الأستاذ ميثم الجنابي يتطاول على الأستاذ كاظم حبيب !؟.


احمد مصارع
2006 / 8 / 13 - 10:22     

لماذا كل هذا الغل العصا بي ؟, والهذيان الفارغ؟ , يصدر عن الأستاذ ميثم الجنابي , ليخرج عن طوره , بشكل غير مسبوق , وعلى غير عادته في مقالاته الكثيرة , على صفحات الحوار المتمدن , والتي كانت تعكس الكثير من الاتزان والموضوعية , بل ومحاولات التفلسف المعتبرة , والجادة , والتي تتميز ببرودة الأعصاب , مع الميل الواضح للمنطق , بخلاف مقالته الأخيرة , وهي ليست مقالة بقدر ماهي موقف عدواني صريح , لا يحسد عليه , أتمنى فيه أن نسحب من صفحات الجريدة , كل تلك المقالات التي تتضمن التهجمات الشخصية العدوانية غير المبررة , على كتاب رائعين , وبأسلوب مروع ؟!.
الأستاذ المحترم ميثم الجنابي , نصب نفسه مختارا على حارات العرب , في زمن لم يعد فيه للغضبة المضرية أي مكان , الحمية العربية من الكلمات الجوفاء والفارغة حقا , لافي البورصات الاقتصادية العربية (خيرهم لعدونا ) , ولا في بورصات الدماء المسترخصة (ياويلاه), وكذلك في أسواق الدعارة الثقافية , باسم الدعم الثقافي (مرحبا سخافة )؟.
ميثم الجنابي والكلمات الجوفاء والفارغة؟
أولا : منطق غير علمي بالمرة .
ما لذي يقدم أو يؤخر ؟ عربي أو غير عربي , ما لذي تضيفه صفة عربي على الإنسان أينما كان , وفقا للبديهية التي أطلقتها جزافا ( الكل أكبر من الجزء ) بشكل متناقض مع ما تود الوصول إليه , فإذا كان الكل العربي أكبر من جزئه , فالكل العربي متخلف وقاصر , بل وسفيه ينبغي أن يخضع لوصاية عليه , وبالتالي أن تكون من الكل فتحمل كل الخصائص السلبية العامة , لأمة شبع ضحكا عليها , لجهلها كل الأمم (ثانية كل ) .
الكل أكبر من الجزء , ليس بديهية في المنطق الرياضي , وهناك نظريات في الرياضيات الحديثة , تبرهن بدقة عالية , تكافؤ الكل مع الجزء , والتساوي بالقدرة , ولعلمك فان الجزء أقوى وأكثر فعالية من الكل , فنحن حين نقول مثلا , نخبة المجتمع , أو النخبة المثقفة ,فإننا سنقف معا على المقصود بالرافعة الحقيقية التي تجعل الجزء يحمل الكل في كفه الصغير , ومن هنا تأتي أهمية القدرة العقلية للإنسان , بل وأسبقية الجزء على الكل , ولا داعي لإعطاء أمثلة , لكون المخاطب أستاذا وكاتبا وعلى درجة عالية من الثقافة .
لم يخطئ الأستاذ كاظم حبيب أبدا , أبدا في اختياره , لنص من رسالة الميس بل , وهي تحمل عمقا زمنيا , وشفافية رسالة صادقة , ما يظهر في مقالة الدكتور كاظم حبيب استهدافه , بيان خصائص (العربي الباراميسيوم ) في زمن عادي قديم نسبيا , وهو لم يزل يحمل بعد حقا كل تلك الخصائص , وهو بذلك يبين بجلاء , أن الداخل في معادلة التطور خرج هو نفسه من المعادلة بشكل هزلي رغم مرور عشرات العقود على تصويره بالأسود والأبيض , ومازال هو هو على حالته , وكأن لامكان للتطور في قاموس الشخصية المحنطة كالمومياء , تنقص ولا تزيد , ولعلمك أستاذ جنابي , فان معظم المتفلسفين على تواضعهم , يتهربون من الاعتراف والإقرار كتابة , بهزال الجدلية التطورية وتدنيها , عند هلام ما يسمى (الإسلام والعرب ), وأستغرب أن لاتكون منهم , ولا يخفى عليك المكانة العظيمة لابن خلدون مؤسس علم الاجتماع الأولي , ولا أظن ،أنك من الأساتذة الذين يخونونه , ويعتبرونه معاديا للأمة (الغمة) العربية , أومن أشباه الأساتذة الملغمطون ,المزورون لحقائق الواقع والمستعدون لقلب حقائقه حسب التعليمات , فالواقع المحسوب عربيا ,الذي لا يشرف أي عاقل هو من نثر أو وضع (طاش ما طاش ), ومن الخطأ أن لا تسمى الأشياء بمسمياتها , ووصفه عبر مفاهيم مصطنعة , بعيدا عن التشخيص الخائس له , بل والمنحط أيضا , من باب أن التشخيص الصارم , من نصف الحل للمشكلة , كما سيكون من الواجب على الطبيب والحكيم , أن يشعر المريض بخطورة حالته ,لتكون حافزا له للأخذ بأسباب الشفاء , فإذا كانت الأمة العربية حقيقة في نظر بعض الواهمين , فلماذا يصرعوننا يوميا (ويين ويين ويين وين العرب وين وين الملايين ؟ ), تفضلوا ودلوهم حرام عليكم , ردوا خطية , فقد انبحت أصوات الحديثات سابقا , واللواتي صرن عجائز اليوم على مكان أوعنوان , هذه الأمة( العظيمة) , بدليل صوت البراح في سوق الغنم يصرخ باحثا عنها (وين وين وين وين العرب وين... ). وهذا يعني أنها ضائعة ومفقودة , وموجودة بالأوهام ؟
أما عن الخلفية الماركسية , فهي لاتعيب الفكر , بل على العكس فهي تقاربه من الموضوعية والعلمية , فماركس يقول , كما أنه لايعتد براي المرء بنفسه ,كذلك لايؤخذ راي الأمم والشعوب بنفسها,فلابد من رؤية موضوعية محايدة , فكل الأمم تتفاخر بنفسها ,ومنها مايفاخر بالتخلف , بوصفه يمتلك القدرة على قلب الحقائق ,عن طريق تصوير الهزائم كانتصارات , والجهل بأعلم العلماء ,.ولنا بالألقاب التي تنثر هنا وهناك لخاقانات البروالبحر , وحماة الحراميين .
