لعل المصادفة التاريخية قد أفضت إلى هذا الترابط والتزامن الدلالي اللغوي الذي يعبرعن عبقرية اللغة العربية بين معنى (الدياث الأمريكي) و(الديوث العربي من النمط المتأيرن أسديا )


عبد الرزاق عيد
2021 / 6 / 22 - 20:45     

يحدثنا الكاتب المصري العالمي علاء الأسواني عن اولى المحاولات العالمية لحاكم مكسيكي ديكتاتور يسمى (الدياث) من أجل وضع معادلة علنية للحكم الاستبدادي الشمولي تطبيقيا منذ القرن التاسع عشر، حيث توفي (الدياث المسكيكي) سنة 1915 بعد أن شرح نظريته هذه أمام أركان نظام حكمه، وهي صيغة (مقايضة الشعب بالخبز مقابل الحرية) ...لاستمرار ديمومة نظامه إلى الأبد ...وربما كانت هذه السنة كانت تاريخ ميلاد ارهاصات الدولة العربية الحديثة التي لم يمت أحد منهم خلال هذا القرن إلا في تونس

وهو(الديوث العربي) المستبدالأصيل والأكثر شرفا وأناقة حداثية معاصرة (بورقيبة) الذي كان أكثر نجاحا وتأصيلا في حركته الديموقراطية في تربته التونسية العربية ، من تربه (أأتاتورك ) الذي لا تزال تجربته الديموقراطية أكثر عرضة للإخفاق من تونس الأكثر مدنية وديموقراطية اليوم، بعد أن كان هيأ تونس لأرقى تجربة مدنية ديموقراطية ممكنة عربيا خلال القرن الماضي ،من خلال تجلي ذلك في حقبة الربيع العربي حتى الآن
.....
لعل المصادفة التاريخية قد أفضت إلى هذا الترابط والتزامن الدلالي اللغوي الذي يعبرعن عبقرية اللغة العربية بين معنى (الدياث الأمريكي) و(الديوث العربي من النمط المتأيرن أسديا ) حتى وإن كان مشكوكا في عروبته وإسلامه وفق اعتراضاته على الوثيقة الفرنسية التي ادرجته بأمة العرب، فأبى وأستكبر وطالب بحمايته من المسلمين السوريين في الوثيقة التي وقع عليها أسد الجد الأول للتتار الأسديين المطالبة بعدم خروج الاستعمار الفرنسي من سوريا ..
..
لابد من الانتباه في هذا السياق إلى أن (الدياث المكسيكي ) كان أقل (دياثة) من الديوث (الأسدي ) نحو أهله وشعبه ، عندما اكتفى المسيكي بمقايضة ( الخبز بالحرية) ...بيد أن الديوث الأسدي النغل الزنيم (بشار الجزار ) لا تقبل دياثته أقل من المقايضة بينه بإعلانه (الها) ، وفق ماألفه من بيئته الثقافية الطائفية القابلة لإنتاج الآلهة (المرشدية) ، وبين ( الخبز والقوت والطاقة وسيلدة البلاد وشرفها وكرامتها في المزاد العلني وفق قوانين وتقاليد الدياثة التي ألفها وعايشها في بيئته الوثنية ( المرشدية / الأسدية ) ....