لماذا ينبغي أن تتعلم واشنطن من سياسات الصين:الديمقراطية، باحترام نماذج التنمية المختلفة عنها؟


احمد صالح سلوم
2021 / 7 / 23 - 16:41     

اليوم وبعد أن ارخت الصين معجزاتها التنموية التي لا نملك أجوبة قاطعة لنفسيرها نحن الذي قضينا عقودا من عمرنا ندرس أشكال التنمية و مدى نجاحاتها او فشلها علينا اليوم ان ندقق ونبحث في الكلام الصادر عن المسؤولين الصينيين او حتى عن أساطير شركاتها العملاقة ونحاول ان نفهم ابعاده فقد قال نائب وزير الخارجية له يوي تشنغ: ما يسمى بـ "التراجع الأمريكي" هو تراجع لهيمنتها وأفكارها أيضا. اليوم، إذا أرادت أية دولة أن تستمر في ممارسة الهيمنة، أو أن تأمر العالم، أو أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى كما تشاء، فإنه محكوم عليها بالفشل..
ماذا اختلف اليوم عن أمس؟ لتصبح المعادلات ليست كما السابق وان تكلفة الهيمنة كما يبدو اصبحت قاتلة هل هذا الكلام دقيق؟ ..
رفعت واشنطن شعاراتها الخلبية عن اقتصاد السوق والياته الإلهية التي تقرر نفسها بنفسها لتخدم الناس لذلك ينبغي ترك كل شيء خاضعا لاله السوق النيوليبرالي الذي اسمه الربح وحين نتأمل من استفاد من السياسات النيوليبرالية نكتشف أنها خلال عقود سابقة كانت وحدها واشنطن من استفادت فقد كومت الفلوس في بنوكها من مضاربات بتعويم عملات الدول ومنها دول هشة كدَول العالم الثالث لتنهبها من خلال هبوط عملتها خلافا للخطاب النيوليبرالي الأمريكي ان اقتصادها سيتحسن وبالتالي عملنها فاشترت واشنطن كل أصولها تقريبا باثمان بخسة الا الصين التي كانت يقظة ورفضت ان تعوم عملتها
اليوم.. اذا كانت الهيمنة مربحة او هكذا خيل لواشنطن من خلال تخويف أوروبا بحرب تجري على تخومها في يوغوسلافيا السابقة للمزبد من إعادة الهيمنة على قرارها اطلسيا وبالتالي امريكيا فقد شفطت واشنطن أموال أوروبية خرافية لتتكوم في اقتصادها.. ولكن ظهور ترامب دل على أن شيئا ما لا يجري حسب الخطاب الرسمي الاحتياطي الفيدرالي واوليغارشيته المالية الاقلية فهو أعاد الاعتبار للسياسات الحمائية. وبدأ بفرض الضرائب ومحاولة إعادة الشركات المتعددة الجنسيات من البر الصيني الي الأمريكي..
ماذا حدث اذا؟ وماذا تغير فعلا؟..
رئيس شركة على بابا أبدى استغرابه من السياسات الأمريكية فهي في احتلالها للعراق فقدت سبعة تريلونات دولار وفقدت باحتلالها لافغانستان تريلونان وبسبب الأزمة المالية عام ٢٠٠٨ فقدت واشنطن اكثر من ثلاثين تريليون دولار وهذه أموال كانت كافية لاستثمار ها في البنية التحتية الأمريكية التي تحتاج على الاقل لعشرين تريليون لتصل قليلا الي مستوى البنية التحتية الصينية..
اذا ما قاله نائب وزير الخارجية الصيني و رئيس شركة على بابا تتفق عليه مراكز القرار السياسي و البحثي الصيني لاليات إدارة العالم وفق المنطق الصيني الديمقراطي لا المنطق الاستبدادي النيوليبرالي الأمريكي
ان عالم اليوم لا يتقبل الهيمنة بل هذه السياسات الاحتلالية عبثية ولها بعد استنزاف قاتل على المدى المتوسط والبعيد ولو كوم من خلالها بعض قادة عصابات الشركات الأمريكية المليارات الشخصية كهالبيرتون التي كان في إدارتها تشيني نائب الر ئيس الأمريكي بوش وحتى شركة ايسو التي ملكيتها ببعضها لعائلة بوش..
تكشف سياسات الهيمنة الأمريكية انه لايوجد عظمة امريكية َواحدة ديمقراطية لأنها تفرض على الشعوب بالبلطجة المسلحة نمطا تنمويا عبوديا يخدم بأوامر البنوك الدولية الأمريكي سلطة رأس المال في نيويورك فقط ولا يحترم خيارات الشعوب فاول شرط للبنوك الاستعمارية الأمريكية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي هو مقايضة الدولة بالبقاء سلطة مرتهنة لها بشروط ديون تثقل كاهلها وتستعبدها ويستلزم تطبيق شروط البنوك خلافا لدور الدولة الراعي للمواطنين و الخادم لهم سحب الدعم المقدم للشعوب وتعويم عملتها وتغيير تركيبتها السياسية التجتماعبة لتفرض طبقة كومبرادور طفيلي عميلة لها او لمحميات انشأتها وتدير كل براغيها حتى الصغيرة منها كمحميات الخليج ألفاشية..
