إعتِذَار مُرغَم


عصام محمد جميل مروة
2021 / 7 / 18 - 17:26     

حالياً اللبنانيون يُرادُ منهم التفكير ملياً وبدون مواربة وخارج العقلنة إن كانت الظروف تسمح بذلك بعد رفع نسبة الشعار الذي إندلع من قاعة اخر لقاء في قصر بعبدا "" الله بيعين البلد "" .
كانت المشاورات واللقاءات التي سادت منذ إستقالة رئيس وزراء لبنان الشيخ سعد الدين الحريري الذي ورث السياسة عن ابيه او بالأحرى لم يكن ممكناً لَهُ ان يتصدر المشهد العام والاول في الطائفة السنية الكريمة التي لها دستوريا ً احقية في ان تتصدر الرئاسة للحكومة من منظار ما تم تسميتهُ ما بعد لبنان الكبير عام "1920 " وصعوداً الى ما بعد الإستقلال "1943" الذي كان بمثابة مضحكة او تهريج ارادهُ اهل اللعبة الكبرى في اثناء البحث عن متاعب مترسخة تُبقّي لاحقاً اذناب برامج للقوى الفاعلة والكبرى على الساحة اللبنانية ما بعد عام استقلال لبنان (( عن مَنْ ومِن مَنْ ))، اذا ما كانت فرنسا ترَ من منظارها الواسع الافق حول ترك اثارها على بلاد(( الأرز- او - فينيقيا ))، كما يحب اللبنانيون تسميتهم هروباً من منحهم صفة العروبة الدهماء او العمياء التي قد تصهرهم وهم لا يزالون يتغنوّن وبكامل مزاجية معهودة بالجدية والإصرار تفصيلاً وعملاً بالحياد والمزايدة على محيطهم وجيرانهم قبل بداية قضية القضايا فلسطين المحتلة . وبعد الإلتحام في التوأمة الشامية التي لا يستسيغها اكثر من ثلاثة ارباع اهل لبنان . الذين ذاقوا الامرين على ايادي ابناء الجوار وخصوصًا للنظام السوري المتتالي تِباعاً في عدم توقفه عن افعالهِ وغير المأسوف عليها بإن خاصرة سورية اللبنانية جنوباً وغرباً ، لا نسمح لأحد استباحتها مهما دار وتقلب الزمن وهذا غيض من فيض سلالات الازمات التي تنبتُ في لبنان.
طبعا هناك درجات ومنعطفات مهمة ادت الى استقالة الشيخ سعد الحريري بعد زلزال ثورة " 17 تشرين-2019" التي غيرت جذرياً الأسس المنهجية في حياة لبنان أرضاً وشعباً اغنياء وفقراء نساء ورجال .
الى مرحلة تبخر ارصدة المودعين لأموالهم في البنوك والمصارف والمؤسسات المصرفية وبين هلالين لها رعاية سرية سحرية خارقة لا تكاد موجودة في اي بلد اخر !؟.
وعلى بعد اشهر من تلك الازمة برزت أُم الخراب التي سادت في سريانها اكبر دليل على ان لبنان لا يُدار من الداخل بل من كل المحيطات " صاعقة المرفأ في ""4-آب -2020" كانت بمثابة المسمار الاخير في نعش ذلك الوحش الذي تم اضافة رعبه في فرض سياسة الامر الواقع على شعب لبنان ، وحتى على المقيمين واعتبار لبنان مهداً " كوسموبوليتي " لكل من تطأ ارجلهِ ذلك البلد وتلك العاصمة الملونة في زخرفة ازقتها وقاطنيها ، ثقافة وحضارة وممارسة . بيروت كانت وما زالت قلب لبنان ومن يحكما ومن يسيطر عليها يعني هو الجانى والحامي والساهر على كل دبدبة اذا ما كانت تُسمعُ او تُرى !؟. فكيف حصل لها ذلك الإنفجار الذي بدورهِ غير وفي طريقه الى تغيير كل مسارات الحالة اللبنانية المُتنازع عليها في كل شئونها المشبوهة في طريقة تحقيق عدالة يتيمة !؟. من ابرز تحديات الواقع الذي جَدّ بعد الثورة المهمة هي افتضاح مآلاتها تِباعاً وإن كان الرئيس الحريري قد سارع الى تلقف اسباب الثورة معلناً عن منحه فرصة مهمة للشباب وتقديم كل ما يلزم لإستعادة حرية المحاكمة للنظام الفاسد والذي كان من ارساه ُ بعد مشروع الطائف الشيخ رفيف الحريري "1989 نهاية حروب اهل البلاد " ، ممهداً في تراجع فسحة الديموقراطية وتثبيت نظرية الحكم المذهبي والطائفي البغيض والمهمل لكل القيم واولها في الإستهتار بعقول اللبنانين جميعاً ممن عاشوا فترات انتقال السلام بعد الحرب مروراً في صيغة امساك الجمهورية اللبنانية بكل ارجلها الثلاثة للكرسي الآيل للتمايل والسقوط ما دام الإلتفاف حول التدرج الطائفي في المعاملات حول حكم لبنان بالتدرج الذي تُنكسُ لَهُ الهامات من رخص قيمة الإنسان .
