الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني- الماوي ): نيران غضب خوزستان و الصرخات المنتشرة ب - الموت للجمهوريّة الإسلاميّة - ( بإيران )


شادي الشماوي
2021 / 8 / 5 - 14:10     

الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني- الماوي ):
نيران غضب خوزستان و الصرخات المنتشرة ب " الموت للجمهوريّة الإسلاميّة " ( بإيران )
مقتطف من " آتاش " ، مجلّة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني- الماوي ) cpimlm.org
جريدة " الثورة " عدد 711 ، 2 أوت 2021
https://revcom.us/a/711/cpimlm-the-flames-of-khuzestans-anger-en.html

ملاحظة الناشر : منذ 15 جويلية ، لم يتوقّف التمرّد الشعبي بخوزستان ، غيران وهو ينتشر إلى مدن صغيرة و مدن كبرى عبر كامل إيران . و الدافع المباشر للتمرّد هو شحّ المياه و نقص الكهرباء المتجذّر في الميز العنصري و الإضطهاد القوميّ ضد سكّان الأقلّية القوميّة العرب بخوزستان . و مع 28 جويلية ، عمّت المسيرات و الإحتجاجات الجماهيريّة اليوميّة و المناضلة عادة أكثر من 40 مدينة . و قد جلبت كذلك دعم فئات عريضة من المجتمع الإيراني . و بعض مقاطع الفيديو لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان عرضت لقطات من ال13 يوما الأولى من الإحتجاجات الجماهيريّة . و هناك بيانات صدرت لمساندة المحتجّين في خوزستان من ما لا يقلّ عن 230 محامي إيراني و أكثر من 12000 فنّان و ناشط مستقلّين و أكثر من 50 صحفي و أكثر من 100 سجين سياسي و ناشط سياسي و أقرباء المحتجّين الذين قتلهم قبلا النظام الإسلاميّ. و قد ورد في إحدى التقارير أنّ السجينة السياسيّة أتانا دعمى أصدرت بيانا ممّا جاء فيه أنّه "... بالرغم من وجودى سجينة و حرماني من حرّيتى ، أنا واقفة إلى جانبكم ".
و يتداخل هذا التمرّد مع موجة كبيرة من الإضرابات في إيران طوال عدّة أسابيع . و قد شملت المتقاعدين و سائقى الحافلات و العمّال في مصانع السكّر و حقول النفط و قطاعات أخرى من مجموع قوّة العمل . و لم تتوقّف آلة القمع الفاشيّة للنظام التيوقراطي . فعلاوة على تطويق المحتجّين و رميهم بالرصاص الحي ، تشير عدّة تقارير إلى أنّ القوّات المسلّحة للنظام توجّهت إلى منازل النشطاء في خوزستان و نفّذت إيقافات في المنازل . و قد سُجّل بعض الموقوفين على أنّهم مفقودين .
و على ضوء الوضع السياسي السريع التبدّل في إيران ، بلغتنا و نودّ أن نشارككم مقتطفات من " آتاش " عدد 117 ، مجلّة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )و فيها تحليل للمشكل و الحلّ الذين أثارهما تمرّد خوزستان ، خاصة في ما يتّصل بالديناميكيّة الكامنة وراء النظام و سياسات النظام التيوقراطي الرجعي في غيران التي تحرّك هذه الأزمة . و فيما يلى ترجمة أدخلت عليها مراجعات بسيطة لمقتطف من المقال الأم : " نيران غضب خوزستان و الصرخات المنتشرة ب " الموت للجمهوريّة الإسلاميّة " .
------------------------------
[ على عكس ما يقوله آخرون ) ... لا يمكن تقليص المشكل إلى " صنّاع قرار خاطئ " و " إستهانة بالبيئيّين " أو نقص في " الفعاليّة البيروقراطيّة " نو إنّما يكمن في مخطّط متعمّد لتوجيه موارد المياه و موارد ثروة و موارد طبيعيّة أخرى للبلاد و رصد حصص ماليّة للبنية التحتيّة و التعليم و الصحّة إلخ لبلوغ هدف الجمهوريّة الإسلاميّة الذى كان دائما رعاية و تشجيع طبقة من الرأسماليّين الإحتكاريّين الإسلاميّين تكون موالية للمشروع الرجعيّ والفاسد لإيجاد " حضارة إسلاميّة " و كذلك إنشاء طبقة من المساندين المتطفّلين الصغار لهذا النظام .