لم تفعل الصين ذلك بل انها خصصت تريلوناتها للاستثمار بشكل ديمقراطي عميق فالصين لا نحكمها اقلية اوليغارشبة مالية لا تهمها الشعوب والديموقراطية كما في الثالوث الامبريالي الأمريكي الأوروبي الياباني بل دولة يحكمها حزب شيوعي ديمقراطي مكون من مئات ملايين الأعضاء فقدمت الصين استثماراتها دون أن تتدخل بنظام الحكم او نمط التنمية الذي من حق الشعب ان يختاره لا واشنطن عبر أساليب قمعية مالية او احتلالية كما جرى باحتلال العراق لاعادة تشكيل اقتصاده ليخدم واشنطن وخلق نمط حكم محاصصي طائفي قومجي عنصري فاشل يؤبد الصراعات في العراق لخدمة اقلية ولشنطن المالية ولا الصين ايضا..
ومع كل وصفات الهيمنة الاستبدادية الأمريكية لم تخرج واشنطن الا مثخنة من كل من العراق وافغانستان وقريبا اليمن وسورية وايضا من غرب اسيا فهناك قوى حضارية تاريخية عراقية وسورية ويمنية وروسية وصينية ترفض الهيمنة وتكبد أدواتها السعودية والقطرية والصهيونية والتركية والاماراتية خسائر بالتريلونات بل قادرة على تشكيل معين لسلطات جديدة شعبية تحترم مصالح شعوبها ولها نمطها الخاص للتنمية قادمة في غرب اسيا..
اذا خيار القيادة الصينية لنمط يناسب فلسفتها الشيوعية الديمقراطية بأن لكل شعب اختيار طريقه التنموي وهذا اغناء واثراء للبشرية ويجعلها تستفيد من كل تجربة ناجحة ولو كانت مختلفة عنها اثبت جدواه وانه غير مكلف ولا يستنزف تجربة الصين بحكم شيوعي بل يضيف إليها هذه الأبعاد الديمقراطية للتنمية التي تحترمها الصين وتسعى لدعم استقلاليتها كما دعمت تجربة القومية الفارسية بسياساتها التنموية الاستقلالية التي حاربتها الإدارة النازية الجديدة في واشنطن بعقوباتها الاجرامية حتى في عصر كورونا التي لا تملك ولو ترقوة عظمية امريكية واحدة من الديمقراطية بل مجرد فلكلور مضحك لا يمكن أن يترشح فيه لي شخص الا بفلوس وتمويل الشركات المتعددة الجنسيات واجنداتها لاستعباد الشعوب بما فيها الشعب الأمريكي وتجريب فيه ابادات معينة كفيروس كورونا الذي ازهق أرواح اكثر من مليون مواطن امريكي خلال اقل من سنة من الاستهتار بالفيروس من أجل ماكينة اقتصادها بالربح ولو على حساب مليون ضحية..
تراجع الهيمنة اليوم المرافق كما قال نائب وزير الخارجية الصيني مع تراجع أفكارها هو ما نشهده اليوم فحتى التكنولوجيا الجديدة وتطبيقاتها باتت تفضح شعارات واشنطن وتفضح فاشيتها واستهتارها بالشعوب فلم تعد الدعاية الأمريكية الغربية الغوبلزي مطلقة اليد.. فمثلا في حرب التحرير الشعبية الصاروخية الفلسطينية الأخيرة ضد العدو النازي الصهيوني الابارتيدي لم نر ولو مظاهرة واحدة في عواصم الغرب مؤيدة للهيمنة الصهيونية واباداتها التي تستمد عناصرها من واشنطن بل كل المظاهرات الضخمة التي فاجأت البوليس في عواصم الغرب انه غير قادر على التعامل مع شعبيتها وضخامتها كانت مؤيدة للشعب الفلسطيني ومعركته لتصفية أدوات الهيمنة الامبريالية التي اسمها اسرائيل ومحميات الخليج اي ان تطبيق التوك توك الصيني و اعلام التوك توك الديمقراطي و سائر وسائل التواصل الاجتماعي بات لها الصوت الديمقراطي الأعلى في مواجهة ديكتاتورية وسائل الإعلام الغربية كالبي بي سي والفوكس نيوز والسي ان ان و بيادقها الجزيرة والعربية وابوظبي ودبي رغم ما تملكه من استثمارات بتريلونات الدولارات لغسل ادمغة الشعوب
هذه محاولة أولية لفهم سياسات الصين الديمقراطية بعدم التدخل بسياسات الدول مهما صغرت ولا التنمر عليها وتوجيه الأوامر لها بالإضافة إلى أن الهيمنة الأمريكية اسلوب استبدادية فإنه مستنزف للدول التي تفعل ذلك مباشرة باحتلال العراق وافغانستان وجزء من سورية واليمن او عبر وكلائها الفاشيين المهزومين اليوم كاسرائيل ومحميات الخليج وتركيا أردوغان وجر..