الموارنة لرئاسة الجمهورية ، والسنة للحكومة . والشيعة للبرلمان ، وعلى البقية الباقية من تعداد الطوائف " دروز - واقليات اخرى " ان تتقبل مشاركتها في النزاع التراتبي حسب التداخل الديموغرافي للمناطق المسكونة والمشتركة الى حد قريب !؟. طبعاً اتت نتيجة موقف الشيخ سعد الحريري كما رأيناه في المقابلة مع إحدى المحطات التلفزيونية في بيروت وكان مرتبكاً ومتعجلاً في صيغة تنسيق المواقف والإتهامات المتبادلة داخل كل تفصيل كان مملاً للجمهور ولمن يراهن على التصويب بعد الإعتذار سواءً كان متضامناً مع المستقيل او منخازاً الى الجهة التي ارغمتهُ على "" إعتذار مُرغم ""
العماد ميشال عون هو نفسه قد لا يُدرك ماهية ايصال البلاد الى تلك المهالك المتتالية في بداية اخر مراحل نهاية عهدهِ الذي كان منذ الايام الاولى يُبشرُ في انحدار ما لم يمر اطلاقاً على ""الشعب اللبناني العظيم "" حيثُ إفتتح رئيس الجمهورية اللبنانية قسم يمينهُ " 2016" من تحت قبة البرلمان اللبناني وبحضور كافة الدول الداعمة والتي لها بعثات ديبلوماسية مهمه ومؤثرة اولها السفير الفرنسي ، والسفير الامريكي ، والسعودي ، والقطري، والمصري ،والايراني ، والسوري ، والتركي ، وصولاً الى البعثات المهمة والخاصة من قِبل الفاتيكان . وهناك مهمة وحضور المراقب الإسرائيلي الذي وإن لم يكن حاضراً في الجلسة لكنهُ كان متربصاً ويتعامل مع التركيبة لإملاء الفراغ حسب رؤية المجتمع الدولى الى ذلك البلد الذي يكاد الوحيد الذي يناصبهُ العداء من خلال المقاومة المسلحة في عتادها الصاروخي الذي يهددها من وقت الى اخر، ويمتلك علاقة مهمة مع الرئيس ميشال عون بعد تفاهم كنيسة مار مخايل في عام "2006" بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي شق المجتمع اللبناني وحوله الى كانتونات وفيدراليات صغيرة وإن كانت غير رسمية لكنها جوهرية في التطبيق والتنفيذ الى اللحظة . هي مدار مسائلة لا اجوبة لها سوى اصوات المدافع حسب نظرية الكيان الصهيوني الدولة المجاورة والمغتصبة لفلسطين.
اذن الجميع حضروا ايام علنية في اعادة فتح قنوات التواصل لكي يتابع لبنان واهله الرسالة التي إنطبعت في مخيلات العالم كون اهل لبنان يبحثون دائماً عن جديد وحديث لكى يتلائم مع محورهِ الطبيعي .
سوف تتمحور وتسود ضبابية وسلبية في لبنان وعلى كل ربوعه اتساع رقعة المآسى والالام والجراح بعد تلك الخضة المرسومة والتي بحسب كافة الأراء بإنها تدور ضمن إتفاقية مبطنة بين كل القوى المحلية التي لها ازلام واحزاب تنفذ " مآربها الدنيئه " حتى لو ادت الى عودة الحرب الاهلية التي يراهن عليها كل الذين يتمسكون في مواقفهم المتزمتة خوفاً من جعلهم خارج الحلقة والحلبة التي يتلقى عنف ضرباتها المواطن اللبناني اولاً واخيراً . الفساد الصيغة السائدة بعد تراجع وغياب الخدمات المهمة في اولوياتها كالغذاء والمياه والكهرباء والطبابة ، وإضطراب تداول وهبوط سعر صرف الليرة اللبنانية كونها العملة الوطنية التي يتفق على التعامل بها جميع اهل البلاد ها هي اخر قلاعهِ تتقهقر وتئِنُ من درجة هبوطها تحت ضغط العملات الاجنبية وفي مقدمتها الدولار .
لقد تعود اهل لبنان على تقبلهم لما يسود من ازمات تلاحقهم منذُ ذروات فترات قاسية وقاتلة قد تتوسع وتنتشر وتؤدي الى نزاعات في مداها اعادة افق الحرب الاهلية بمباركة الجميع دون إستثناء .
من هنا كانت كلمة الشيخ سعد الحريري مع الصحافة بمثابة مفتاح في باب مسدود لا قرار لَهُ وهو
"" الله يكون في عون لبنان واهلهِ "".