عُنصرية أم إرهاب بعد عشرة اعوام على -- مجزرة أوسلو وقلب الجزيرة --


عصام محمد جميل مروة
2021 / 7 / 25 - 17:41     

مَنْ يشاهد المنظر الرائع والجميل لتلك الجزيرة الخلابة في منظرها وتبدو كأنها فعلاً قلباً كما يتصورهُ كل الذين يتبادلون قالب من قوالب المعني الحقيقي للحب وليس هناك فرص للكراهية البغيضة عندما نقفزُ فوق متاهات التخيل لما وقع هناك منذ عقد بالتمام والكمال ونتج مرارة كانت وما زالت الامها موجودة في مخيلة المئات من الشباب الذين خرجوا احياء من قبضة ذلك السفّاح الذي قرر ان يعيد امجاد عنصرية تتغنى بها ربما المئات من الألوف من ابناء القارة العجوز اوروبا حسب نظرية ابناء العرق الآري الأوفر حظاً في هيمنتهِ وسيطرتهِ على كل مقدرات وثروات وإقتصاد العالم وإعتبارها بين قاب قوسين تحت أمرتها مهما تبدل الواقع والزمن او مهما سادت فرصة التسامح ما بين الأديان وفتحها قنوات للحوار ومنحها فرصة حضارية في اسلوب التعايش الملون لكل الوان البشر ولكل المكونات التي يجب إحترمها والعمل بكل جدية الى تطبيقها فعلاً وعملاً وليس في النظريات السائدة مع كثرة تشعب افكار الاجيال القديمة والمعاصرة .
أتت هنا في اوسلو العاصمة النرويجية ، تكريس احتفالات كثيفة ومتكررة بعد حوالى عشرة اعوام من المجزرة التي نفذها المجرم والإرهابي والعنصري "" اندري بهرين بريفيك "" في تاريخ "" 22- تموز -2011"" . بعد دراسة تخللها الكثير من التساؤل حول مقدرة الارهابي على تحملهُ تلك العملية وحيداً دون اي مساعد او تنظيم معين وقف الى جانبه او قدم له المساعدة في صناعة القنبلة ، التي زرعها في سيارته مقابل المقر الرسمي للحكومة النرويجية . التي كانت تحت زعامة حزب العمال النرويجي وكان "" يانس ستولتينبيرغ - رئيس الناتو اليوم "" . هو من اعلن مباشرةً وعلى الهواء تعرض الديموقراطية في قلب اوروبا وعاصمة السلام والتسامح عن إجراء وتنفيذ اكبر عملية ارهابية على الاراضي النرويجية ، ومنفذها من ابناء اوسلو وضواحيها ، وكان برغم صغر سنهِ قد تربي على"" العنصرية العمياء "" ، وإتخاذ جانباً مهما من حياتهِ في معادات الذين وردوا مؤخراً الى اوروبا والى بلادهِ النرويج ، وحملوا معهم بعضاً من البغض الدفين حسب تصريحات بريفيك اثناء محاكمته ِ!؟. بإن لا مجال هنا للمسلمين وللاجئين الذين وصلوا بطرق غير شرعية لكى يتشاركوا معنا الحياة ، وهذا منطق كامل متكامل ولا يحتاج الى اعادة صياغة وبلاغة تحوير افكار اليمين المتطرف الذي يتباهي ويتغني بهِ بريفيك ، وامثالهِ من الذين يُنَسِقوّن ويسعون الى تنظيم قوى وفعالية ((لليمين والنازيين الجدد)). الذين زادت اعدادهم منذ اللحظة الاولى للتفجيرات ، التي نفذها ذلك السفاح في مقر الحكومة ، ومعاودة قيادتهِ اكثر من ""خمسين كيلومتر "" ، مجدداً بإتجاه المخيم للشباب في جزيرة هادئة اشبه بقطعة من الجنة على الأرض " كانت اوتا- اويا"، يتخللها الفرح والمرح وتضم العشرات من الوفود المشاركة كالعادة من كل عام حيث يتم التعاون الشبابي والدولى والأفساح في المجال للشبيبة ان يؤدوا دوراً طليعياً في التعاون والتطلع الى المستقبل . لكن ذلك الوحش بعد إنفجار اوسلو ذهب وبكل برودة تختفي تحتها (( عنصرية وعدائية )) غير مسبوقة حيث وصل هناك وكان الإرتباك موجوداً مع وصول انباء تدمير اوسلو وكان هناك اعداداً كبيرة من ابناء المسئولين والوزراء في الحكومة ، وحصل الهرج والمرج والضبابية في كل شيئ مما ادى الى تحكم المجرم بريفيك في تقديم نفسهِ كونه مبعوثًا من الشرطة النرويجية لكى يقدم لهم المساعدة .
لكنهُ لاحق الشباب وقتل منهم بعدما فتح نيران رشاشه القاتل وجرح الكثير وفر الجميع في اتجاهات ومحاولات البقاء على قيد الحياة .
وصلت اعداد الضحايا الى اكثر من ""77"" من الشباب والصبايا الذين هم في عُمر الورورد وهناك من لم تكن اعماهم فوق الخامسة عشر !؟.