و المنافسة المناطقيّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة مع أنظمة رجعيّة أخرى كان كذلك عاملا هاما آخر في إحتكار الموارد المائيّة . و أصبح التحكّم في الموارد المائيّة معركة إستراتيجيّة في الشرق الوسط فيها تلعب جمهوريّة إيران الإسلاميّة و تركيا الأدوار الكبرى . و كان التحكّم في موارد المياه في أيّ بلد حيث مسألة إنعدام ضمان الغذاء ظاهرة في الأفق رافعة فعّالة للهيمنة على النزعات الإقتصاديّة . و في هذا الإطار ، تجعل العقوبات ضد إيران على يد " صناعة / سوق النفط " مسألة التحكّم في موارد المياه أكثر أهمّية في مراكمة إحتكار رأس المال المندمج مع أقسام مختلفة من هيكلة السلطة في إيران .
مشكل ندرة المياه و الدمار البيئي عامة و كذلك النزوح الاقتصادي الكبير الذى أدّى إلى البطالة و الفقر و الرحيل عن الديار ، لا يمكن تقليصه إلى ماقفيا و سرقة و " إختلاس " موظّفى الحكومة و إحتكارات الحكومة . المشكل يكمن في نظام إقتصادي – سياسي ، نظام الرأسماليّة الحاكمة في إيران و إرتباطها بالنظام الرأسمالي العالمي و خصائصه و سيره الذى يجبره على مواجهة خطوط حمراء جدّية و قاتلة و تفكّكات في المجتمع . هذه هي التناقضات الإقتصاديّة و الإجتماعيّة التي يمكن حلّها في إطار جمهوريّة إيران الإسلاميّة .
و مع ذلك ، يضطرّ جيش من المحلّلين و المنظّرين الموالين للنظام إلى إخفاء جذور نظام جمهوريّة إيران الإسلاميّة الإيديولوجيّة – السياسيّة و الإقتصاديّة – الإجتماعيّة التي فات أوانها . بدلا من ذلك ، لا يجب علينا أن نفضح فقط صورتهم المنافقة و أكاذيبهم الكبرى و إنّما يجب علينا كذلك أن نلقي ضوء عميقا على سير النظام و الكيانات التي تحكم هذا النظام. و بهذه الدراسة و بهذا التحليل و النظرة الثاقبة ، علينا أن نتفحّص علاقات الإنتاج و العلاقات الإجتماعيّة لهذا النظام و التي هي محدّدة و أساسيّة وهي القوى الحقيقيّة المحرّكة المبرزة للطبيعة الحقيقيّة للنظام الرأسمالي في غيران والسير و المتطلّبات. و قد أحبط هذا النظام التيوقراطي و إستنزف حياة غالبيّة الناس وهو هكذا ضد مصالحهم الحقيقيّة . و لهذا السبب ، حينما يواجه هذا النظام نهوضا شعبيّا للجماهير الشعبيّة ضد مضطهديها و مستغلّيها ، في نهاية المطاف لا خيار له و لا طريقة لديه للتعاطى معها عدا إطلاق النار و قتل الناس .
إنّ للنظام الرأسمالي في غيران طبيعة خاصة مقارنة بالنظام الرأسمالي في بلدان مثل الولايات المتّحدة و أوروبا و اليابان و الصين و روسيا . فمن جهة ، النظام الرأسمالي في إيران مندمج بصفة طبيعيّة و مرتهن للنظام الرأسمالي العالمي المهيكل حسب مصالح البلدان الرأسماليّة – الإمبرياليّة و حاجيات رأس مالها . لكن من الجهة الأخرى ، مع الإطاحة سنة 1979بنظام شاه إيران و تركيز جمهوريّة إيران الإسلاميّة ، وقع طرد اللبّ الصلب من الرأسماليّين المنخرطين في نظام الشاه من الاقتصاد الإيراني . و أمسكت طبقة جديدة من الرأسماليّين مقدّسة في النظام الديني / الأوتوقراطي الإسلامي بمقاليد سلطة الطبقة الرأسماليّة في غيران بعلاقة خاصة مع النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و لم تعرف سيرورة تشكيل هذه الطبقة الجديدة من الرأسماليّين الكبار طريقا مستقيما في وجه الإضطراب الناجم عن التنافس بين القوى الإمبرياليّة ( لا سيما بتداعى كتلة الإتّحاد السوفياتي في تسعينات القرن الماضيّ و ما تبع ذلك من صعود للصين كدولة رأسماليّة - إمبرياليّة ).
