العالم العربي وقع في قبضة الصهاينة -- بمباركة امريكا وزبانيتها --


عصام محمد جميل مروة
2021 / 8 / 1 - 16:54     

مع إقتراب موعد دخول الجيش العراقي صباح الثاني من شهر آب 1990 الى الكويت كان العالم العربي يترنح تحت وطأة التساؤل العظيم والكبير الذي ساد وكان مخيماً حينها مع فتح قنوات الإتصالات العلنية والسرية حول كيفية إجراء محادثات مباشرة مع الصهاينة تكملةً لما جرت اثناء معاهدات كامب ديفيد الشهيرة التي مهد لها العراب الامريكي جيمي كارتر بمباركة الوسيط العربي الاول وربما تسميته عميلاً كونه الأجرأ في زيارة الكيان الصهيوني في ردهات وكهوف تل ابيب المغلقة ولكنها الأكثر تفتحاً مع حذرها الدائم .إذن الرئيس محمد انور السادات كان من الأوائل عندما قدم عرضاً معلناً عن تقبله للقيام في فتح صفحات مباشرة مع الكيان الصهيوني الذي ما فتيأ يناور ويقتل ويحتل ساعة يشاء وعندما تسنح لَهُ الظروف والتبريرات ، من خلال تجربة الإجتياح الصهيوني الى لبنان حزيران عام 1982 ومباشرة طرد منظمة التحرير الفلسطينية !؟. وإبعادها عن تهديدها المباشر للحدود الشمالية للكيان الصهيوني . وليس مضحكةً بل واقع اليم وخطير هو التحدث برغم استباحة بلد عربي مثل لبنان ، كان الحديث في رفع الصوت عالياً في ادراج الحق الأسرائيلي فقط ، في طرح مشروعهِ ونسيان كامل عواقب ما قامت وتقوم بهِ ((الجزمة الصهيونية )) !؟. في دعس ودخول قلب وعواصم الدول المجاورة والعربية الخطيرة منها ساعة تشاء تحت انظار كل العالم وبمباركة حليفها الإستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية . التي تقدم تغطية مشبوهة في علاقاتها مع الدول العربية البعيدة عن حدود فلسطين المحتلة ، وهنا المقصود وبكل وضوح ، بلاد النفط في الخليج الهادر، الذي ابدى في صراحتهِ الفاقعة بعد فوران النفط الذي اصبح المادة الاساسية التي تُعتمد في هذا العصر كمحفز اساسي لقوّة واهمية، الإقتصاد الدولي وكانت امريكا، وبريطانيا ،وفرنسا ، هم من إكتشفوا بعد احتلالهم وإستعمارهم تلك المناطق الثروات النفطية التي لها دور عنيف ومفتوح بين كل من يتمكن ويستطيع ان يحكم تلك المنابع الاساسية للنفط العربي الخام . وهناك اسباب جوهرية واتفاقات اساسية كانت مستعدة لتحمل وتقاسم الخيرات بين الدول المُستعمِرة وما بين ""الشعوب والقبائل العربية ""، التي كانت وما زالت تتصارع على ملكيتها واطماعها في توسيع حدودها حتى لو ادى ذلك الى عودة سيرة حروب "داحس والغبراء "، التي دامت اربعين عاماً !؟.
طبعاً تلك المقدمة للأحداث الدامية التي سادت وتسود على الارض العربية منذ تفتت وتفكك الامبراطورية "" العثمانية- العصملية -الظالمة ""، التي لم تكن عادلة واكثر من ذلك بكثير هي المسئولة سواءً تقبلنا ذلك ام لا عن تقسيم بلاد العرب، وتسليمها الى المحتلين الجدد . كانت اولاً فلسطين ومن ثم تقسيم دويلات وربما جمهوريات وإمارات وممتلكات ومملكات اشبهُ بحكم العائلات ""البدوية والعشائر ""، في ما سُميّ اليوم الخليج العربي الهدّار نفطاً وغازاً وذهباً مما يُسيلُ لعاب كل القوى الجبارة الحالية لفرض سيطرتها مهما كانت التكاليف والدوافع معروفة.
بعد إنتهاء حرب الايرانية العراقية التي إنفجرت في عام "1980-1981"، بعد التهديدات المباشرة التي شعر بها النظام العراقي البعثي حينها من تبعيات وتصريحات قائد الثورة الإيرانية الجديدة الخميني. الذي صرح مراراً عن تصدير الثورة الى الخارج واتخاذ شعارات كبيرة تجاوزت كل ما كانت تعمل عليه تلك الدول في مطالبتها وتحميل مسئولية الكيان الصهيوني الغاشم طرد الشعب الفلسطيني من ارضهِ ، مع تلك الشعارت كان الصراع والنزاع قد خرج من ايادي القادة المحليين لتلك الدول وفي مقدمتها "صدام حسين " الذي كان يقارع ويصارع على السلطة في تعويم ثورتهِ الحديثة وتمكنهِ من محاولاتهِ استعادة دور العراق التاريخي في إحتضان الثورة والارض والنفط معاً .