أنا أتعلم وسأظل أتعلم لأنني مازلت جاهلا , ولحظة أحس بالتفاخر العلمي , فسأتحول الى أجهل الجاهلين , فأنا محتاج للتعلم حقيقة وأقول لنفسي تعلم يا أمي ؟
ثانيا : منطق غير سياسي .
إذا قلنا بالعنتريات في السياسة , فإننا سنسيء ل (البطل عنترة ) , ونعود للكل السياسي أكبر من جزئه , وتحددها المصلحة الكبيرة لشعوب المنطقة لتعيش بسلام بعيدا , عن توريطها بحماسة تحسب نفسها ( إسلامية أو عربية ) وخلف شعارات جوفاء , ليس لها رصيد بالواقع الفعلي تهدف الى الحرب على الكون بأسره , بحجة الشعور بالدونية والمذلة , وتحسب نفسها وهي الضعيفة الهشة , قادرة على تحقيق الهبة العربية , وسحب كل الحضارة المعاصرة من تحت أقدام القوى العظمى الإمبريالية في الهيمنة والسيطرة , وبالطبع وفقا لمصالحها العليا أولا والمسايرة لمنطق دولي وهي من وضع أسسه وقواعده , ولامكان( لحديدان في الميدان) , لأنه مازال صغيرا لم يكمل طور الرضاعة , ومن الصعب عليه حاليا أن يعتمد على نفسه ويستقل , مازال بحاجة (للخرجية ) , كي يشتري دمية يتسلى بها , لا سلاحا فيقتل نفسه أو يقتل أهله
أما أن يهضم العلوم وينتج ألعابه اللأكترونية بنفسه , ومن بعد ذلك يخطط كرنفالات حروبه مع أعداءه( التاريخيين) فهذا ضرب من البحث عن المعجزات ؟
إن الموقف من الميلشيات الحزبية المسلحة , وفق الصورة الطفولية السابقة , هو في اعتبارها قوى انعزالية , وسط الكل الشعبي ,هو الأهم في الرؤية السياسية , فما الحاجة لميليشيات منعزلة عن الشعب ؟, بل وتستخدمه كرهائن , بل وتعبث بكل مصالحه العظيمة , ومن واجب أي كاتب يدعي لنفسه الحكمة السياسية , أن ينظر الى أسباب تهجير الملايين وتشريدهم من أراضيهم وديارهم , بحجة حق يحل كلعنة عندما لا يأتي في مكانه وزمانه , هل يصلح تصور المسخ من وجود عدة دول داخل الدولة الواحدة , وهي وحدوية , بينما تعدد الدول في اتحادية دستورية أمر آخر عندما تنفصل بإرادتها وتتحد بإرادتها أيضا .
بانتظار التعرف على ظاهرة الارتزاق الثقافي العربي , لنغرف من الدهن العربي النادر هذه الأيام , فقد قتلنا الفقر , وأنهكنا الجوع , والطفر والإفلاس ووجع الرأس , ونحن في هذه فقط عرب أقحاح وهذا ما يليق بنا وكلنا في الهم شرق , تظل الحقيقة التي شرحها بكل موضوعية, ستظل الكلمات الجوفاء والفارغة فيما قالته سيدتنا بيل معلمة .
الأستاذ كاظم حبيب , وللعلم فهو أستاذي , ومن واجبي أن (أفزع له) لأنني أعرفه على الدوام ينحاز للحقيقة , وفي معظم ما يكتبه من مقالات, تعكس بجلاء جديه عالية ملتزمة , بروح عالية اللياقة من التأدب , تحترم مشاعر القراء , تمزج العقلانية بالوجدان , مع الحرص الواضح والدقة والأناة في مخاطبة الآخرين .
نكتفي بهذا القدر , شكرا على حسن انتباهكم ..