صمود و زوال .. الرأسمالية 2


موسى راكان موسى
2021 / 8 / 3 - 20:12     

أ . كل بروليتاري هو عامل منتج ، لكن ليس كل عامل منتج هو بروليتاري .
ب. كل إنتاج رأسمالي هو إنتاج سلعي ، لكن ليس كل إنتاج سلعي هو إنتاج رأسمالي .
ج . نمط الإنتاج لا يتحدد بالطبقات ، إنما يتحدد بالعلاقات الطبقية .
د. النسب الكمية للطبقات ليست محددا حاسما دالا على نمط الإنتاج .


الطبقة لا تتحدد من تلقاء ذاتها كطبقة .. فما يجعل الطبقة طبقة هي العلاقات الاجتماعية .. العلاقات الاجتماعية بالنسبة للإنتاج . مع الرأسمالية لبست العلاقات الاجتماعية أزياءا "قانونية" : العقود (بين أرباب العمل و العمال) و التشاريع (المقيدة لحركة العمال) ــ فصار القانون بالنسبة للبعض هو مفتاح "لغز الرأسمال" ! .

يوجد اليوم عمال منتجون و يوجد إنتاج سلعي وفير .. و إلا كيف للاستهلاك أن يكون على ما هو عليه اليوم ؟! . و إن كان عدد العمال المنتجون أقل عما كان عليه الوضع سابقا [قبل الحرب العالمية الثانية] إلا أن التكنولوجيا تطورت عما كان عليه الوضع سابقا [بكثير] ــ التطور التكنولوجي يؤدي إلى :
ــ تحسين وضع العمل للعمال [إلى درجة ما] .
ــ تقليص ساعات العمل .
ــ تقليص عدد العمال .
ــ تقليص الربح .
و ذلك ضمن المنافسة و ما يرتبط بها من (صمود و توسيع و إقصاء) .
[الاستغناء عن التطور التكنولوجي برخص الإيدي العاملة لا يلزم زيادة الربح .. و إن كان يعني تخفيض التكاليف الأولية ؛ و لرخص الإيدي العاملة حد معين لا يمكن تجاوزه]

إن كنا لا نزال نتبع (رأسمال) ماركس .. فقيمة عمل الفرد لا تتحدد بزمن العمل و لا بكمية أو نوعية ما أنتجه ، العمل هو ما يعطي قيمة للأشياء .. و لا يصح العكس رغم أن العمل يعامل كـ"شيء" ــ إن متوسط العمل الاجتماعي هو ما يحدد قيمة عمل الفرد [بما يتضمنه من تجديد و إعادة إنتاج قوى الإنتاج] ، من المهم جدا هنا التنبيه إلى أن القيمة المعنية هي القيمة التبادلية ؛ لا يعني أن القيمة التبادلية توجد مستقلة عن القيمة الاستعمالية .. إلا أن محددات القيمة التبادلية هي محددات موضوعية اجتماعية ، بينما محددات القيمة الاستعمالية هي محددات ذاتية [ذوق/هوى/رغبة] .


رأس المال ينقسم إلى ثلاث فئات : التجاري و المالي و الصناعي ، و الرأسماليين كطبقة ينقسمون إلى فئات على ذات التقسيم لرأس المال . و الرأسمالية لتكون نمط إنتاج لزمها المرور بمراحل تكوين .. و كان ذلك بفضل الفئة المالية و الفئة التجارية [التراكم] إلا أن نبضها [الهيمنة] كان بيد الفئة الصناعية .. إذا الإنتاج الرأسمالي هو قلب الرأسمالية النابض .


هل يمكن القول أن ما نعيشه هو رأسمالية لكن في ظل هيمنة الفئتين التجارية و المالية ؟ .. فالعلاقات معظمها إن لم يكن كلها ذات طبيعة قانونية "عقد" ، كما أن طغيان القيمة الاستعمالية على القيمة التبادلية للأشياء هو نتيجة لهذه الهيمنة .. و يتوافق ذلك مع الواقع الجديد لـ"الطبقة الوسطى" ، فكما صار ممكنا استبدال قلب الإنسان بقلب آخر شريطة أن ينبض .. يمكن القول بأن قلب الرأسمالية "الإنتاج الرأسمالي" استبدل بآخر .. كي تحيى أكثر ! ــ فأين الغلط في هذا القول ؟! .


(يتبع)