعدة الأحياء والمواطنين المتضررين من الوباء وكذلك في مشاريع التنظيم الذاتي للمستأجرين. وارتباطا باحتمال تعرض 11 مليون مواطن للإخلاء القسري، بسبب عدم القدرة على تسديد الإيجارات، لفقدانهم فرص العمل، وعدم وجود نظام للضمان الاجتماعي، كما هو الحال في اوربا. قادت النائبة اليسارية الجديدة، وعضو المنظمة كوري بوش عن ولاية ميسوري، حملة لمنع الاخلاء القسري، ونجحت في انقاذ 7 مليون من التشرد. وسبق للنائبة وعائلتها الصغيرة أن عانت من التشرد.
وقدمت المنظمة الدعم للاحتجاجات العفوية للعاملين، الذين أجبروا على ممارسة العمل بلا شروط الوقاية المطلوبة من الوباء. ويقوم عمل المنظمة في هذا المجال على التضامن وليس تقديم «الصدقات». وتمتلك المنظمة 120 مندوبا يتولون مهام في مجال السياسات الاجتماعية في الكونغرس الأمريكي، وبرلمانات المدن الكبيرة والبلديات. وفي نهاية حزيران شغل أعضاء المنظمة العديد من المقاعد في برلمان مدينة نيويورك. والمعروف أن المنظمة ترشح الآن ضمن قوائم الحزب الديمقراطي، لأسباب تكتيكية. وهناك نقاش وعمل جار لتشكيل حزب عمال اشتراكي في المستقبل البعيد، وحاليا تقوم التنظيمات المحلية بتعزيز الدور المحلي للمنظمة. ونجحت المنظمة في تنظيم العديد من الحملات، كان اكثرها نجاحا في البرلمانات المحلية حملة جعل الحد الأدنى للأجور 15 دولار/ ساعة.

تحالف يميني صهيوني ضد اليسار
جرت أخيرا انتخابات المقعد التعويضي في ولاية اوهايو، بعد أن أصبح شاغله وزيرا في حكومة بايدن، وكان التنافس محصورا بين الشخصية اليسارية المعروفة والمديرة السابقة لحملة بيرني ساندرز نينا تيرنر، التي تعد أحد أبرز دعاة التغيير السياسي، وشونتيل بروان ممثل الجناح اليميني في الحزب الديمقراطي. اعتمدت تيرنر الرافضة لتبرعات الشركات حملة التبرعات الصغيرة جامعة 1,5 مليون دولار، وكانت مؤشرات فوزها في المقعد قوية، ولهذا رمت شركات الأدوية والتأمين وشركات النفط، وول ستريت، وهي نفس الشركات التي دعمت دونالد ترامب بأموال كثيرة، بثقلها المالي لهزيمة نينا تيرنر. وكذلك «المجموعة الديمقراطية الجديدة»، التي استضافت 20 مجموعة لوبي،. وقدمت ثلاث مجموعات موالية لإسرائيل هي «المجموعة الإقليمية الديمقراطية»، «سوبر أمريكا»، و»نورباس» على التوالي 1,2 مليون دولار، 536 ألف دولار، و49 ألف دولار.
وتم توظيف أكبر جماعة ضغط تهتم بموقف المرشحين من السياسة الإسرائيلية، كغطاء لجمع التبرعات من المدراء التنفيذين للشركات، والعوائل النفطية، وساهم حلفاء ترامب في الحزب الجمهوري بأرسال عشرات آلاف الدولارات لدعم مرشح من الحزب الديمقراطي، لقطع الطريق على مرشحة يسارية.
ودعم المجلس اليهودي الديمقراطي الأمريكي براون بحملة إعلانية بلغت قيمتها قرابة مليون دولار. والسبب: تعبير تيرنر عن تعاطفها مع الفلسطينيين، ورفض المساعدة العسكرية، غير المشروطة لإسرائيل.