الندوة الإقليمية لأحزاب أمريكا اللاتينية (ترجمة)


مرتضى العبيدي
2021 / 7 / 23 - 11:39     

انعقدت يومي 11 و12 جوان الجاري الندوة الإقليمية لأحزاب أمريكا اللاتينية المنضوية تحت لواء الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية. واستعرضت تطوّر الأوضاع في العالم وفي شبه القارة الأمريكية، وخاصة منها مظاهر النهوض الجديد للحركة الشعبية، وتوقفت مطوّلا على أوضاع أحزاب الندوة وموقعها من مجريات الأحداث وإلى كيفية جعلها لا فقط أكثر حضورا فيها بل في طليعتها. ونظرا لأهمية الاستنتاجات التي خلُصت إليها الندوة، ننشرها تعميما للفائدة.

تطوّر الأوضاع في القارّة الأمريكية
1. منذ عام 2018، تطورت مظاهر مهمة لنضال الجماهير الكادحة والشباب في معظم بلدان أمريكا اللاتينية.
2. من بين أعمدة هذه النضالات، تبرز الطبقة العاملة في بعض البلدان، مثل الإكوادور في عام 2019، حيث كانت الاتحادات النقابية ذات الوعي الطبقي جزءًا من قيادة هذه النضالات، كما هو الشأن في كولمبيا في المحطات النضالية المتتالية خاصة في إضراب عام 2021. أما في البلدان الأخرى، فلم تلعب الطبقة العاملة دورًا مهمًا.
3. في هذه النضالات، تشارك النساء والشباب بشكل مميّز، من خلال رفع مطالبهم الخاصة، ولكن أيضًا من خلال انخراطهم في النضال من أجل المطالب العامة وفي المواجهة السياسية.
4. في الإكوادور وشيلي وكولومبيا، تعتبر حركة السكان الأصليين أحد الأطراف الرئيسية، فبالإضافة إلى رفع مطالبها الخاصة، فهي تعززها بتبني الشعارات العامة والدفاع عنها.
5. تستهدف هذه التعبئة الجماهيرية السياسات النيوليبرالية (خطط صندوق النقد الدولي، والضرائب، وإلغاء الإعانات)، وسرعان ما تأخذ طابعا عاما، فينخرط فيها كل الساخطين، والقطاعات غير التقليدية، فتصبح ضخمة، وتكتسب طابعا سياسيا، وتتجه رأسا صوب الحكومات.
6. من الناحية الموضوعية، تتطور الحركة الجماهيرية بطريقة متواصلة في جميع بلدان القارة، ولكن التعبير عنها يأخذ أشكالا ومستويات مختلفة. أما الاحتمال المؤكد فهو أن الحركة الاجتماعية والسياسية للعمال والشعوب ستتخذ خطوات جديدة نحو صعود جديد في النضال، وربما، في بعض البلدان، قد ترتقي إلى مستوى موجة ثورية جديدة.
7. إن طبيعة وأهداف الحركة الجماهيرية موجهة ضد الرأسمالية. لكن في المقترحات العامة، وفي الشعارات واللافتات، لا تتمّ الإشارة بوضوح إلى هدف التغيير الاجتماعي والنضال من أجل الثورة والاشتراكية.
8. إن أحزابنا تشارك في هذه الحركة ولكن وجودنا محدود، ولدينا صعوبات علينا التغلب عليها ومشاكل علينا حلها.
9. إن أبرز القادة الشعبيين في هذه النضالات لا ينتمون إلى صفوفنا.
10. في بناء برامج النضال، وفي تطوير نضالات الجماهير، تتعزز وحدة الجماهير العاملة والشعوب والنساء والشباب. وتُلقى على أحزابنا مسؤولية الالتحام بها، ورفع الرايات الموحدة والظهور كمجموعة مكافحة ومتماسكة. يجب أن نعمل حتى تتجسد وحدة العمل في الوحدة السياسية والبرنامجية التي تتجاوز أيام الشارع للوصول إلى المواجهة السياسية اليومية مع الرأسمالية ومراكزها. إن الشعار اللينيني القائل بضرورة الذهاب إلى حيث تناضل الجماهير يصبح بالنسبة لأحزابنا اليوم شعارا للتنفيذ المباشر.
11. فلحظات النضال المباشر، والمواجهة مع القمع، سواء حققنا انتصارًا أم مُنينا بانتكاسات، يجب تحويلها إلى فضاء للنقاش، ولكشف قناع العدو الطبقي، وتأكيد الأرضية النضالية، وتقوية الوحدة، ونشر الأفكار، وتقديم المقترحات المؤدية إلى سبل الثورة والاشتراكية. يجب أن نجعل من هذه المناسبات منصّات لصياغة مشروع سياسي ديمقراطي شعبي وثوري.
12. في الصراع السياسي الانتخابي الذي يحدث في بلدان مختلفة، تحصل المواجهة والاستقطاب بين المواقف الليبرالية وسياسات "التقدمية" (le progressisme) بشكل عام. إنها مواجهة سياسية انتخابية يجتمع فيها العمال والشعوب بحثا عن بدائل. وفي ظل غياب قوة كبيرة معبرة عن برنامج ثوري واضح، لا تُحظي سياسات "التقدمية" بدعم الجماهير التى لا تراها معبرة عن تطلعاتها للتغيير الحقيقي. وعلى الماركسيين اللينينيين أن يواجهوا هذه الظروف بموقف طبقي واضح، يأخذ في الاعتبار التحليل الملموس للوضع الملموس. فالاستقلالية الطبقية التي تميز مقترحاتنا وأنشطتنا يجب أن تحدد مواقف أحزابنا في الانتخابات الحالية والجبهات المناهضة للنيوليبرالية.
13. علينا بالعمل كأحزاب من أجل بناء أدوات سياسية وتنظيمية تفتح الطريق لبناء كتل انتخابية بديلة شعبية ويسارية.
14. تشكل هذه المرحلة الجديدة من النضال الشعبي تحديا كبيرا للأحزاب الماركسية اللينينية:
ـ كيف ننخرط في الحركة الجماهيرية لممارسة سياسة ثورية؟
- كيف نتبوأ مناصب في قيادة الحراك الشعبي؟
ـ كيف نكشف مواقع الاشتراكية الديموقراطية والانتهازية داخل الحركة الجماهيرية؟
ـ كيف نعمل، في الحركة الجماهيرية وفي النضال السياسي، على بروز قادة شعبيين ثوريين قادرين على مقارعة القيادات الاجتماعية والتفوّق عليها؟
15. علينا ترشيد أدوات الاتصال والدعاية الثورية وتعزيزها.
ـ يجب على صحيفة الحزب أن تضمن انتظامها وأن تؤدي في الواقع دور الداعية والمحرض والمنظم.
ـ يجب على الحزب أن يحمل السياسة الثورية إلى الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والشباب والنساء.
ـ المنشورات والبيانات والرسومات على الجدران لا تزال ذات فاعلية ويجب استخدامها.
ـ الشبكات الاجتماعية هي فضاء يجب تحويله إلى أداة للدعاية الثورية: يجب أن نصر على استخدام آلياتها وأدواتها المختلفة: صفحات الويب والمدونات والصحف الرقمية وما إلى ذلك .
ـ من الضروري الأخذ بالاعتبار وسائط التكنولوجيا الجديدة والاستفادة منها.

