لي أفانس و تحرير السود و الثورة التي نحتاجها بشكل إستعجالي لتحرير الإنسانيّة قاطبة


شادي الشماوي
2021 / 6 / 23 - 23:54     

بوب افاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 701 ، 27 ماي 2021
https://revcom.us/a/701/bob-avakian-lee-evans-black-liberation-and-revolution-en.html

وأنا أطالع مقال " ذكرى " كتبه قارئ لجريدة " الثورة " عن لي أفانس( " لي أفانس – مسار عظيم و إنسانيّ " ) (1)، لم أشعر بإشتداد معنى الحزب بين ضلوعي لنبأ وفاة لي أفانس فحسب بل أخذنى كذلك المقال إيّاه مرّة أخرى إلى زمن كان فيه لي أفانس جزءا من تمرّد راديكالي واسع جدّا إكتسح العالم أواخر ستّينات القرن العشرين / بداية سبعيناته .
و مثلما يشير ذلك المقال ، كان مسار لي أفانس مسار رياضيّ من الصنف العالميّ . و لعدّة سنوات ، سجّل الرقم القياسي لسباق 400 متر رجال . و قد كان البطل الشهير لسبقا ال400 متر رجال أثناء الألعاب الأولمبيّة لسنة 1968 بالمكسيك حيث ساهم في إحتجاج خاصة في صفوف الرياضيّين الأفارقة – الأمريكيين ( الأفرو- أمريكيّين ) ، ضد إضطهاد السود .
و أتذكّر نقاشا دار بينى و بين لي أفانس قبيل تلك الألعاب الأولمبيّة ، عندما حدث أن وجدنا في شقّة صديق مشترك بسان خوسى ، كاليفرنيا ، أين كان لي أفانس يتدرّب حينها . و قد كنت على علم بأنّ هناك حديث و نقاش في صفوف الرياضيّين السود بشأن مقاطعة الألعاب الأولمبيّة ،- و شعرت بمدى قوّة الصفعة التي يمكن أن يوجّهها ذلك للنظام الذى كان يضطهد السود و يقتلهم في هذه البلاد ، كما يضطهد ويقتل الشعب في الفيتنام و شعوب أخرى عبر العالم – عقب بعض الكلام عن مسائل متفرّقة، سألت لي سؤالا مباشرا: " يا شباب ، هل ستقاطعون الألعاب الأولمبيّة ؟ " وأجاب : " نحن نفكّر في ذلك ". و كان ردّى : " يحسن بكم فعل ذلك 1 ". و كرّر لى أنّهم يتفحّصون جدّيا المسألة ، و عدنا إلى تجاذب أطراف الحديث عن مواضيع مختلفة أكثر .
و تبيّن أنّ لم تحصل مقاطعة واسعة النطاق للألعاب الأولمبيّة رغم أنّ لو ألستر – الآن كريم عبد الجبّار –( وعلى حدّ ما أذكر ) مايك وارن ( لاعب كرة السلّة أيضا في جامعة كاليفرنيا لوس أنجلاس - قد قاطعا تلك الألعاب. و جدّت تلك الحركة القويّة التي صارت معروفة جدّا التي أنجزها تومى سميث و جون كارلوس حينما رفعا قبضاتهما في القفّازات على منصّة التتويج بالإنتصار . و قد إحتجّ أيضا لي أفانس برفع قبضته أيضا على منصّة التتويج عقب إنتصاره في سباق ال400 متر فيما كان يرتدى قبّعة سوداء – وهي جزء من اللباس الرسميّ لحزب الفهود السود الثوريّ ، و إلى درجة كبيرة كانت تلك القبّعة رمزا لتحرير السود . و قد ساهمت هذه الإحتجاجات التي نفّذت تحت التهديد الجدّي ثمّ ردود الفعل الشديدة للسلطات الرياضيّة و السلطات بصفة أعمّ ، مساهمة لها دلالتها في التمرّد الراديكالي لوقتها .
و مهما كانت تلك التحرّكات الراديكاليّة قويّة – شاركت فيها فئات عريضة و متنوّعة من الشعب ، لا سيما الشباب و كان الجميع مندفعون بمشاعر ثوريّة لم تحدث مع ذلك ثورة في هذه البلاد زمنها . لكن بعض الذين تقدّموا بفضل و من خلال هذا التمرّد الراديكالي العظيم لوقتذاك ثابروا على السير على الطريق و كرسّوا حياتهم و أنفسهم لرسم سُبل التقدّم على ذلك الطريق . و قد وقع تعلّم قدر كبير من الأمور مذّاك منها دروس من التجربة الإيجابيّة و السلبيّة للصراعات الثوريّة عبر العالم و التجربة التاريخيّة للحركة الشيوعيّة – و من الأهمّية الحيويّة بمكان و بواسطة العمل الذى واصلت إنجازه جدّ تطوير أكبر للمنهج و المقاربة العلميّين للثورة : الشيوعيّة الجديدة . و الآن ، و تناقضات هذا النظام تتّخذ تعبيرا حادا متفاقما إلى أقصى الحدود ، و الآن و هذا وقت من الأوقات و الظروف النادرة التي فيها يمكن أن تحدث عمليّا ثورة في بلد مثل هذا : أولئك منّا الذين ساهموا و الذين ألهمتهم الحركات الراديكاليّة و المشاعر الثوريّة لتلك الفترة – و بالنسبة إلى كافة الشيب و الشباب الذين يتطلّعون إلى نوع التغيير الراديكالي التحريري الذى كان الكثيرون وقتها يجتهدون من أجل تحقيقه – يلقى على عاتقنا التحرّك ، معا ، لإنجاز الثورة التي نحتاج إليها حاجة ملحّة ، وهي ممكنة ، و ذلك بغية فسح المجال للتحرير الفعلي للسود و لكافة المضطهَدين على وجه الأرض ، مستهدفين تحرير الإنسانيّة قاطبة من كافة العلاقات الإضطهاديّة و الإستغلاليّة و المهينة و المدمّرة للشعوب و البيئة . / .
(1) – مقال " " لي أفانس – مسار عظيم و إنسانيّ " متوفّر على موقع أنترنت revcom.us و في ذات العدد 701
من جريدة " الثورة " - “Lee Evans—Track Great and Humanitarian, Remembrance from a Reader
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++