لكنها الحرب التي دامت ثمانية اعوام ، اهلكت الجميع ، عرباً وفرساً في نفس الوقت !؟. والرابح الاول والوحيد كان الوسيط الغربي واذنابهِ وهم كثر جميعهم تسارعوا الى إطالة آماد الحرب العراقية الايرانية التي جعلت من اسواق السلاح في حالة إنتعاش غير مسبوق ، وكانت كل الاطراف تتنافس في جعل الصفقات التجارية لشراء الاسلحة طوراً جاهزاً وحديثاً وترعاه "" الموساد -والسي اي ايه ""، والمخابرات العربية ، التي لا تدري كيف تقدم اوراق اعتمادها لدولة الصهاينة في كامل هيمنتها على ساحات القتال بين العرب . وذلك يعود على دولة إسرائيل برعاية امريكية وبمزاج امني منغمس في نزاعاته الخاوية من مضامينها والسير فوق براميل من الألغام المفخخة المنصوبة التي حتماً سوف يؤدىّ دورها وبكل ما تتمناه امريكا و حلفاؤها .
عندما كانت ادارة الرئيس الامريكي رونالد ريغان ترعى صياغة التهدئة بين ايران والعراق كان نائب الرئيس حينها " جورج بوش " يحضر ويجهز الى نوع جديد وفرصة جديدة في الدخول الى ساحات العالم العربي من اكبر ابوابه ، وهو كان يعلم مدى ضعف العرب ويدرك تماما كيفية التنقل فوق الألغام، فعندما اصبح رئيساً لأمريكا "1989-1993" وصاعداً كانت الاجواء متاحة اثناء فتح المحادثات التي ترعاها امريكا بين العرب والصهاينة ، وكان هناك حينها شبه أنفتاح حول التقارب بين الجميع منذُ مفاوضات اسبانيا عام " 1990-1991"حينها مع تبدد الامور وتشعب في الرؤية وهيمنة الولايات المتحدة الامريكية على كل مقدرات العالم ، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي نتيجة وجهة نظر و نهضة وصرخة "ميخائيل غورباتشوف "- في "البروستريكا الداخلية "، لكنهُ سرعان ما تبخرت افكارهِ وتم تفكيك الاتحاد السوفياتي الذي كان سنداً اساسيا في قضايا الشرق الاوسط الى جانب العرب!؟.
مع كل تلك الاعوام والاهوال ازدادت قتامتها بعد الإحتلال العراقي للكويت في " 2-آب-1990" بعدما تم إستنزاف كل الآمال في ردع غضب صدام حسين وتهورهِ المعهود في معاودة إستدرداد بعضاً من امجاد محافظاتهِ التاريخية التي إنسلخت عن العراق برغم عدم ارادتهم اثناء فترة عز بداية إكتشاف النفط .
لكن احتلال الكويت كانت اشارة من ادارة امريكا مجدداً في إختبار ما قد يستجد على الساحة الدولية وخصوصاً الشرق الاوسط ، الذي يهمها من وجود اكبر ثروة نفطية تريدها وتعتبرها تحت رعايتها وحمايتها رغم موافقة دولها من جهة ورفض بعضها من جهة اخرى . كما ان هناك تكامل وتعاطف غير محدود مع دولة الصهاينة التي يعتبرها الغرب التجربة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة ، ويجب حمايتها وتقديم الدعم المطلق مهما كلف ذلك من ذهاب انظمة يسميها الغرب ديكتاتورية وشعوبها مستضعفة ونسيان قضية فلسطين وشعبها.
بعدة عودة تحرير الكويت كانت هناك مشاريع سياسية مستقبلية قد اسست الى ما نحنُ في صددهِ اليوم بعد الإحتلال الثاني والمفاجئ للعراق عام "2003" في مشروع جديد ومفتت اعنف وتكملةً لما قامت بهِ امريكا سابقاً في عهودها .لم تكن في الاساس تصريحات الرئيس جورج بوش الإبن إلا تتالى للدخول الى العالم العربي مجدداً تحت إنتقام مُحيّر غداة غزوة نيويورك الشهيرة في " 11-ايلول-2001" ، وقال حينها إن ضرورة عودة الحرب الصليبية هي جوهرية ولن تتوقف!؟.
لعلنا نستعيدُ ونستلهم من ذكرى احتلال الكويت بعداً تاريخياً اسدلته ُ امريكا وزبانيتها العروبية بعدما تم تسليمها كل مفاتيح ابواب دولها . وبكل وضوح في تطبيعها المُر الذي يُمررُ وبكل سلاسة ورضاء الاكثرية من الزعماء الذين إستفادوا من تجارب غياب الحقوق عن الشعوب وحكمها بالقوة والعنف والزيف والتملق.
إنهم منافقون وكاذبون ومصاصون للدماء ، واكثريتهم مُتهمون بالإغتصاب والفساد والرشاوى والتحرش الجنسي ""ومعاقرة الخمرة ام الخبائث ""، وقيادة السيارات تحت تأثير تعاطي المخدرات وذلك موثق في يوميات الشرطة و والمحاضر الرسمية ،وفي نفس الوقت يقودون البنتاجون والكونغرس والبيت الابيض.
المجهول هو حتماً بين صياغة بيانات امريكا وزبانيتها وما على العرب سوى الطاعة العمياء تحت شعار .
"" امرك سيدي- يس سير "" .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو الأول من آب -2021 ..