حول المؤتمر النقابي -الاستثنائي- الأخير للاتحاد العام التونسي للشغل... أي مستقبل للمنظمة في ظل تغول النزعة البيروقراطية


عمران مختار حاضري
2021 / 7 / 16 - 19:34     

حول المؤتمر النقابي "الاستثنائي" الأخير للاتحاد العام التونسي للشغل ... أي مصير للمنظمة في ظل تغول النزعة البيروقراطية !؟

*المعركة ضد الانقلاب البيروقراطي الحالي على قوانين المنظمة الشغيلة و الدوس على الديمقراطية و إرادة القواعد، معركة حيوية ضد تغول النزعة البيروقراطية نابعة من الحرص على التمسك بالمنظمة كمكسب تاريخي و تطوير أدائها بما تمليه تحديات الظروف الكارثية التي يمر بها شعبنا على جميع المستويات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الصحية...

* لعله من أكثر المناورات الفكرية و السياسية و الأخلاقية خسة و احتيالا أن تجد سياسيين متكلمين بالثورة و يدمرون مطالبها و متغيراتها و ينحرون الوطن على مذبح توسيع دائرة شهوات السلطة و متكلمين بالشعب و يدمرون انتظاراته و أحلامه و يمعنون في افقاره و تجويعه ... و متكلمين بإسم القضاء، يدمرون العدالة و استقلال القضاء و متكلمين بإسم التعليم ، يدمرون العلم و المعرفة و متكلمين بإسم الصحة، يدمرون الصحة العمومية لفائدة لوبيات الاستثمار الخاص و متكلمين بإسم الإعلام، يدمرون الإعلام الحر و النزيه و متكلمين بإسم السيادة و يتسابقون على بيع الوطن و مقدراته و ارتهان قراره في ظل أزمة سياسية و اقتصاد منهار يعاني الإفلاس و إنتشار الوباء بشكل فضيع و إنهيار المنظومة الصحية و أوضاع إجتماعية مزرية في ظل غياب استراتيجية واضحة لمجابهة الوباء و تداعياته الكارثية حيث يترك الشعب يواجه مصيره لوحده يحاصره الموت من كل مكان يستجدي رحمة الكورونا و رحمة رصاص راس المال...
* بالمقابل و رغم تمسكنا المبدئي بالاتحاد العام التونسي للشغل كمكسب تاريخي و الذود عنه بوجه أعدائه الداخليين و الخارجيين فالاتحاد بحاجة إلى النقد الموضوعي و البناء بهدف تطوير أدائه و لعب دوره الريادي في التخندق إلى جانب العمال و عموم الشعب الكادح أمام تحديات اللحظة و رهانات الظرف و خطورة الأوضاع الاجتماعية نتيجة الأزمة السياسية و الاقتصادية و الصحية و تداعياتها الكارثية ...حيث نجد نقابيين متكلمين بإسم المنظمة الشغيلة و بإسم العمال و يدمرون العمل النقابي الديموقراطي المناضل و ينتهكون قوانين المنظمة و يحشدون أنصارهم في ظل انتشار الوباء و صدور حكم قضائي لاءبطال المؤتمر لأسباب وقائية و اعتراض بلديات المكان و طعون النقابيين الديموقراطيين لكن رغم كل هذه المحاذير ، و في إطار المقايضة الرخيصة، ارتأت منظومة الحكم العدوانية عن طريق وزير الصحة، نصرة الأمين العام الحالي و زمرته في عقد المؤتمر الانقلابي لينصبوا أنفسهم دون إرادة القواعد النقابية بالتمديد و التوريث في مؤتمر انقلابي غير انتخابي جوبه بالرفض و الطعن في مشروعيته من قبل النقابيين الديموقراطيين الصادقين و شكل منعطفاً خطيراً يضاف إلى مسار الانقلابات التي شهدتها المنظمة و تكريسا لهيمنة التيار البيروقراطي على قيادة المنظمة قبل الثورة و بعدها... !
* يبدو أن جائزة نوبل للسلام التي أسندت لاتحاد الشغل و ما تلاها من مشاركاته فيما يسمى ب "وثيقة قرطاج" و حشر نفسه في وساطات تكوين حكومات تقشفية عدوانية فاشلة و ضلوعه في تقديم المبادرات الحوارية و الحلول الترقيعية و السقوف المنخفضة و حرف التناقض الاجتماعي عن جوهره الحقيقي... رسخت من خلاله المركزية النقابية مسارا استسلاميا في علاقة بمنظومة الحكم و انقلابيا فجا لا يخلو من المناورة و الاحتيال، في علاقة بإرادة القواعد و بقوانين المنظمة لا سيما الفصل20 الذي لا يسمح بتحمل المسؤولية أكثر من ولايتين ...!
* و يبقى السؤال المشروع ,
خارج تبعية القطيع و المبايعة العاطفية للأشخاص في المركزية النقابية, حول قدرة و تظافر جهود النقابيين الديموقراطيين النزهاء مسنودين بالاطياف التقدمية الوطنية الناهضة المنتصرة للمنظمة و حقوق الشغالين و ديموقراطية أدائها... في مواصلة المشوار النضالي بكافة الأشكال النضالية المتاحة بما فيها النزول إلى الشارع في الذود على المنظمة كمكسب تاريخي و صيانه دمقرطتها و تنقيتها من كافة مظاهر البقرطة و العمل النفعي و "السلم الاجتماعي" و لعب دور رجال المطافئ... و بالتالي عن قدرة المنظمة الشغيلة في التصدي للسياسات العدوانية و اعتماد نفس الخيارات القديمة المتازمة، التي ثار ضدها الشعب و التي تستهدف العمال و عموم الشعب الكادح و في مقدمتها سياسة التقشف و الخصخصة و الامعان في المديونية الخارجية و التهريب و التهرب الضريبي و الإرهاب الغذائي و التفكيك الممنهج لما تبقى من بعض مكاسب التعليم العمومي و الرعاية الصحية و الاجتماعية... هذا هو المحك الذي من خلاله تعلو راية الإتحاد بوجه أعداءه الطبقيين على مختلف تمثلاتهم، و مواصلة لعب دوره كمنارة حاضنة للحراك الشعبي في المحطات المصيرية... انتصارا للشعب و للكادحين و استحقاقاتهم بوجه السياسات الاقتصادية والاجتماعية المنتهكة للسيادة و المعتدية على أسباب عيش الفئات الشعبية و عموم الكادحين من منظومة الحكم العدوانية التبعية الفاشلة المتهالكة و الفاقدة لكافة أسباب البقاء ...

#إرادة القواعد النقابية من إرادة عموم الشعب الكادح #
عمران حاضري
8/7/2021