لكن جمهوريّة إيران الإسلاميّة و نظامها الرأسمالي بالرغم من مظاهرها الخاصة جميعها متّصلة بالنظام العالمي للمراكمة الرأسماليّة الذى يخلق بطريق الحتم حاجيات جديدة و يفرض عليها اللجوء إلى المزيد من الحروب المناطقيّة لأجل بقائها على قيد الحياة . فتدخل في حروب على المياه م تركيا و أفغانستان و العراق و تقدّم للرأسمال – الإمبريالي ( خاصة الصينيّ و الروسي ) ما تحت أرض إيران و معادنها و مياهها و ترابها الإقليميّ إلى درجة الإستنزاف ... و يُعزى كلّ هذا إلى القوى الأساسيّة المحرّكة للرأسماليّة . و هناك منافسة مستمرّة بين الرأسمال العالمي و المناطقي الكبير و الصغير تفاقم من حروب المياه في الشرق الأوسط . و هذه القوى المحرّكة ذاتها قويّة للغاية . و من هذه الصورة المرسومة بإختصار يمكن أن نستشفّ إستنتاج صحيح واحد : أنّ هذا النظام الرأسمالي الإمبريالي لا يمكن إصلاحه سواء في إيران أم في العالم. و ليس فقط أنّ جمهوريّة غيران الإسلاميّة لا يمكن إصلاحها بل لا يمكن حتّى إجبارها على التعديل من حكمها الفاشيّ. لا يمكن إقناع القوى بالمنطقة بأن تجلس حول طاولة حوار و توقف حروب المياه . لا يمكن إقناع الرأسماليّة بأن تتصرّف بمسؤوليّة أكبر تجاه البيئة .
نحن نتعامل مع نظام قد نهب بصفة خطيرة البيئة لأجل أن يبقى على قيد الحياة . و لا مجال لإعادة الحياة للبيئة و جعل أوسع مناطق إيران قابلة للحياة فيها إلاّ من خلال الثورة ، و هذه الثورة لا يجب أن تطيح بهذا النظام فقط بل عليها أيضا أن تجتثّ كامل النظام الرأسمالي الذى يقوم عليه هذا النظام السياسي . و لإنشاء مجتمع جوهريّا جديدا و أفضل بكثير ، هناك مخطّط ينطوى على " خطوات عاجلة " . و بشكل خاص في الفصلين الثالث و الرابع من " مشروع دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة لإيران " تعثرون على إجراءات تطبيقيّة فوريّة و خاصة ، في حقل الفلاحة و إحياء البيئة و التصدّى للإضطهاد القوميّ ( أو الأثنيّ) ،و هذا يعنى بالنسبة إلى خوزستان تقسيما عمليّا للأراضي الزراعيّة و ضمان الحقوق في المياه للمزارعين الناشطين و المهاجرين و العاطلين عن العمل في خوزستان . و إيقاف التأثيرات السلبيّة للسدود بمساعدة المجالس الشعبيّة المحلّية و المهندسين و الأخصّائيّين و نشطاء البيئة الذين قمعهم على الدوام هذا النظام ، خطوة أخرى ستوضع فورا على جدول الأعمال إثر الإطاحة بالجمهوريّة الإسلاميّة . و لأجل الإطاحة بهذا النظام ، يجب الإطاحة بعاموده الفقريّ ، بجهاز قمعه العسكريّ .
إنّ إنتفاضة جويلية بخوزستان حلقة جديدة و فصل جديد من النضال ضد جمهوريّة إيران الإسلاميّة . و مثل جانفي 2017 و نوفمبر 2019 ، يبيّن هذا التمرّد الإمكانيّات الهائلة للتحرّر في عدّة أنحاء من إيران و لتحقيق ثورة أمميّة حقيقيّة . و لا طريق للظفر غير هذا الطريق . و يتطلّب ذلك قيادة شيوعيّة تعتمد على خارطة طريق علميّة هدفها تركيز جمهوريّة إشتراكية جديدة في إيران ...