مهمات الأحزاب الماركسية اللينينية
ـ علينا أن نضع أنفسنا في وضع هجومي للترويج لشعارات الثورة والاشتراكية في الحركة العمالية والشعبية.
ـ مواصلة النضال الأيديولوجي والسياسي ضد الإمبريالية والرأسمالية وضد الرجعية بشجب ويلات الرأسمالية: البطالة والبؤس والسياسات العدوانية للإمبريالية، وخاصة الإمبريالية الأمريكية وتغلغل الإمبريالية الصينية. علينا أن نشرح أن التناقضات بين الإمبريالية لا تفيد الشعب ولا تفيد الثورة، ولكن يجب أخذها في الاعتبار عند وضع سياساتنا.
ـ مواصلة النضال من أجل الديمقراطية وتثبيت الحريات العامة وضد القمع والاستبداد وكشف القناع عن السياسات الفاشية ومحاربتها.
ـ تحديد الموقف من مختلف التعبيرات الأيديولوجية والسياسية التي تؤثر على الحركة الشعبية للعمال: الاشتراكية الديمقراطية، ومختلف مظاهر الانتهازية، واشتراكية القرن الحادي والعشرين، والتقدمية (le progressisme). و في مواجهة مواقف واقتراحات قطاعات البرجوازية الصغيرة الثورية، علينا أن نبذل جهدًا لفهم طبيعتها، ومن خلال النقاش، العمل حتى تتقدم نحو مواقف متماسكة.
ـ محاربة السياسات النيوليبرالية: برامج الإصلاح الهيكلي المقترحة من قبل صندوق النقد الدولي، الخصخصة، مرونة العمل، إلغاء الإعانات، اتفاقيات التجارة الحرة.
ـ مقاومة السياسات الاستخراجية ونهب الموارد الطبيعية من قبل الاحتكارات الدولية.
ـ معارضة الديون الخارجية.
ـ دعم النضالات الشعبية داخل وخارج بلداننا.
ـ تعزيز التضامن بين المناضلين الاجتماعيين وشعوب أمريكا اللاتينية وبقية العالم.