محمد سبيلا : أفكاره ستظل حية طالما هناك عربي يقرأ.


فريد العليبي
2021 / 7 / 20 - 18:42     

توفى ليل الاثنين 19 جويلية 2021 المفكر المغربي محمد سبيلا عن 79 عاما جراء وباء كورونا ، هو الذي درس في الجامعتين المغربية والفرنسية متحصلا على الدكتورا في الفلسفة .درس بعدها ذلك الاختصاص بكليتي الآداب في الرباط وفاس وتراءس الجمعية الفلسفية المغربية بين سنتي 1994م و2006 . وكان مديرا لمجلتها : مدارات ، كما كان عضوا في اتحاد الكتاب المغاربة .
هاتفته قبل سنوات قليلة لدعوته الى ندوة فلسفية تونسية ، جاءت كلماته أدبا ، معتذرا لظروف صحية ، لا أعرف ما ان كان قد شارك قبل ذلك أو بعده في ندوة فلسفية تونسية ، فالفلسفة في تونس سادها لسنوات طويلة عدم الاعتراف بالمفكرين العرب خاصة زمن بورقيبة وبن على ، وهناك من المتحكمين بها من أقسم الا يدخلها الجابري والعظم وتزيني الخ ، لأنهم أيديولوجيين حسب الزعم ، بينما كان فرنسيون من اليمين الفلسفي وأقصاه شبه ضيوفها الدائمين . ومن المفارقات التونسية أنه في الدورة الأولى للبكالوريا آداب هذا العام ( 2021) كان هناك نص لسبيلا موضوعا للاختبار ولكن في التفكير الإسلامي لا في الفلسفة .
كان سبيلا مفكرا حداثيا تنويريا ، منشغلا بتحليل الموروث الديني ونقد الأصولية من زاوية عقلية ، ولم يتنكر لغيره من المفكرين المغاربة والعرب وانما ناقش كثيرين منهم في كسر لعادة سائدة في الفكر العربي المعاصر تتمثل في تجاهل المفكرين لبعضهم البعض وانزواء كل واحد منهم بعيدا عن الآخرين . وهو على قرابة سياسيا من اليسار المغربي ولكن دون تحزب على ما يبدو ، فهو منخرط في الكفاح السياسي أيضا ، أغلب مؤلفاته تدور حول الحداثة والتحديث، هو الذي قال في احدى محاضراته "الحداثة موجة عارمة ، و الوقوف ضدها مخاطرة ، من يقوم بذلك لا أمل له في النجاح ، إما أن ندفن رؤوسنا في الرمال حتى تمر الموجة فوق رؤوسنا واما أن نسبح معها فنكون من القوم الناجين " وهو الذي اعتبر ان الغرب قد اهتدى الى العلمانية لفك الاشتباك بين السياسة والدين وهذا درس على العرب الاستفادة منه . كانت حياة محمد سبيلا غنية بالبحث والكتابة تأليفا وترجمة فقد أغنى المكتبة العربية بثروة فكرية سيظل العرب يتناقلونها جيلا بعد جيلا فقد توقف عن التفكير الى الأبد ولكن أفكاره ستحافظ على حياتها طالما هناك عربي يقرأ ..
من مؤلفاته :
مدارات الحداثة، 1987م، عكاظ، الرباط.
سلسلة كراسات فلسفية، توبقال، الرباط، 1991.
الإيديولوجيا: نحو نظرة تكاملية.المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1992.
الأصولية والحداثة، 1998م.
المغرب في مواجهة الحداثـة، منشورات الزمن، الرباط، 1999.
الحداثة وما بعد الحداثة، 2000م.
للسياسة بالسياسة، 2000م.
أمشاج، 2000م.
دفاعاً عن العقل والحداثة، 2002م.
زمن العولمة في ما وراء الوهم، 2005م.
حوارات في الثقافة والسياسة، 2006م.
في الشرط الفلسفي المعاصر، 2007م.
مخاضات الحداثة، 2007م.
الأسس الفكرية لثقافة حقوق الإنسان. 2010م
في تحولات المجتمع المغربي، 2011م.
من ترجماته :
الفلسفة بين العلم والإيديولوجيا، ألتوسير، منشورات مجلة أقلام، الرباط، 1974.
التقنية-الحقيقة-الوجود لمارتن هايدجر سنة 1984م.
التحليل النفسي بول لوران أسون، دار الأمان، الرباط، 1985.
نظام الخطاب ، ميشيل فوكو، التنوير، بيروت، 1986.