خَوارِجَ العرب الجدد من طينة النفط وارصِدَة الذهب


عصام محمد جميل مروة
2021 / 7 / 1 - 16:15     

يتجدد في العالم العربي سوء الادارة والرؤية حول المستقبل المنشود واستغلال الحكام في رداءة المواقف تِباعاً وتعويم المهالك المستمرة في تأخر الدول العربية وإستعانة قادتها بالشياطين لكى تبقى المحافظة على تركهم في سدة السلطة مهما أُريقت الدماء وبُدِدت الثروات وأُنتهكت كل المحرمات.
في المشهد السياسي الخطير والقاتم.الذي نتج عن القمة التي عقدتها المملكة العربية السعودية واخواتها .من الأنظمة الاسلامية الخليجية والافريقية .وضمت أكثر من سبعة وخمسين دولة إسلامية تناصب ايران العداء والبغيضة الطائفية والمذهبية،وكان رئيس الولايات المتحدة الامريكية المنتخب حديثاً حينها دونالد ترامب والذي أُعجِبّ" برقصة السيف الشهيرة" الى جانب كبار الملوك والامراء في المملكة العربية السعودية .في مؤتمر الرياض،
وأدت المحادثات الى إفصاح تاريخي عن ""وقوف المؤتمرون "" في توجيه إنذار وتهديد مُبكِر الى ايران وحلفاؤها في المنقطة ،المشتعلة في حروب دموية واخطرها في سورية.وفي اليمن والصومال والعراق، وضبابية المواقف حول العهد الجديد في لبنان.
حتى حصلت إتفاقات ومعاهدات إقتصادية تتجاوز قيمتها المالية الى "480/480/مليار دولار "
/ اي ما يوازي ميزانيات عشرات الدول /!؟.
لكن المبالغ الأكثر كلفةً تعود الى صفقات السلاح من طيران ودبابات وتدريبات وما شاكل.وكأننا داخلون ، على حرب عالمية ثالثة وبدايتها من الخليج العربي:او الخليج الفارسي /الذي يطلُ في تجاوره المزمن مع دول مجلس التعاون الخليج المشكل من ستة دول خليجية ، تحت قيادة قطر والسعودية ، والكويت والبحرين ، والإمارات العربية المتحدة.وسلطنة عُمان،ولكل دولة من تلك الدول الصغيرة اياها ،علاقة تاريخية مع ايران ، قبل ازاحة الشاه" محمد رضا بهلوي" من امبراطوريته الفارسية، ووصول الامام الخميني الى السلطة ونجاح الثورة عام 1979.ومناورة الثورة الإيرانية في تصدير الثورة عبر دول الجوار ، وكانت حرب الخليج الاولى بين ايران والعراق /سنة 1980/ أسست الى بداية التصدع التاريخي الذي ما زال مستمراً الى كتابة هذه السطور المتواضعة.
لكن الذي وقع بهِ زعماء العرب اجمع ليس بجديد في الاتهامات المتبادلة بين الإخوة" الاعدقاء"بحجة دعم الاٍرهاب على ارض صراعاتها قامت منذ الازل؟
لكن الكيان الصهيوني هو اول ما يجب ان نتهمه وليس هذا فحسب بل توصل الكيان المخابراتي الاسرائيلي الى محاولة التوسط بين الدول العربية باعتبارها تحتاج الى وسيط دولى "والجار أولى" بذلك؟
مها قطعت الدول العربية علاقاتها بدولة قطر الصغيرة الحجم والمساحة ؟!. إلا إن اموالها ونفطها وذهبها وغازها ،هو الذي اثار لُعاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى دك الاسفين الإرهابي بين ابناء العمومة.
وإذا عدنا قليلا للتاريخ الى الوراء فسوف نجد هناك منافسة بين قطر وجيرانها في تنظيم العلاقات العربية وحلها، من الحروب والصراعات. بين الإخوة في فلسطين. مثلاً بين حماس من جهة .وقيادة ورئاسة حمود عباس وفتح من جهة ثانية،
كذلك عندما سُئِلّ المغفور لَهُ وزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل وهو بلوماسي مخضرم ، عن هل تحتل قطر في " شروعها إستضافة اللبنانيون "، /في عام 2008/في مؤتمر الدوحة الشهير الذي أعاد إنتخاب العماد قائد الجيش ميشيل سليمان رئيساً جديداً للجمهورية اللبنانية بحضور جميع الأفرقاء ؟، صرح الامير أنذاك بإننا نَحْنُ وقطر في الدوحة، والطائف، قالب واحد في مجمع العالم العربي الكبير لكي نُذلل العقبات ؟
مما لا شك فيه بإن دولة قطر والقيادة الحديثة والشابة فيها من خلال اميرُها تميم إبن حمد عندما تنازل والدهُ عن السلطة والمؤسسات الدستورية والتشريعية وتنصيبهِ أميراً شاباً يمتلئ نشاطاً وحركةً ونال تأييد العديد من الملوك والامراء والرؤساء في معظم الدول العربية والإقليمية، وحتى كان هناك قبول ورضي أمريكي لإنتقال السلطة بطريقة ديموقراطية ؟اثارت فضول الأمراء الشباب من الجيل الثالث للحكام وكان هناك خوفاً وقلقاً من إنتقال" العدوى" الى فضول ملوك وأمراء وقيادات مجلس التعاون الخليجي؟
لكن عملت قطر مؤخراً على إستضافة المؤتمرات الدولية والإسلامية الكبرى في التشاور مع زميلاتها لإرساء الأمن والامان والازدهار للدول تلك!؟
حتى الإذاعة الأعلامية الفضائية "قناة الجزيرة" صارت منذ إنطلاقتها بوابةً إعلامية وكإننا في عالم ديموقراطي لا يحتاج الى ادلة مبهمة لكي تثير الجزيرة ضوضاء الشارع العربي الى فتح الاعين للجيل من الشباب الصاعد، الي أمور كانت غائبة ،وللجزيرة وإعلامها القوي دون محاذير أدي الى فضح الكثير من ""الخوارج ""الذين ينقلبون ساعة يشاؤون، ويُقاومون عندما يُقتل "الطفل محمد الدرة" على الهواء مباشرة، عند اندلاع أنتفاضة اطفال الحجارة،على ارض فلسطين المحتلة،
نقول الى الذين يُراهنون على حرية الشارع العربي وإستغلال الجماهير وقض مضاجعم.عودوا الى ضمائركم واغيثوا أطفال اليمن من الجوع ،وانقذوا أطفال سوريا من التيهان ، وحاولوا اعادة البسمة على وجوه اطفال العراق، وآمنوا أماكن ومقاعد دراسية للأيتام في غزة وأريحا والضفة الغربية في فلسطين.وكونوا رُحَمَاء ورُئفاء في ما بينكم ،وأمنعوا الهجرة القسرية و رحللات ركوب البحر والغرق الجماعي للرضع؟
لا العداوة الأخوية تجعلنا متقدمين وراقيين لكى نُعتبر دول وشعوب تحترم الانسان .بل اعادة البناء للأجيال وترتيب دولنا هو الكفيل الوحيد لإستمراريتنا.في ظل العالم المتقدم والعولمة التي سبقتنا،،نكتفى بنكسات وهزائم التاريخ الذي لن يغفر لنا إذا ما إستيقظنا من نوم عميق ،،