بمناسبة ثورة 14 تموز 1958 المجيدة :( انبثاق ثورة 14 تموز 1958 العراقية من خضم الصراعات )


عبد الهادي الشاوي
2021 / 7 / 8 - 20:49     

خاض الشعب العراقي نضالات وصراعات مريرة مع نظام الحكم الملكي السائر بركاب الاستعمار الانكليزي والذي زج العراق في تحالفات عسكرية وكان آخرها حلف بغداد الذي ضم تركيا وايران وباكستان اضافة للعراق .
ومن خضم تلك الصراعات انبثقت ثورة 14 تموز 1958 عندما اصطف الجيش العراقي الى جانب الشعب والتي فاجئت الاستعمار واذنابه من القوى الرجعية والاقطاع فلم يرق لهم ذلك حيث بدأت فلول الظلام بالتوحد والاصطفاف لوأد الثورة وبدعم من انكلترا وامريكا وفرنسا ودول عربية واقليمية وكانت نشاطات بعض القوى وبالتنسيق مع احدى السفارات العربية آنذاك فكانت مؤامرة الشواف في عام 1959 , الا ان تكاتف الشعب مع القوات المسلحة اجهضت تلك المؤامرة وانتصرت عليها , غير ان تراخي حكومة عبد الكريم قاسم الذي تساهل في لجم اعداء الشعب والوطن واصرارهم على القضاء على ثورة الشعب والجيش فبدلا من الحزم والقصاص العادل بحق المجرمين , ابعد المخلصين من الضباط عن المواقع الحساسة في الجيش وحل محلهم خونة الوطن من القوى المعادية . ولذلك توالت المؤامرات الواحدة تلو الاخرى وتعرض عبد الكريم قاسم الى محاولة الاغتيال في شارع الرشيد ( رأس القرية ). واستمر التآمر على ثورة 14 تموز حتى قيام انقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 الذي اغتال الثورة واصدار بيانهم رقم 13 سيء الصيت الذي جاهر بإبادة الشعب العراقي حيث ارتكبت العصا بات التي استولت على السلطة ابشع الجرائم بحق الشيوعيين والوطنيين العراقيين واغرقوا البلاد بدماء الشهداء المخلصين للوطن والشعب. كما تمكن المتآمرون وبالتعاون مع جهاز المخابرات العراقي وبدعم من الخارج من استلام السلطة في العراق في 17 – 30 تموز 1968 ولكن بوجه آخر وتمكنوا من خداع الشعب . واتضحت اهدافهم السيئة بمحاولة القضاء على الحزب الشيوعي العراقي وتم اعدام كوكبة من الشباب العسكري بتهمة قيامهم بتنظيم شيوعي في الجيش سنة 1976 , ثم التوجه الى محاربة الحزب الشيوعي العراقي وتصفية كوادره وخاصة خلال الفترة 1976 – 1979 حيث خسر الحزب الشيوعي العديد من كوادره وزج بالأخرين في السجون وهجرة العديد من الكوادر الى خارج الوطن . وسارت الأمور من سيء الى اسوأ حتى ادخلوا العراق في حروب طاحنة , فكانت الحرب مع ايران التي دامت ثمان سنوات بدفع من المخابرات الأمريكية .ثم غزو الكويت وما رافقها من كوارث وتدمير للجيش العراقي وفرض العقوبات الأممية التي اثرت كثيرا على الشعب العراقي وعلى اقتصاده وعزلته عن المجتمع الدولي . وكان ختامها الاحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003 وتسليم مقاليد الحكم الى من اعتمد نظام المحاصصة الطائفية الأثنية وشجع الفساد المالي والاداري والاقتصادي حيث احتل العراق المرتبة الاولى في الفساد بين دول العالم حسب منظمة الشفافية الدولية . وادى هذا النهج الفاشل الى تدمير الوطن وكبله بالقروض وتدمير الاقتصاد فبدلا من السعي الى التطور وتحقيق التقدم الاقتصادي الاجتماعي ذهبوا بالعراق الى التخلف .
فعلى القوى الوطنية والديمقراطية السعي الجاد لتنظيم صفوفها والتمسك بالعمل من اجل العراق لإنقاذه مما اوصلته اليه الكتل المتنفذة التي لا هم لها الا التدمير للمواطن العراقي والثروات الطبيعية, والعمل على التخلص من الاقتصاد الريعي وحيد الجانب وتنويع مصادر الدخل بتفعيل الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وغيرها من القطاعات الاقتصادية , اضافة الى السيطرة على المنافذ الحدودية وتخليصها من سيطرة مافيات الفساد والاحزاب المتسلطة عليها . واحياء الصناعة الوطنية وخاصة معامل ومصانع القطاع العام بالإضافة الى القطاع المختلط والخاص الوطني وتفعيل القوانين التي شرعت لحماية المستهلك ودعم المنتوج الوطني والاهتمام بالبنى التحتية وخدمات الماء والكهرباء والنقل والقضاء على الأمية وامية المتعلمين .والتركيز على القطاعات الانتاجية كالزراعة والصناعة والسياحة والتعليم العام والصحة العامة .