إختفى وجهي من المرآة ؟؟!


سيمون خوري
2021 / 7 / 5 - 14:42     

إختفى وجهي من المرآة ..؟!
سيمون خوري :
غريب .. !؟
نظرت الى المرآة .. غاب وجهي ، واختفى رأسي .
حتى شعري المنفوش .
كديك رومي مجنون ، في يوم الفصح ..؟!
إختفى أيضاً.؟
أوف ..أوف ..
حتى ظل الظل ، إختفى ..
ماذا حصل ؟
مددت يدي نحو المرآة ، فخرجت من الجانب الآخر.
وما بين المد والجزر،
زحف الخوف الى دمي المبعثر .
فوق خارطة وطن سابق .
بيد أن الزمن ، لم يبدي إعتراضه على المكان .
فقد أخفت المرآة ، كافة أخطائي الكبيرة ..؟
وبعض هفواتي " الصغيرة " جداً.
ويبدو أني عدت ، الى اللحظة التي كنت فيها صفراً.
إذن أنا ، صفراً " ذيسابورياً "..
قبل أن يضعوا رقماً . بجانب صفري الحقيقي .
فأنا كسول في علم الحساب ، حتى تاريخ ميلادي نسيته .
أتذكر يومها ،كانت الريح ، تتعارك مع الموج .
عندما ، مزقت أول شراع ، لي في عالم غريب.
و رسى قاربي على رصيف ، ميناء أنيق
من موانئ الشتات .
على ماذا تخاف ..؟!
إنحسر المد والجزر ؟؟
لا شىء في المرآة ..
لا شئ يدعو للدهشة ، رغم أني فتحت فمي ،
صارخاً ... آه ..آه ... من ..؟
فاجأني صوت ، خارج الزمان ..
أي ، من .. تقصد ؟!
يا " يوحنا " أنت لست المسيح ..؟!
هذا رأسك فوق صينية ذهبية ..
هدأت روحي قليلاً.. وإتسعت حدقاتي في مآقيها ،
كبحيرة أكلها التصحر، ومناسبات خشبية .
وجريدة القصر الرسمية .
وعندما أشرق وجهك ، كشمس منتصف الليل .
عندها فقط ..
راهنت بما تبقى لي من صفري اليتيم.
وهكذا ..أمنت من جديد " بفيثاغورس "
رغم أني لا أعرف كم من السنين ، مضت على حبك ..؟!
ليل يطوي ليلا ... صفراً يأكل أصفاراً.
لا شئ يدعوا للدهشة ؟؟؟!
أنت شمس منتصف الليل .
نظرت للمرآة ، ثانية ...
غريب .. عاد وجهي الى المرآة.
بدون رتوش ..
سيمون خوري – اثينا 3-6 -21