الديموقراطية مقابل الغوغائية المظللة لليمين المتطرف . الذي ينتهج العنصرية في تشعباتها المتعددة في معاداتها للسامية البغضاء وعدم تقبل فكرة قيام وإحياء الإسلام في قلب اوروبا.
لقد حكمت المحكمة النرويجية على الارهابي والمنفذ للمجزرة "" 21 "" عاماً من السجن مع قابلية للتجديد حسب الظروف او في اقصى حدود عدم السماح لَهُ في الافراج عَنْهُ مهما طال زمن ووقت السجن دون تبدل اية مواقع للسلطة والعدالة الحاكمة .
كانت الفعاليات هذا العام مختلفة في تنظيمها عن سابقاتها وذلك يعود الى تبدل الحكم في السلطة في اوروبا و ربما في محاصرة الارهاب ومجابهتهِ والوقوف جنباً وصفاً واحداً في الحد من تناميه خصوصاً بعد هجمات فرنسا الشهيرة ، وطعنات وعمليات ارهابية في عاصمة الضباب لندن ، وصولاً الى عواصم ومناطق تعتبر ديموقراطية ، لكنها طالتها ايادى الارهاب وكادت اساساً في التغيير وتبدل مسارات الحكومات ومنها الإسكندنافية!؟. التي رأت في عمليات وارهاب اوسلو نمطاً قد يطالها عاجلاً ام اجلاً .
كما ان الزيارات اللافتة كانت تلقى بأثارها بعد قدوم رئيس الحكومة السويدية "" ستيفن لوفيين "" الذي صرح بعد رؤيتهِ بعضاً من رسائل الذين تم قتلهم انهم ورود حيث قُصِفت اعمارها وما زالت براعم .
وكانت الندوات واللقاءات المتعددة في المناسبة تدل عن اصرار محاصرة العنصرية ومنع وقوع احداث مشابهة بعد مشاركة "" الملك النرويجي هارالد والملكة سونيا "" في مشهد مثير في الإصرار على المشاركة وكان الملك يتخذُ من عكازاته صورةً نمطية على منح نهج المسيرة والإلتحام في عملية التطوير للحياة .
ومن اهم الامور التي أُتفِقّ على التأسيس لإنجاح الذكرى كانت محاصرة عمليات التحريض على تعويم دور اللاجئين والواردين الجدد الى النرويج وهم يحملون اثاراً كثيرة وكبيرة في جوانبها ضد الدول الغنية وتحميلها كامل مسؤولية التخلف .
من هنا تعمل منظمات وحركات جدية ومرخصة ومسجلة لدى الدولة في فضح وايقاف التكهنات السيبرانية والإليكترونية ضد جميع اللاجئين قديماً ومجدداً !؟.
إذن النازيين الجدد يتزايد اعدادهم في السر وفي الخفاء ولهم يوم منظم يخرجون علناً ويرفعون شعاراتهم الخطيرة في كل شيئ !؟.
المطلوب الوعى والإدراك هو الاساس لتجنب افعال شنيعة تؤدي الى زهق وقتل الأرواح البريئة سواءً كان ذلك في النرويج ، ام في افغانستان، ام في إسرائيل ضد ابناء فلسطين . وايران وسوريا واليمن ، والفساد والإستشراء في لبنان يؤسس الى احياء دور الإرهاب المبطن وذلك ناتج عن إنفجار المرفأ الشهير "" 4-آب - 2020 "" ، الذي مهد الى توسع رقعة ملاحقة الإرهابيين ،ودول اخرى يتنامى تحت ظلها ورعايتها الإرهاب الداهم والخطير وكانت روائحه المتجددة في العراق بعد هجمات الخوف من المجهول الذي وصل الى مقر المستشفايات.
المقصود من ذلك الوعىّ هو تلقف عدم السماح الى المنصات الآلية في توسعها على وسائل التواصل الاجتماعي وأن يكون مراقبتها حسب القوانين وان يتم حذف كل منشور او دعوة او تحريض ضد هذا او ذاك من منظور ديني او عرقي او حتى على المستوى المدني والإجتماعي وبكل المقاييس. الإرهاب يتمدد ويتسع ، و يكاد يُصبحُ مهمة سهلة لأى شخص يمتهن التحريض ضد عداوة الاخرين حسب بعد ورؤيتهِ ونظرتهِ التي ليس لها رقيب او حسيب !؟.
الذين يفتأون عن تكرار النعوت ضد الجاليات المهاجرة واللاجئة ما هي إلا قضايا مهمة وتاريخية يجب الوقوف عندها والبحث مطولاً خوفاً من إطالة الحواجز وبناء ورفع الجسور امام الاجيال القادمة التي تتوالد في هَذِهِ البلاد . ولا سيما هناك امثلة حول تلك المواقع في اوروبا ، كان وضع "" المغاربة بعد ثورة الجزائر "" ، وقدومهم الى فرنسا دولة الإستعمار والى اللحظة ما تزال فرنسا تتعامل معهم كونهم من ابناء درجة ثانية في المواطنة.

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في -25-تموز- 2021- ..