منطق الإنسان يجب أن يتناسق ويتناسب بالانسجام مع الواقع


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 8 / 1 - 12:18     

من أشق الأمور على الإنسان سواء كان كاتب أو باحث أو مفكر الالتزام بالصمت تجاه ما يسمعه أو يشاهده من تصريحات وكلام يتناقض مع الواقع الأمني على الساحة العراقية وما يشجعني في الرد والحوار الفسحة من الديمقراطية التي وفرها وسمح بها الدستور العراقي.
تفضل السيد الكاظمي بعد عودته الميمونة والموفقة من زيارته للولايات المتحدة الأمريكية بتصريح يقول فيه (مقاطعة انتخابات اكتوبر المقبل لم تخدم أحداً). ولكن ما هو الواقع الأمني على الساحة العراقية الآن الذي أدى بسبب عجز الحكومة من التصدي لانفلات السلاح والمال السياسي إلى مقاطعة الانتخابات ؟ القوى المقاطعة للانتخابات هي (جماهير الانتفاضة التشرينية الباسلة وكتلة السيد الصدر والحزب الشيوعي العراقي وكتلة الحوار والكتلة الوطنية وشخصيات وطنية وتقدمية) إن أكثرية هذه القوى من المشاركين في الانتفاضة التشرينية التي قدمت خمسمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح وقد تتوجت هذه الدماء والتضحيات بإقالة الحكومة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وتكليف السيد الكاظمي بتأليف حكومة انتقالية مؤقتة حتى إجراء الانتخابات وكان الأمل والرجاء أن تفضي الانتخابات إلى التغيير في الواقع السياسي والاقتصادي للعراق واستعد الجميع لخوض غمار الانتخابات المقبلة.
ما هو واجب السيد الكاظمي وحكومته الذي اعتبر الانتخابات مهمته الرئيسية؟ كان واجب الحكومة توفير مستلزمات الأجواء والظروف كسلامة وحرية ونزاهة الانتخابات وضبط الأمن والاستقرار على الساحة العراقية وضمان المحافظة والحماية والحرية للمرشحين والناخبين في أداء واجبهم الانتخابي.
ما الذي حصل منذ تأليف حكومة الكاظمي إلى الآن ؟ استمرار مسلسل الاغتيالات والخطف والترويع والتهديد وكان آخرها الشهيد علي كريم ابن الناشطة السيدة فاطمة البهادلي .. ومنذ إعلان موعد إجراء الانتخابات وفتح باب الترشيح اغتيل عدة مرشحين ومسلسل التهديد والتخويف للمرشحين الآخرين وكذلك الناخبين ولا زال انفلات السلاح الذي يهدد بالموت والمال السياسي مستمر بنشاط من أجل شراء الأصوات وتزوير الانتخابات بالرغم من المطالبات المستمرة من الحكومة بالتصدي لانفلات السلاح والمال السياسي وحماية المرشحين. إن ما يؤسف له أن الحكومة لم تحرك ساكن وتقوم بواجبها وهي التي تملك القانون والقوة والسلاح. مما دفع القوى الغيورة على العراق ومستقبله الانسحاب من المشاركة في الانتخابات.
وإذا كان السيد الكاظمي جاداً وراغباً بعدم مقاطعة الانتخابات والمشاركة فيها عليه :
1) تأجيل الانتخابات لفترة مناسبة يستطيع فيها التصدي لانفلات السلاح والمال السياسي وحماية المرشحين والناخبين.
2) التفاهم والمحاورة مع المقاطعين والاستجابة لمطاليبهم المشروعة.